قالت د. أماني القرم الكاتبة والباحثة في الشأن الأمريكي الإسرائيلي من غزة ل بكرا "ان عملية انزال المساعدات جوا هي كما يعتبرها مسئولو المنظمات الدولية تعد الملاذ الاخير لانقاذ السكان في مناطق الحرب او الكوارث من الجوع ,نظرا لوجود معيقات بيئية أو غياب للبنية التحتية كالطرق وماشابه او ضعف لوجيستي ".

واضافت "انه في حالة غزة لا توجد اية معيقات بيئية فلا سيول ولا براكين ويوجد طريق ممهد من معبر رفح يبعد فقط عشرات الكيلومترات عن شمال غزة لا تساوي تكلفته شيئا قياسا بتكلفة المساعدات الجوية لهذا اجد ان مسألة المساعدات الجوية هي مفارقة تراجيدية غريبة جدا تحديدا فيما يتعلق بالمساعدات الامريكية التي تم انزالها , فمن جهة الولايات المتحدة حليف اسرائيل الاول تمد اسرائيل برا وجوا وبحرا بالاسلحة مقابل عدم استطاعتها الضغط عليها لادخال الاف الاطنان من المساعدات عبر معبر رفح برا بتكلفة لا تكاد تذكر قياسا بالمساعدات الجوية ".

وقالت "وهنا يطرح سؤال هل الولايات المتحدة والعالم بهذا الضعف امام اسرائيل؟ أم هل العالم يتحد مع اسرائيل في أهدافها التي من ضمنها تجويع غزة وافراغها من اهلها وتخفيف عدد السكان بالقتل قصفا او جوعا او هجرة .

واكدت ان الولايات المتحدة والعالم تحاولان من ورائها اسكات الرأي العام ومحو صور المجاعة القادمة من غزة والتي يذهب ضحيتها الاطفال وكبار السن والمستضعفين , وارضاء انفسهم بأنهم قد فعلوا شيئا امام هذه الكارثة الانسانية .

الأهداف

واوضحت ان اسرائيل وبناء على شهادات مسؤولي المنظمات الاغاثة الدولية تمنع وبشكل ممنهج ومنظم وصول المساعدات وفي المقابل توافق على إنزال المساعدات جوا لاهداف محددة أهمها:

تجاوز دور المنظمات الإنسانية وابرزها الاونروا لتهميشها تماما عمدا وانهاء دورها في إبقاء القضية الفلسطينية حية.

ايضا تريد اسرائيل التخلص من الضغوط العالمية عليها المزعجة لفتح المعابر وإدخال المساعدات وادخال باقي مقومات الحياة كالوقود وماشابه.

تتيح المساعدات الجوية الشحيحة الاستمرار في استخدام اسرائيل لاداة الجوع احد ادوات حربها ضد سكان غزة .. على سبيل المثال امريكا ارسلت 35 الف وجبة يعلم الله كم شخص استلمها وعلى افتراض وهو مستحيل ان من استلمها 35 الف شخص فماذا يفعل باقي 670 الف آخرون من كبار السن والنساء قابعون في بيوتهم؟؟

كذلك نشر الفوضى وامتهان كرامة الفلسطيني وهو يركض وراء المساعدات النازلة من الجو وعزل غزة عن العالم هو هدف اسرائيلي بامتياز .

وختمت د. القرم بالقول "الحقيقة ان المساعدات الجوية ليست حلا مرضيا بل بالعكس هي استعراض خاصة من الولايات المتحدة الداعمة لاسرائيل في أهدافها والشريكة لها في الكارثة الانسانية في غزة .. الحل الوحيد هو الضغط الحقيقي والفعلي على اسرائيل لتأمين الطرق للمساعدات البرية وعدم قصفها كما حدث في دير البلح أول أمس بعد أيام من مجزرة دوار النابلسي ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]