بقلم : سري القدوة
دعوات قادة حكومة التطرف الإسرائيلية لإنشاء (مناطق عازلة وآمنة في محيط مستوطنات الضفة الغربية) بحجج وذرائع واهية، الهدف منها سرقة المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين وضمها إلى المستعمرات والبؤر العشوائية القائمة لتعميق وتوسيع الاستعمار في أرض دولة فلسطين، كجزء لا يتجزأ من عمليات الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية .
حكومة الاحتلال وبهذه الدعوات والتصريحات العنصرية والتحريضية تكشف عن نواياها وحقيقة سياستها التي تنفذها على الأرض من خلال تدمير قطاع غزة وتهجير سكانه لتصفية القضية الفلسطينية في ظل مواصلة العدوان الشامل على قطاع غزة وحربها التصفوية حيث يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويقصف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة، هذا أمر غير مقبول .
العدوان والهجمات الغير مسبوقة التي تمارسها حكومة التطرف يصنفها المجتمع الدولي على أنها حرب إبادة جماعة وأن فشل المجتمع الدولي الرسمي ممثلا بهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن في الوصول إلى قرار ملزم بوقف إطلاق النار على غزة ضرب مصداقية الأمم المتحدة أمام شعوب العالم وشكل حالة إدانة مما يحتم علينا مواصلة العمل النضالي الشعبي الأممي لتحويل حالة الغضب والإدانة إلى حالة فعل سياسية رسمية لتغيير مواقف الحكومات وصانعي القرار السياسي للوقوف إلى جانب العدالة الإنسانية واحترام الحقيقة ونبذ الرواية المصطنعة والتي تخدم مصالح الدول غير العادلة .
المجتمع الدولي يقف أمام اختبار حقيقي في ظل غياب مصداقيته بشأن تحمل مسؤولياته وقدرته على إجبار إسرائيل على وقف حربها المدمرة وحماية المدنيين وتحرير أكثر من مليوني فلسطيني تختطفهم كرهائن، وتمارس بحقهم التجويع والتشريد والتنكيل بغير حق وبأسلوب انتقامي وقح لا يمت للأخلاق بأي صلة .
ولا بد من الدول المتحكمة بقرار المجتمع الدولي تحدثها عن محاصرة شعب فلسطين في غزة عندما تتحدث عن العمل من أجل إطلاق سراح الإسرائيليين وعليها عدم تجاهل قضية تحرير 2.400 مليون فلسطيني تختطفهم دولة الاحتلال وتنتقم منهم وتتعامل معهم كأقل من البشر، من خلال القصف العشوائي المدمر الذي يطال كل مكان في قطاع غزة دون استثناء، مما يخلق حالة غير مسبوقة من الذعر والخوف لدى المواطنين خاصة النساء والأطفال وكبار السن وليس ذلك فحسب بل يدفعهم جيش الاحتلال إلى النزوح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه في خطوة لتهجيرهم من أرضهم .
لا بد من المجتمع الدولي التحرك والعمل من اجل السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة والعمل العاجل لوقف فوري للعدوان الظالم .
ولا بد من مواصلة العمل الدولي ودعم مسرات التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهمية إطلاق الحملة الدولية من اجل فلسطين لمواكبة التغيرات الحالية والتطورات التي جاءت في الخطاب السياسي العالمي، ليساعد في بناء جهد وطني متكامل ما بين جالياتنا، وأهمية وضع رؤية للعمل وفق الدبلوماسية الشعبية المستدامة للتأثير في الرأي العام الدولي ولا بد من تعزيز دور وسائل الإعلام وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني والعربي بشكل عام لكشف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، واستهداف الصحفيين بشكل متعمد من قبل آلة القتل الاسرائيلية، وأهمية نشر الرواية الفلسطينية وتزويد العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية في جميع أنحاء العالم بالتقارير والإحصائيات والأخبار اليومية وكذلك المناصرين للقضية الفلسطينية .
[email protected]
أضف تعليق