عقدت الهيئة المشتركة للكتل الطلابية المنبثقة عن الهيئة العربية للطوارئ، يوم أمس السبت، اجتماعًا للحركات الطلابية الفاعلة في مختلف الجامعات والكليات في مكاتب لجنة المتابعة العليا في مدينة الناصرة وذلك تحضيرًا لافتتاح السنة الدراسية في المعاهد العليا والتي من المقرر أن تكون بعد أسبوع في قسم من الكليات ونهاية كانون الأول/ ديسمبر، في الجامعات (إذا لم يحصل أي تغيير)، ويتزامن افتتاح السنة الدراسية هذا العام في ظل حالة الحرب والعدوان التي نعيشها، والتحريض والملاحقة مستمرة للطلاب العرب من قبل جهات عديدة على رأسها الجامعات والكليات المختلفة.

يُذكر أن هذه الهيئة تشكلت في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، عشية اندلاع الحرب على غزة بمبادرة لجنة المتابعة العليا والهيئة العربية للطوارئ وبالتنسيق مع لجنة متابعة قضايا التعليم، بهدف متابعة قضايا الطلاب والملاحقات العديدة التي يتعرضون لها، وإعادة تنظيم الجسم التنسيقي الوحدوي للحركات الطلابية على أن يكون عنوانًا للطلاب في هذه الظروف ويضع رؤيا إستراتيجية مستقبلية لإعادة تنظيم العمل الطلابي المشترك وتوحيد الجهود والطاقات الطلابية الفاعلة في مختلف الكليات والجامعات في البلاد.

افتتح الاجتماع مركز الهيئة المشتركة للكتل الطلابية، يوسف طه، حيث عبر عن الشكر واثنى على التعاون من قبل الحركات الطلابية وحضورهم الذي يعكس المسؤولية الكبيرة التي يتحلون بها الزملاء في الحركات الطلابية من أجل تنظيم عملنا وتصويب الجهود وتجميع الطاقات الكبيرة الكامنة بيننا لصدّ هذه الحملة التحريضية على طلابنا في الجامعات والتي طالت الحركات الطلابية وما تمثله من انتماء لشعبنا ونشاط سياسي ووطني وتوعوي في الأحرم الجامعية على اختلافها، كما واستعرض معطيات حول حالات الملاحقة التي يتعرض لها الطلاب والتي طالت أكثر من 150 طالبًا، وقدم تقريرًا مفصلًا على عمل الهيئة في الشهر الأخير على المستوى المحلي والقطري لصد الحملة على طلابنا.

وتلا ذلك مداخلة لرئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، الذي رحب بالحركات الطلابية وعبر عن ذلك قائلا إن "المتابعة هي مكان جامع لجميع فئات المجتمع العربي في الداخل"، مؤكدًا على أهمية تنظيم الحركات الطلابية في هذه الظروف بالذات وأن النشاط الطلابي كان وما زال يلعب دورًا مركزيًا في تنشئة القيادات المستقبلية لشعبنا ومجتمعنا، وعبر عن اعتزازه بهذه الجهود والطاقات الطلابية وأبدى استعداد لجنة المتابعة لأي دعم ومرافقة لهذا التحرك معتبره إستراتيجًا ويجب المراكمة عليه وتطويره وتعزيزه.

ثم تحدث رئيس الهيئة العربية للطوارئ، إبراهيم حجازي، والذي عبّر عن اعتزازه بهذه الجهود الطلابية المبذولة التي لها دلالة واضحة على وعي الطلاب والحركات الطلابية لتركيبات المرحلة التي تحتاج إلى عمل وحدوي وأعلى مستوى من التنظيم والتعاون والتنسيق ما بين الحركات الطلابية والهيئات القيادية في المجتمع العربي في الداخل، كما وأكدّ على أن المجهود المبذول في الهيئة العربية للطوارئ يضع قضايا الطلاب في أعلى سلم الأولويات وهذا ما ستستمر الهيئة في العمل عليه وتعزيزه بالتعاون مع هيئة الطلاب والحركات الطلابية في مختلف الجامعات والكليات.

