كل نشاط تربوي ثقافي وتحديدًا خاص بالأطفال هو خطوة مباركة تساهم في ربط جسور التواصل، وإثراء الحركة الفكرية والثقافية، وتعزّز من تفاعله في مجالات ومرافق الحياة الشّائكة والمركبة، علينا تشجيعها ودعمها لدورها الكبير والفعال بمساعدتهم على تحسين مستواهم التعليمي، تقوية شخصيّتهم وتنميته تطور مهاراتهم اللغوية، الاجتماعية، الثقافيّة والتربويّة وتعزز فهمهم للعلاقات بين أفراد المجتمع ومواقفه، الأمر الذي، في نهاية المطاف، يصب في خدمة مصلحة المجتمع وبناء مجتمع حضاري وراقٍ.
جاءت هذه المقدمة، تزامنا مع إصدار جديد للكاتب زهير دعيم الغني عن التعريف، ابن قرية عبلين الجليليّة، بلد التآخي وبناء جسور التعايش بين أطياف المجتمع كافّةً، وهو الإصدار الثلاثون له، إنّه كتيِّب أغنيات ملونة خاص للأطفال، الحضانات والبساتين وصفوف الأوائل والثواني، الذي ينتظره الأطفال بكل شغف وترقب
بريشة الرسّامة منار نعيرات، وقد أهداني إياه الكاتب مشكورا، وجاء فيه: "عربون محبة وتقدير للكاتب الأخ معين أبو عبيد "
صدر الكتاب عن دار الهدى للطباعة والنشر كريم م. ض، وعدد صفحاته لا يتجاوز22 صفحة من الأناشيد وأغنيات للأطفال بأسلوب السّجع الجميل، العفوي والمكمل باللهجة العامية إيمانًا بالمقولة: "الكيف لا الكمّ". وما دمنا نذكر العفوية، فالكاتب زهير معروف بعفويته مصداقيته، مهنيّته، وشفافيته، تواضعه ودماثة أخلاقه.
القلائل هم من لوّنوا صفحاتهم بألوان الحياة، وكاتبنا زهير دعيم واحد منهم، ذو الحنكة الأدبية، الخبرة والتجربة بكتابة الشعر والقصة، المقالة وقصص الأطفال، وكما يقال: "يعرف من أين تؤكل الكتف" جعلته يختار دون أن يحتار التركيز على مزيج الألوان، ليتقن ألوانها بألوان التجدد؛ إيمانًا بأن الحياة جميلة بجميع ألوانها، وعلينا أن ننظر إليها من نافذة ملونة كيف لا وحياة كل منّا لوحة لا تكتمل إلا لحظة رحيلنا، وكون اللون لدى الأطفال أداة فعّالة ومتينة للتعبير عن الضوء الداخلي، بحيث يحفزهم على القدرة لإثارة المشاعر وتؤثر إيجابيًا على مزاجهم، وتساعدهم على الاسترخاء والاطمئنان، الرّاحة، الطاقة والتركيز، ويعزز من صحتهم العقلية ونسيان مواقف ومحطات صعبة، وتؤثر على حياتهم المزاجية والنفسية واستقرارها.
بصماتك ملموسة، ولك زاوية دافئة في قلوب محبّي الحركة الثقافية والتربوية، تقديرنا ومودتنا وإلى مزيدٍ من العطاء.
[email protected]
أضف تعليق