الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، فهو ضروري لمئات العمليات الجسدية، بما في ذلك التخلص من السموم المختلفة، وبالتالي ليس من المستغرب أن يكون الأكثر عرضة لتأثيرات الكحول.
ومع ذلك، يمكن أيضًا أن تتضرر أعضاء أخرى، بما في ذلك الدماغ والقلب، بسبب تعاطي الكحول بكثرة على المدى الطويل، وذلك وفقا للتقرير العلمي الذي تم نشره في مجلة "ساينس أليرت".
يوجد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد المرتبطة بالكحول. وهو عبارة عن مجموعة من الأمراض تتراوح من تراكم الدهون في الكبد (الكبد الدهني) إلى تكوين ندبة (تليّف الكبد) وعادةً لا يشعر المريض بالأعراض حتى يوصل إلى مراحل متأخرة جدًا من الضرر.
في البداية، يجعل الكحول الكبد دهنيًا. هذه الدهون تسبب التهاب الكبد. واستجابة لذلك، تحاول شفاء نفسها، وتنتج أنسجة ندبية. وإذا استمر هذا دون رادع، يمكن أن يصبح الكبد بأكمله شبكة من الندوب والذي يعرف فيما بعد بـ"تليف الكبد".

المراحل المتأخرة من تليف الكبد، عندما يفشل الكبد، يمكن أن يتحول لون المرضى إلى اللون الأصفر (اليرقان)، ويتورمون بالسوائل، ويصبحون كسولين ومربكين. وهذا أمر خطير ويمكن أن يكون قاتلا.

ولحسن الحظ، هناك أخبار جيدة. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهني، بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط من التوقف عن تناول الكحول، يمكن للكبد أن يتعافى ويبدو ويعمل بشكل جيد كما لو كان جديدًا.
عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد أو تندب خفيف، حتى في غضون سبعة أيام من التوقف عن تناول الكحول، هناك انخفاض ملحوظ في دهون الكبد والالتهابات والتندب. إن التوقف عن تعاطي الكحول لعدة أشهر يسمح للكبد بالشفاء والعودة إلى طبيعته.
بالنسبة للأشخاص الذين يشربون الكحول بكثرة والذين يعانون من ندبات شديدة أو فشل كبدي، فإن الإقلاع عن الكحول لعدة سنوات يقلل من فرصتهم في تفاقم فشل الكبد والوفاة.
كما أن تجنب الكحول لفترات طويلة يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان (بما في ذلك الكبد والبنكرياس والقولون) وخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]