الكاتب: د. ناصر اللحام
يقف الشرق الأوسط كله على اطراف أصابعه بانتظار ما ستؤول اليه مفاوضات قطر بشأن الحرب على غزة . وقد طوت الحرب خمسين واربع أيام وحصدت عشرات الاف الشهداء والمفقودين ودمرت مدنا وبيوتا كان يسكنها مليون نسمة.
وعلى ما يبدو ان صانعي الرأي العام في إسرائيل منفصلون تماما عن صانعي القرار هناك . الاعلاميون يتحدثون في واد ، وأصحاب القرار في واد آخر . هم يسخنون الجبهة الداخلية ويجهزونها لتحقيق اهداف طوباوية بعيدة المنال ، وأصحاب القرار براغماتيون لهم في مفاوضات قطر غايات أخرى .
وإسرائيل بعد الحرب لم تختلف عما كانت عليه قبل الحرب ، وصاحب القرار الوحيد والاوحد هو نتانياهو . الجنرال غانتس والذي دخل الحكومة لأجل الحرب لا قيمة ولا رأي له ، كما ان سموتريتش وبن غفير مجرد تسلية على السوشيال ميديا عند نتانياهو يستخدمهما وليس العكس . لا كابينيت ولا جيش ولا قادة أجهزة امنية يجرؤون على مخالفة توجيهات نتانياهو ، ونتانياهو هو الذي سوف يحاكمهم ويرميهم في دائرة الاتهام وليس العكس كما يعتقد كثيرون. ونتانياهو يستطيع – اذا توقفت الحرب – ان يحل الحكومة ويدعو لانتخابات مبكرة ، وخلال فترة الشهور الثلاث القادمة لا أحد غيره قادر على تشكيل الحكومة الجديدة .
بايدن يريد ان يكون هو صاحب قرار وقف الحرب ، ولكن نتانياهو سيحاول انتزاع هذا القرار منه ، وسيحاول ان يجعل رئيس أمريكا خاضعا لقراره هو .
والان نقف على مفترق طرق . فإما اعلان اتفاق أوسع وإعلان انتهاء الحرب ، واما العودة الى القتال مرة أخرى وفي النهاية اتفاق أوسع ووقف الحرب بعد حين .
ان اية نتيجة تخرج عن مفاوضات قطر سوف تغير وجه الشرق الأوسط بشكل او بآخر . اذا توقفت الحرب الان وخرج الاسرى المؤبدات. واذا لم تنجح المفاوضات هذه المرة وعادت الحرب فإنها سوف تتوقف عند نقطة معينة وتعود المفاوضات الى نفس المربع .
عودة دحلان الى المشهد في قطر يتعلق بتحالفات جديدة يجري ترسيمها للمستقبل القريب . كما ان خروج مروان سيلقي بظلاله على حركة فتح بشكل مباشر .
في النهاية الإسرائيليون مضطرون للذهاب للانتخابات . والفلسطينيون لن يستقيم حالهم الا بانتخابات شاملة بما فيها القدس . والسلطة الفلسطينية بوضعها الحالي والمنهك لا يمكن التعايش معها ولكن لا يمكن التخلي عنها ، ما يجعل الامر اعمق من مجرد اختيار عاطفي عابر .
قطر تحمل الان عصا قائد الأوركسترا . ولكن مصر والأردن صاحبتا اللقب في الوزن الثقيل من ناحية مستقبل قطاع غزة ومستقبل الضفة الغربية .
[email protected]
أضف تعليق