وقدم رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم، د.شرف حسان تقريرًا على عمل لجنة متابعة قضايا التعليم ومجموعة العمل الخاصة بمعالجة قضايا ملاحقات الطلاب ضمن الهيئة العربية للطوارئ حيث أكد على أنه تم التعاطي مع ما يتعرض له الطلبة والمحاضرين العرب كقضية سياسية جماعية وعلى هذا الأساس تم بناء استراتيجية عمل في مركزها التعامل الجماعي والسياسي مع الموضوع. لقد لاحظنا أن لكل الجهود التي بذلت من الجميع كان أثر هام في لجم الحملة الشرسة من تقديم طلاب للجان طاعة بالجملة ومعاقبتهم بشكل غير قانوني. وأكد حسان على ضرورة العمل الذي تقوم به الكتل الطلابية داعيا الى مواصلته وتكثيفه وتنظيم الطلاب ورفع الجهوزية لتجاوز أي حدث قد يحدث. وعبر عن استعداد اللجنة لتخصيص كافة الإمكانيات والطاقات من أجل الطلاب واحتياجاتهم وتجاوز التحديات التي يواجهونها في الجامعات.

بعد ذلك كانت عدة مداخلات من قبل مندوبي الحركات الطلابية الذين عبروا عن استعدادهم لتنظيم العمل من خلال الهيئة المشتركة للكتل الطلابية واللجان المختلفة التي تشكلت في الجامعات لمواجهة الحملة التي يتعرض لها الطلبة من تحريض وملاحقة شملت نشر أسماء للطلاب وعناوينهم وأماكن عملهم وتعليمهم وهو ما يعرضهم للخطر بشكل مباشر وسط تواطؤ من قبل الجامعات والكليات وإعطاء شرعية لهذه الإجراءات التعسفية بحق الطلاب.

كما وطرح مندوبو الحركات الطلابية خطوات عملية للتعامل مع افتتاح السنة الدراسية، كما ومتابعة مباشرة والتواصل مع الطلاب وتنظيم لقاءات معهم لتجاوز هذه المرحلة سويةً بشكل جماعي بالاستعانة بأدوات مهنية وعملية، وشددوا على أهمية تعزيز العمل الدولي الذي بدأت به الهيئة الطلابية للمرافعة أمام السفارات والمؤسسات الأكاديمية المختلفة على مستوى العالم والتواصل مع الحركات الطلابية الفاعلة لزيادة الضغط على المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية لوقف الإجراءات التعسفية بحق الطلاب العرب، وتم الإجماع على الجهوزية لاتخاذ أي خطوات عملية احتجاجية في حال زيادة هذه الحملة وتعريض الطلاب العرب لأي خطر في العودة للتعليم في المعاهد العليا.

وطالبت الهيئة الطلابية والحركات الطلابية بوقف كافة لجان الطاعة وإجراءات الفصل التي تطال الطلاب العرب وتحرير كافة المعتقلين والمعتقلات من الطلبة الذين يعيشون ظروفًا صعبة واعتقالات بطريقة تعسفية وتمديد اعتقال بشكل غير قانوني ضمن سياسات الترهيب والترعيب للمجتمع العربي عامةً وللطلاب والطالبات الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية بشكل خاص.

واتفق المجتمعون على خطة عمل للأسابيع القادمة وإستراتيجية أولية للتجهز للسنة الدراسية على أن تعقد اجتماعات في كافة الأحرم الجامعية واستمرار التنسيق وتعزيزه بالذات في الظروف الحالية التي نعيشها على مستوى الطلبة والعمل الطلابي، على أن يتحقق الأمن والأمان لطلابنا في المعاهد العليا ليتسنى لهم الاستمرار في تعليمهم وافتتاح السنة الدراسية كما يجدر أن يكون وليتابع طلابنا تحقيق الإنجازات العلمية والأكاديمية كما كان دومًا رغم التحديات الجسام والتضييق المستمر عليهم، كما واستمرارية العمل الطلابي والتأكيد على أن عملية الترهيب والترعيب لن تكون عقبه أمام استمرار العمل الطلابي والوطني في الجامعات، كما توسيع الشراكات والنضالات لنبذ العنصرية ووقف الملاحقة في الجامعات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]