الكاتب والاديب الشيخ الدكتور محمد زيناتي
1. عندما نحرق الرحيق عن قصد، دعونا لا نبكي على محّل قفران العسل، وإذا اسكتنا الحق الصادق دعونا لا نلوم الا الصامتين وهم جبناء، اسف قتله الأجنة من رحم صادق
2. بدفنهم لرحيق الورد ظنوا لن نولد من جديد، ولن نطّهر ذاتنا من ادرانهم، نسوا ان العرفان سكون الحواس والرؤية تعزينا انكم سجناء باقون وبالعذاب مقيمون
3. يا أهل البدايات والاوهام، يا من على شط بحر المعرفة وقفوا، حيت لا مكان لسفينتهم، وبمفاوز الرحيق احتاروا، وكيف لا وهم خارج دوائر الوردة الحمراء
4. ما أجمل من صدّق الخبر دون النظر، وما أجمل السالكين بهداية الروح بالقرار، وهل ترى الفراشة الرحيق ام تقاد اليه، اغبياء دون حاسة الشم
5. مساكين يا من تحاولون ان تنزعوا رحم الزهور حتى لا تلد الرحيق، بالله عليكم، اخرسوا البلابل وأوقفوا الكواكب، وامنعوا صوت خرير الماء وهمسات حفيف الشجر وكسر قلمي
6. إذا أصبح الصمت الوسيلة، وعذابنا من جهلهم يفرحهم، اين رحيق عقل العاقلين، اين المدبرين والعازفين لنا الأمل على أوتار قيثارة جنب ينبوع أثري لا ماء فيه
7. عندما تسمع صرخة الموجوع تصدح انتبه، لا سلام عندهم، الشوك فيهم مسموم، ورحيق بسماتهم سم قاتل، فأعتبر واستمع قبل فوات الأوان، واياكم السير بعكس التيار، عندها ستلاحقكم دبابيرهم
8. كم حاولتم دفن الرحيق وتشويش الحقائق، وابتياع الأكاذيب، ونشر الضبابية، وسوء معامله الورد بحديقتي، لن تمنعوا الندى المتساقط كل صباح على قيثاري من ان يلحن سنبذر من جديد
9. إذا كانت قناعتي ان الانتهاء هو بداية البداية، فهما قطفت مني الأيام رحيق فكر، وسلبت مني التقه بالبشر، سأسبح خفيفا بين تقوب الطيف، حتى أكون مترفعا مختلفا، عن الذين لا رحيق لهم
10. دفن رحيق العنبر في فمه حّول الحجارة درا، ورحيق الأقحوانة بنفوس أولائك الفريسيون حكمه، ظنوا لم يفهمها أحد، حماقه عقل سجين، بمنطق الا منطق
11. دخلوا لحديقة رعاها الاولياء ليقطفوا منها زهره لذاتهم تخمر فيها العبق من سنين، فصاحت بهم، من خولكم الدخول، يا اهل الشهوة والتحكم والأنانية، هنا يعطى ولا يأخذ، اخرجوا وسنأمر المطر بمسح دعساتكم
12. لا تسألوا موج الشاطئ ان يبحت لكم عن الذات، ويفضح اسرار العمق، غوصوا ولا تخافوا الماء، واعبروا النهر تحت البحر، حيت رحيق العطر الخالد على ضفتيه، واشربوا منه، واحضروا قليلا لمن لا يعرف الغوص
13. ليست الحيرة ان تعبر النهر لا بصغره ولا بكبره، بل العبرة ان تكون مباركه، جعلتم من صوتكم ان لا يتعدى السمع، قفوا وكونوا محركا لتلك المياه الراكدة بالعقل، واسقوا رحيق الروح من ريش طائر حط عليه الطل
14. هناك رحيق خلقه الله مسموم
مزين بأوراق الورد ضاحكا
وكم يشبه الكثير من الناس
عليهم لم اعد صابرا
والله عليهم لم اعد صابرا
بسماتهم غدر، كلماتهم سر اسود
عشرتهم ندم
واذا عرفتهم وجربتهم وعاشرتهم
تركتهم فاخرا
واقتلعتهم
15. اسألكم كم تعرفون عن الرحيق
هل تعلمون ان رحيق افلاطون حرر النفس من عبودية الا شيء
هل تعلمون ان رحيق فيتاغورس دفن مغلف بوصيه ذهبيه
هل تعلمون ان رحيق موسى طهر ظلم فرعون
هل تعلمون ان رحيق المسيح دمه على الصليب
هل تعلمون ان رحيق محمد كسر الوثنية
هل تعلمون ان النجمة الخماسية رحيقها أنعم على الأربع فصول
هل تعلون ان رحيق حفنه تراب ازكى من كل ورود الدنيا
هل تعلمون انكم لا تعلمون!!
