للكاتب: ساهر زهير دعيم
دراسة بقلم : زهير دعيم
أعلم علمَ اليقين وأعي تمامًا أنّ شهادتي في بحثي البسيط هذا قد تكون مجروحة ، كيف لا والحديث يدور عن ولدي ساهر الّذي يحمل وبالفطرة الكثير من سِماتي وخواصي الجميلة !!! والتي تتكحّل أحيانًا بنقيصة هنا وأُخرى هناك ، وخاصة الغضب السّريع الذي سرعان ما يتبخّر لتحلّ محله المحبّة .
ولعلّ ايضًا احدى الميزات التي ورثها أبو الورد عنّي هي موهبة الكتابة والابداع الأدبيّ ، والتي رافقَتْهُ مذ كان طفلًا صغيرًا ونمَت مَعَه ، فقد أصدرتُ وإيّاه قبل ما يقرب من السنتين ؛ اصدرنا قصّتيْن للأطفال في كتاب واحد ؛ فألّف بدوره قصة : أمل تُودّعُ عُصفورَها المُلوّن ، وألّفتُ أنا قصة : غَيْرة .
وها هو اليوم يطلُّ علينا ليصدر قصّتين جميلتين أحداهما للأطفال الصغار والأخرى لليافعين والشّباب : 1- تعالوا نحكي سوا ولد – بنت ( آفاق وصُندوق الإرادة .( لليافعين )
2 - تعالوا نحكي سَوا نحكي وَلَد - بنت
والكتابان بريشة الرسّامة : منار نعيرات
والقصة التي اودّ أن اسلّط عليها بعض الضوء الآن هي: تعالوا نحكي سَوا ولد - بنت لطلاب الصّفوف البساتين والابتدائية .
القصّة من تأليف الكاتب : ساهر زهير دعيم – عبلّين
الغلاف : سميك ومُقوّى
الصفحات : والرسومات مُلوّنة
رسومات : منار نعيرات
اصدار : دار الهدى للطباعة والنشر كريم م. ض
سنة الإصدار : تشرين الثّاني 2023
اسم القصة : ( تعالوا نحكي سَوا ولد – بنت ) يحمل المعنى الجميل والوافي للفحوى .
لغة القصة والأسلوب : لغة القصة تجمع ما بين الفصحى واللغة العاميّة المُكحّلة بالبساطة والذوق المُرهَف ، وقد صيغت بشكل سجع يجمّل المعنى ويُقربّه الى القلوب والنفوس ، فتراها هامسة رغم صرخات النقد.
رسالة الكاتب : همسة صارخة تلبس زيّ النقد الصّريح احيانًا، والمُبطّن في أحيان أُخرى ، والدّاعي الى نبذ بعض الترسّبات القديمة ، هذه الترسّبات التي تعطي للطفل الذكر وللذكورية بشكل عامّ صفات ومزايا خاصّة به وحده ولا يجوز ولا يصحّ ان يتجاوزها فاللون الأحمر خُلق للأُنثى وكذا المريول والبكاء والمطبخ ، ومن العار والعيب ان يلبس هو ثيابًا حمراء اللون او ان يبكي أوان يدخل المطبخ ويساعد في اعداد الطعام ، فهذه تُعدُّ نقيصة له ، فيكفيه الطابة والألوان غير الفاقعة والتعلّم والتعليم والجلوس مع ابيه في صدر البيت ينتظر الطعام ... نعم وألف نعم فالحقيقة تقول وللأسف أيضًا أنّنا سرقنا من الانثى في هذا الشّرق حقّها الطبيعيّ ووضعناها عنوةً في " خانة " المطبخ والمريول والمنزلة الدّون ، فسادت الرجولة على مجتمعنا الشّرقيّ ، فنام وطال سباته ، ونامت معه الحضارة ..
وقد يقول قائل : انّنا قد بدأنا يا هذا في مشوار التحرّر، فأقول نعم ؛ ولكننا ما زلنا في منتصف المشوار ، ان لم نكن بعد في بدايته .
القصّة :
تحتوي القصة على الأبواب التّالية : الألوان ، مواهب ، مشاعر ، الألعاب ، مُهمّات ، صفات :
وهاكم انموذج من الترسبات المقيتة من خلال خصلة : المواهب :
اسمعوني يا صْحابي
انا اسمي أمــَارة
ووقت أكون بالحــَارة
رغبتي العب بالطّابة
مع اولاد الجَــارة
عَمْ خبّرهم وعَمْ بعطيهم إشارة
إنّو بحبّ لعب الطابة وعندي فيها مَهارة
ما عَمْ يسمحولي !!
انتِ بنت قالولي !!
ع َ الجمباز والباليه دَلّوني
لِيه حُبّ الطّابة والفوتبول حَرمونـــي
يا خسارة – يا خسارة
معقول لأنّي بنت واسمي امارة ؟؟!
الخلاصة : " قصة " جميلة وهادفة ، شدّتني اليها كثيرًا بمعانيها وأسلوبها المُشوّق وسجعها الجميل ورؤياها البعيدة ، الضامرة في ثناياها صرخة التفرقة البغيضة التي اوجدناها بين الطفل والطفلة والذكر والانثى هذه التفرقة التي اوجعتنا وما زالت وزرعت في نفوسنا تفوّق الذكورية في كثير من المجالات.
وها هو الكاتب بنفسه يلخّص لنا :
إحنا الولد والبنت
بِدّنا نقولها بْعالِي الصُّوت
مِشْ شرط الماما
تصنع الاكل الأشهى
مش شرط البابا
بالعلوم والفَنّ الأذكى
مِشْ شَرط البنت دايمًا الأحلى
ولا شرط الولد بالمَواقف الأقوى
اجمل التحايا وأطيّبها للكاتب الجميل ساهر زهير دعيم
سائلين الربّ ان يرعاه وحاثّين الكاتب ان يتابع مشوار هذا العطاء الجميل .
[email protected]
أضف تعليق