أكد الاكاديمي والمحلل السياسي التركي الدكتور مهند حافظ اوغلو في تصريح لـ بكرا انه بعد معركة "طوفان الاقصى" دخلت العلاقات التركية الاسرائيلية في منعطف خطير بالرغم من انه كانت هناك محاولات لفتح صفحة جديدة توجت بزيارة الرئيس الاسرائيلي لتركيا مشيرا الى انه كان من المتوقع ان يزور أردوغان تل أبيب فضلا عن الزيارات السابقة لوزراء الصناعة والطاقة ولكن الأحداث في غزة فرضت نفسها على العلاقات ويبدو انه لن يكتب لها ان تتوج في القريب العاجل لما هو مخطط له.

واشار الى ان هناك امتعاض عام على المستوى الرسمي(الحكومة والمعارضة) والشعب التركي لما يجري في غزة مما دفع الرئيس أردوغان للإدلاء بتصريحات أكثر نارية والتهديد بالاعلان ان اسرائيل دولة ارهاب موضحا ان العلاقات بين البلدين لن تستقيم على ضوء سحب تل ابيب موظفيها الدبلوماسيين من تركيا.

شتاء ساخن 

وقال "يبدو اننا امام شتاء ساخن في العلاقات التركية الاسرائيلية وقد نشهد خطوات خطيرة من الرئيس اردوغان والحكومة التركية قد تتجلى بسحب السفير , وفي حال استمر العدوان علي غزة قد نشهد اعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل تركيا من جانب"

واضاف "صحيح ان اسرائيل بحاجة لتركيا في ملف الطاقة ولكن هناك إعادة ترتيب أولويات فيما يجري بالمنطقة, هناك قلق من كل الدول الاقليمية من ان تمتد هذه الحرب الى دول مجاورة اذا ما تخطت هذه النيران الحدود الجغرافية الفلسطينية بشكل عام لأي دولة شرقا ام غربا جنوبا او شمالا وبالتالي فإن تركيا ستكون في قلب الحدث.

واضاف وبناءا عليه كان الرئيس أردوغان قد اتهم قبل اسبوع اسرائيل بانها تدعم المنظمات الارهابية في شمال شرق سوريا وشمال العراق وقال قد نأتي على حين غرة اي إذا كان هناك اجتياحا بريا لاسرائيل على غزة قد نشهد كرد عملي عملية عسكرية في شمال شرق سوريا مما سينعكس ذلك على توترات مع الولايات المتحدة.

عمليات دقيقة جدًا 

وراى اوغلو ان الولايات المتحدة لاكثر من سبب تنصح اسرائيل بان لا تقوم الان بعملية اجتياح بري كامل لقطاع غزة , هذا يعني ان هناك عمليات حسابات دقيقة جدا , الأمر لا يدور حول أنفاق غزة ولا بالتكتيك العسكري بقدر ما هو له علاقة بارتباطات بملفات اخرى سوف يكون لها انعكاسات ليس فقط على اسرائيل ولكن حتى على الدول الغربية الداعمة لها بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

واكد ان نصائح الولايات المتحدة بعدم اجتياح قطاع غزة ليس منوطا بان تستعيد اسرائيل هيبتها وقوتها فالأمر يتعلق بسيناريو أوكرانيا لافتا ان ما يجري اليوم في غزة هو المرحلة الثانية من الحرب العالمية الثالثة بحيث كانت المرحلة الاولى في أوكرانيا.

وقال الولايات المتحدة تقوم بخدمة مصالحها وان كان المعلن هو الدفاع عن اسرائيل لكن الهدف هو المصالح الاستراتيجية لأمريكا كما جرى في أوكرانيا.

وختم ان الامر ابعد من غزة وفلسطين , نحن مقبلون على مرحلة في غاية الخطورة , ومنذ سنة وتسعة أشهر نشهد حرب عالمية ثالثة وان لم يعلن عنها بشكل رسمي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]