تشير الاحصائيات الأخيرة الى ارتفاع ملحوظ في مرض التصلب المتعدد في المجتمع العربي وخاصة في أواسط النساء من جيل 20-40 عاما بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف عن الوسط العام. لهذا المرض تأثير خطيرعلى مجمل وظائف الجسم بما فيها الخصوبة. بالرغم من عدم وجود علاج شافي حتى الان، الا أن هناك علاجات يمكنها التخفيف من حدة المرض وتفاقمه وتأخير الوصول الى الحالات الصعبة والموت المبكر اذا ما تم التشخيص مبكرا.
حول هذا الموضوع، طرق التشخيص وعوامل الخطر وطرق العلاج الحديثة، تحدثنا مع د. محمد أبو ليل، متخصص في أمراض الجهاز العصبي في مستشفى "هيلل يافة" وبالتعاون مع وحدة أمراض الاعصاب التي يديرها د. "افير زميرو" في المستشفى.
بداية ما هو مرض التصلب المتعدد؟
مرض التصلب المتعدد، يحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للألياف العصبية الدماغية المسؤولة عن الاتصال بين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة. يمكن أن يسبب المرض تلفًا أو تدهورًا دائمًا في الألياف العصبية وبالتالي ضررا دائما لأجزاء الجسم المتعلقة بالأوامر العصبية التي يطلبها الدماغ من الجسم.
ما هي طرق تشخيص المرض والاعرض؟
بالمجمل تشخيص المرض ليس أمرا سهلا ويتطلب طاقما مختصا في أمراض الجهاز العصبي. تختلف أعراض ومؤشرات التصلب المتعدد وأعراضه اختلافًا كبيرًا من مريض لآخر، ويتعلق ذلك بمكان تلف الألياف العصبية وشدته في الجهاز العصبي المركزي. فقد يفقد بعض المصابين بالتصلب المتعدد الشديد القدرة على المشي وحدهم أو المشي عمومًا. أما البعض الآخر، فقد يمرون بفترات تعافٍ طويلة دون ظهور أي أعراض جديدة وذلك بناءً على نوع التصلب المتعدد لديهم.
تشمل الأعراض الشائعة بشكل عام: ضعف وتعب، شعور بتخّدر في واحد أو أكثر من أطراف الجسم عادة ما يظهر على أحد جانبي الجسم. شعور بالوخز او أحاسيس مشابهة لصدمة كهربائية خفيفة تصاحبها حركات معينة للرقبة، وخصوصًا انحناء الرقبة للأمام، صعوبة في التوازن وأحيانا عدم القدرة على المشي، فقدانًا جزئيًّا أو كليًّا للبصر، عادةً في عين واحدة في المرة الواحدة، وغالبًا يصاحبه شعور بالألم أثناء حركة العين، رؤية مزدوجة لمدة طويلة وضبابية في الرؤية ودوار ودوخة وغثيان. كما ويرافقها مشكلات في الوظائف الجنسية ووظائف الأمعاء والمثانة، الإرهاق، التلعثم، مشاكل إدراكية، اضطرابات مزاجية واكتئاب.
ما هي الأسباب وعوامل الخطر؟
لا تعرف حتى الان اسباب الإصابة بالتصلب المتعدد. لكنه يعتبر مرضًا ذا صلة مناعية يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم أنسجته. وفي حالة التصلب المتعدد، يؤدي هذا الخلل المناعي إلى تدمير المواد الدهنية التي تغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي والتي تسمى الميالين. تُشبِه مادةُ الميالين المادةَ العازلة التي تغطي الأسلاك الكهربائية. وعند تلف طبقة الميالين الواقية وانكشاف الألياف العصبية، قد يبطؤ وصول الرسائل العصبية التي تنتقل عبر هذه الألياف العصبية أو تُحجب كليًا. ومن غير الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بمرض التصلُّب المتعدِّد وعدم إصابة آخرين به. يبدو أن هناكَ تركيبة من العوامل الوراثية والبيئية مسؤولة عن هذا الأمر. فمثلا قد تؤدي هذه العوامل إلى زيادة احتمالات الإصابة بالتصلب المتعدد:
العمر: يمكن أن يحدث التصلب المتعدد في أي مرحلة عمرية، لكنه يحدث غالبًا في الفترة بين 20 و 40 عامًا. لكنه مع ذلك قد يصيب الأشخاص الأصغر أو الأكبر سنًا.
الجنس: ترتفع نسبة إصابة النساء بالتصلب المتعدد الناكس الهاجع بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بالرجال.
التاريخ العائلي: إذا كان أحد والديكَ أو إخوتكَ مصابًا بمرض التصلُّب المتعدِّد، فإنك أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض.
بعض الإصابات. ترتبط مجموعة متنوِّعة من الفيروسات بمرض التصلُّب المتعدِّد، بما في ذلك فيروس إبشتاين-بار، وهو الفيروس الذي يُسبِّب كريات الدم البيضاء المُعدية.
العِرق: يزداد خطر الإصابة بمرض التصلُّب المتعدِّد بين الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، وتحديدًا أولئك المنحدِرِين من أوروبا الشمالية. والأشخاص ذوو الأصول الآسيوية أو الإفريقية أو الأمريكية الأصلية أقل عرضةً للإصابة بالمرض. . أكثر شيوعًا في البلدان ذات المناخ المعتدل حيث يبدو أن التعرض لأشعة الشمس أثناء الحمل يقلل الإصابة لاحقًا بمرض التصلب المتعدد لدى المواليد وبسبب نقص فيتامين D.
السُمنة: تبين وجود علاقة بين السُمنة والتصلب المتعدد لدى الإناث. وينطبق ذلك تحديدًا على السُمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة عند الإناث.
تزداد فرص الإصابة بمرض التصلب المتعدد، اذا ما وجدت اضطرابات مناعية ذاتية أخرى كمرض الغدة الدرقية أو فقر الدم أو داء السكري من النوع الأول أو مرض الأمعاء الالتهابي والمدخنون هم أكثر عرضةً للإصابة بالمرض. على
ما هي فرص وإمكانيات العلاج؟
بالرغم من عدم وجود علاج شافٍ للتصلب المتعدد. لكن هناك علاجات تساعد في سرعة التعافي من نوباته وتعديل مسار المرض والسيطرة على أعراضه كما وأن التشخيص المبكر للمرض هو عامل اساسي في السيطرة على المرض ومنع تطوره في المستقبل ومنع الوصول الى الحلات الصعبة التي يصعب للمريض التعامل معها بسبب تأثير هذا المرض على مجمل وظائف الجسم الحيوية وتأجيل الوصول الى الموت المبكر قدر الإمكان. كما وان العلاجات الجديدة تسهل حياة المريض ومواظبته على العلاج ولا تتطلب الحقن بالابرة ويتم تناولها عبر جرعات دوائية خمس مرات في السنة لمدة عامين وبدورها توفر حماية لسنتين وأكثر حسب الأبحاث حول الموضوع. من المهم ان اشدد على ان هذه المعلومات هي خدمة للجمهور مني ومن ميرك ولا تشكل أو تستبدل استشارة طبيب.
[email protected]
أضف تعليق