يعتبر مرض سرطان الحنجرة من الأمراض الأكثر شيوعًا من بين سرطانات الرأس والعنق، والأكثر شيوعًا لدى الرجال من النساء، وهو سرطان الذي يصيب الحنجرة التي هي عضو اصدار الصوت في جسم الانسان، والتي تتكون من عدة عضلات تتصل بالغضاريف وبوابة الأوتار الصوتية الموجودة في القسم العلوي للقصبة الهوائية، وتستخدم الحنجرة للتنفس والحديث وابتلاع الطعام.

ومن الوظائف المهمة للحنجرة هو حماية الجسم وذلك من خلال منع أي جسم غريب الى الجهاز التنفسي والرئتين، وفي حال أصيب الانسان بمرض في منطقة البلعوم او الحنجرة فمن المؤكد أن ذلك يؤثر على وظائف الحنجرة، وخاصة عندما يكون الحديث عن الإصابة بمرض سرطان الحنجرة الذي له تأثير كبير على وظائف هذا العضو المهم في جسم الانسان، المتعلق بالصوت والطعام.

وحول مرض سرطان الحنجرة، أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه، التقى موقع بُـكرا مع الطبيب نديم حبشي المختص في أمراض الأنف الأذن والحنجرة ومشاكل البلع وعمليات الأوتار الصوتية في مستشفى رمبام، الذي تحدث فيه لقائه عن عوامل الخطورة التي تؤدي الى مرض سرطان الحنجرة، مؤكدًا على أن التدخين هو العامل الأساسي، مشيرًا الى أن التدخين يسبب نحو 95% من سرطانات الحنجرة، بالإضافة الى الافراط في شرب الكحول وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة حموضة عالية، بالإضافة الى أنواع من الفيروسات التي تسبب الى وجود نتوءات في الحلق أو ما يعرف بـ (HPV).

من عوارض المرض...

يقول د. نديم حبشي، عوارض سرطان الحنجرة متعلقة بمكان الإصابة نفسها، على سبيل المثال، الاوتار الصوتية ممكن ظهور كتل عليها " نتوءات " لذلك أول شيء يشكي منه المريض هو البحة الصوتية، أو لا يوجد لديه القدرة الكافية على الكلام، وهنا نصيحة مهمة جدًا للإنسان المدخن والذي ظهرت لديه بحة صوتية واستمرت لأكثر من أسبوع عليه زيارة طبيب مختص بأنف اذن وحنجرة، ويقوم بإجراء فحص عبر المنظار عبر الانف حتى يتم فحص بيت الحلق أو الحنجرة.

عوارض أخرى:

آلام في الحلق.
صعوبة في البلع.
صعوبة بالتنفس، في حال تضخم الكتلة الورمية وتسببت في اغلاق مجرى التنفس.
في بعض الأحيان يشكي المريض من ألم في الأذن، بسبب وجود عصب مشترك بين الأذن والحلق.
تكون كتلة ورمية في الرقبة وهي عبارة عن كتلة لمفاوية كبرت بسبب مرض السرطان.

هل كل بحة سببها مرض السرطان، ام نتجت عن أسباب أخرى؟

د. نديم: كلا، ليست كل بحة صوتية سببها سرطان الحنجرة، هناك أسباب أخرى، التي ممكن أن تكون ناتجة عن أصابتها بفايروس او بكتيريا أو الاستعمال المتكرر لمدة طويلة للصوت على سبيل المثال " المعلمات والفنانين "، هناك أمراض عصبية ممكن أن ينتج عنها البحة مثل شلل الأوتار الصوتية، الجلطة، وعدد من الأمراض العصبية المختلة.

وشدد مجددًا يجب مراقبة مدة البحة الصوتية وخاصة لدى الأشخاص المدخنين، في حال زادت عن أسبوع فيجب التوجه الى طبيب انف، اذن وحنجرة، الأشخاص غير المدخنين ممكن أن تنتظر حتى 3 أسابيع.

تشخيص الحالات... وعلاجها.

د. نديم: " عند فحص المريض نقوم بإجراء فحوصات للفم والرقبة، بالإضافة الى الانف والحنجرة، والفحوصات عبارة عن:
* فحص عبر المنظار.
* أخذ عينة او خزعة.
* اختبارات لفحص مرحلة المرض من خلال التصوير الاشعاعي. مثل الاشعة السنية والتصوير المقطعي المحوسب.

علاج سرطان الحنجرة...

تعتمد معالجة المريض حسب المرحلة التي وصل اليها المرض، لذلك من المهم استكشاف المرض في مرحلة مبكرة:
* الاستئصال الجراحي، الذي من خلاله يتم استئصال المنطقة المصابة ومحيطها.
* العلاج بالأشعة.
* العلاج الكيميائي.

وضع صمام بين القصبة الهوائية والمريء... كنوع من العلاج!

وأشار د. نديم خلال حديثه، أن فئة من المرضى تحتاج لوضع صمام الذي يجري إدخاله عبر ثقب جراحي بين القصبة الهوائية والمريء، الذي من خلاله يدخل الهواء الى القصبة الهوائية، ويتمكن المريض من اصدار الصوت، أثناء التنفس، ويحتاج المريض الى تنظيف هذه القطعة بشكل يومي من الطعام واستبداله بين فترة وأخرى.

وفي نهاية اللقاء معه، تمنى د. نديم حبشي الصحة والسلامة لمتابعي موقع بُـكرا، وشدد على أهمية الإقلاع عن التدخين، لأنه المسبب الأساسي لسرطان الحنجرة، وكل شخص يشعر ان لديه العوارض التي تم التطرق اليها خلال اللقاء الذهاب الى الطبيب المختص واجراء الفحوصات اللازمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]