بقلم : سري القدوة
انتهاكات إسرائيل المستمرة والمتصاعدة لحقوق الشعب الفلسطيني وازدراءها للقانون الدولي ومحاولاتها إنكار حقوق شعبنا وإنسانيته إلى جانب ترسيخ منهج الإفلات من العقاب بسبب الفشل الدولي المستمر في تحقيق المساءلة، ستؤدي إلى تصعيد له عواقب وخيمة، وما من شك بان الدعم الذي لا جدال فيه والمقدم إلى إسرائيل الآن، وهي ترتكب جرائم القتل الجماعي والتطهير العرقي والتهجير القسري الجماعي ضمن حربها الظالمة ضد الشعب الفلسطيني .
مهاجمة المدنيين الفلسطينيين في منازلهم وقتلهم واستهداف المستشفيات والملاجئ وضرب الأبرياء في الأسواق والمخابز وتجويع شعب بأكمله، وتجريد أمة من إنسانيتها على مدار 75 عاما، هي أعمال مقيتة وغير قانونية دون جدال ولا تقبل التأويل ويجب العمل من أجل وقف التصعيد والجرائم العدوانية ورفع الحصار عن غزة وفتح الممرات الآمنة لدخول المساعدات وتحقيق الأمن والسلام بما يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وتوفير الحياة الكريمة .
ممارسات حكومة الاحتلال وجيشها تواصلت بشكل همجي ولا أنساني وغير قانوني حيث وقبل ارتكاب جريمة استهداف المستشفى المعمداني البشعة، كانت آلة الحرب الإسرائيلية قد قتلت ما يزيد على 1300 طفل - أي طفل فلسطيني يقتل كل 15 دقيقة! وأدى قصفها الهمجي والعشوائي إلى مقتل أكثر من 3478 فلسطيني وإصابة أكثر من 12065 آخرين، بينما لا يزال 1200 مواطن على الأقل في عداد المفقودين تحت الأنقاض في أسبوع واحد شردت إسرائيل مليون فلسطيني وتستمر في تجويع وحرمان وقتل أولئك الذين هجرتهم من بيوتهم على مرأى ومسمع العالم ولا يراودنا الشك في أن هذه الأعمال البشعة ستسجل في التاريخ كفشل ذريع للإنسانية وبأبعاد لا توصف.
باتت خيارات حكومة التطرف القمعية العنصرية المتطرفة واضحة وفي كل مرة تختار الاحتلال والاستعمار والعدوان على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال مستخدمة الغطاء الدولي والمواقف الأحادية لتبرير جرائمها المتناقضة مع أسس القانون والأخلاق، لذا علينا أن نعمل على رفع هذا الغطاء مرة واحدة وإلى الأبد وعلينا أن نسعى إلى وقف هذه الحرب الإجرامية بدلا من مجرد طلب إيصال المساعدات الإنسانية هذه مسؤولية تجاه الإنسانية وليست فقط تجاه الشعب الفلسطيني .
القصف الإسرائيلي المتعمد يشكل انتهاكا خطيرا لأحكام القانون الدولي ولأبسط قيم الإنسانية والديـنية وأن القصف الإسرائيلي المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية يشكل انتهاكا خطيرا للقيم الدينية والمثل الإنسانية والأعراف الدولية واستفزازا صارخا لمشاعر المسلمين وما من شك بان استهداف المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية لا تقـره الشرائع السماوية التي اتفقت جميعها على إرساء السلام في الأرض، وما الاستهداف والاعتداء والعدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني، ومنشآته المدنية إلا محض إفساد في الأرض، وتقويض للجهود الرامية إلى الأمن والسلام، وطغيان يجب إلا يمر دون حساب وعقاب .
السلام والأمن والاستقرار في المنطقة يتحقق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري وممارساته القمعية بحق الشعب الفلسطيني وبتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف وتحديدا حقه في تقرير المصير والاستقلال والعودة، على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
لا بد من المجتمع الدولي العمل على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني واتخاذ الخطوات اللازمة لإرغام إسرائيل، وقف جميع انتهاكاتها واعتداءاتها وجرائمها بما يتوافق مع معايير القانون الإنساني الدولي والعمل على إرسال قوة حماية دولية لحماية أرواح الأبرياء من الهجمات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين .
[email protected]
أضف تعليق