كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية، مساء الإثنين، عن مخططات أعدها الجيش الإسرائيلي، لما بعد الحرب على قطاع غزة، وبموجبها ستسعى الحكومة الاسرائيلية إلى أن توكّل إلى عشائر فلسطينية معروفة لدى الشاباك مهمة إدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة.
صراع داخلي
وفي حديث لموقع بكرا مع المختص بالشؤون الاسرائيلية ايهاب جبارين قال: "يجب ان نعي ان هناك صراع حقيقي ما بين المستوى المهني الاستخباراتي العسكري الأمني، وما بين المستوى السياسي وكل منهما يحاول ان يدير هذه الحرب الى مآله والى مصالحه الذاتية التي طبعًا تتقاطع وفق مصالح اسرائيل بوجهة نظره غالبا. فالمستوى السياسي الآن عندما نتحدث عن نتنياهو، الذي يسيطر على الصورة الآن هو ما يميل في احتضان سموتريتش وبن غفير، فكلاهما يحاولان احتكار أهداف هذه الحرب عسكريًا، أي ان يشرعنا احتلال واعادة احتلال القطاع واعادة استيطانه، طبعا هذا الامر الذي لا يراه الجيش بعين جيدة لعدة اسباب، أهمها انه لا يريد اعطاء هدايا مجانية لجمهور المستوطنين ولهذه الحكومة تحديدًا، في ظل كل التوتر القائم بينهم. والامر الثاني الذي اهم هو باعتقادي هو ان جنوده على مدار السنوات الاخيرة هم بمثابة حراس شخصيون لجنود المستوطنين، وهو لا يريد ان يكون في داخل هذا المشهد البتة".
حكم عشائري
وأضاف: "ولهذا السبب انا باعتقادي لن يوافق الجيش على مثل هذا المقترح، وهذا ما نراه من تصرفات الجيش، فتكتيكاته تبين الى الانسحاب وعدم التواجد في القطاع. وبالتالي يحاول نتنيتاهو ان يعرقل هذا الامر من مقترح اخر وهو حكم عشائري".
وأكمل: "هذه النقطة ليست جديدة فقبل عدة سنوات، في بداية سنوات الثمانين كان هناك ما يسمى مقترح روابط القرى، لكي يدير الاحتلال في الضفة الغربية، وهي كانت عبارة عن "مخاتير" وضعتها اسرائيل في داخل بلدات الضفة والقطاع، ليديروا شؤون الضفة والقطاع الداخلية، هذه الفكرة لم يتجاوز عمرها سوى بضع اشهر، وبالتالي لم تجد اي قاعدة مدنية شعبية جماهيرية فلسطينية، وبهذا فشل هذا المقترح آنذاك ولا اظن ان الصورة مواتية الان واكثر لطفًا لتقبل مثل هذا الواقع".
السلطة الفلسطينية
وأنهى حديثه قائلًا: "وبهذا يبقى على ارض الواقع المقترح بعودة السلطة الفلسطينية الى داخل القطاع، واضح جدا ان هذا هو المقترح الاوفى الذي يمكن ان يأخذ الكثير من الحظوظ. بالذات في حال استطاع بايدن قبل ذلك ان يقلب الحكم في اسرائيل وان يأخذ اسرائيل الى انتخابات تطيح بحكومة نتنياهو وتأتي بحكومة اكثر لطفا وتوازنا مع تطلعات الادارة الامريكية".
[email protected]
أضف تعليق