16. كما بكل مأتم يقف المعزي معزيا، تجّندت مع جيوش افكاري وصراحه فكري وصهوة لساني، لأقف امام الورد الباكي على رحيقه، ناظرا اليه شالح أوراقه وصفار اللون يحكي، والأم الزهرة لا يعزيها كتره الاشواك المحيطة بها، ولا تريد الا ان تدمع فقلت لها دمعك دمعي ووجعك وجعي واهاتك آهاتي، لم اتي لأتبوأ قيمه الموقف بل لأستنزف صرخاتي من هنا من ارض الورد حيت سيقام مقام للرحيق، فهزت ساقها الوردة الام وأعطتني التصريح بالكلام.
يا سارقي فكر الرحيق، يا أيها المسكّتين لكلمه حق، يا أيها الذين لا دين لهم ورحمه وهم ديانون، يا من ختمتم مصير التألق بالقطع من الساق، يا ساده اذا عاتبناكم تسلّحتم وجدّ الورد ليقطّف ، اسألوا قفران النحل رأيها، اسألوا الفراشات رأيها، اسألوا الطيور رأيها، اسألوا قطرات الندى رأيها، ستجيب عليكم ...
كيف أصبح اختباء الخنازير وصغارها بحقل العطر وهم نجسون، والثعالب كتّر بحقولكم، والقطط البرية والكلاب تشرب حليبكم وتدّعون الرأفة بهم، لا وألف لا فأنتم تسخّروهم ليهجموا بقراركم ولا تسألوني ما دخل الرحيق بهذا
سأقارن رحيقكم برحيق الورد:
- الوردة دون خداع تسّرق النظر اليها، وأنتم بالخداع تسّرقون الودعاء
- الوردة يسقيها رب السماء مطرا، وأنتم لا تسقون دون مقابل
- الوردة لا تسرق منكم كيانكم، وعسلكم اسود...
- الوردة لها ألوان ولكل لون اسم، وأنتم مئة لون باسم واحد
- ما بالكم انكم أترتم الهلاك بالبحت عن الذات، ونسيتم النهر الافلاطوني والروح الخالدة.
- يا ناكرين الجميل حتى على قبوركم لا يبخل الورد بالمجيئ ويزهر حولا منه ولا يميز ولا يحاسب.
- اعطوه ان يزهر بأرضه، فمكانه ليس بمزهرياتكم الصينية غاليه التمن، ولا الهندية المصنوعة بدقه ولا الزجاجية، الورد بموته لا يحمل الخطية والقاطف سيحاسب.
- ما بالكم بمحيطكم المفّتقر لورد يافع، ما بالكم بالأنهار جرداء الضفتين
- ما بالكم بأرض الحور دون شذى.
- ما بالكم ان الورد اوكلني لأدافع عنه، وستكون مرافعتي كتالي:
- من سيقرب من حدائق انا حارسها سيقّطف
- من يمنع الفراش من التحليق سّيكسر
- من يشعل الدخان لأبعاد النحل سيطفئ
وهنا استطعت ان ازرع البسمة على وجه الوردة الأم، التي شعرت بأمان ونام الرحيق مستبسلا بمدفنه بأرض الورد
اما انا تركتها أدمع
- وكيف لا يدمع الأمين لجرح الموجوع
- وكيف لا يدمع الأمين لصرخات الام
- وكيف لا يدمع الأمين لدفن الرحيق
وقررت ووعدت الرحيق سأبقى ازفه واكتبه على اوراقي
[email protected]
أضف تعليق