صادف أمس، الأول من أكتوبر، بداية شهر التوعية لمرض سرطان الثدي، المرض الذي تسبب بـ 685 ألف حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2020، وفي نهاية نفس العام، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية، مما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. وهناك اعتقاد شائع ان هذا المرض يصيب النساء فقط، الّا انه اعتقاد خاطئ، حيث تبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال 0.5-1%.
نسب الموت أقل
وفي حديث لموقع بكرا مع د. سالم بلان، مدير قسم الأمراض السرطانية في مستشفى رمبام ومدير قسم الاشعة في مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة قال: "حوالي ثلث النساء المصابات بالسرطان، يتم تشخيصهن بانهن يعانين من مرض سرطان الثدي، بشكل عام المعادلة تتعلق بالعمر، حيث أنّ 90% من الحالات لسرطان الثدي تحدث عند جيل الـ50، بالسنوات الاخيرة، نشهد ازديادًا بنسب المرض، ولكن النقطة المهمة التي يجب ان نركز عليها هي نسب الموت من المرض، حيث انه نسبة الموت أصبحت اقل وذلك يعود للاكتشاف المبكر والعلاجات الأخرى المستجدة".
المجتمع العربي
وأضاف: "كلما كان الاكتشاف للمرض مبكر، كانت العلاجات أنجع، وفقًا للمعطيات التي نشرتها وزارة الصحة فانه من عام 1996 حتى عام 2001 بلغت نسبة المتعافيات من المرض 73.9%، بينما من عام 2014 حتى عام 2018 بلغت النسبة 86.5%، وبالطبع فان نسبة الموت الناتج عن الإصابة بسرطان الثدي كانت اقل، وهذا يعود الى التوعية الصحيحة التي تؤدي بدورها لزيادة نسب الشفاء، وفي مقارنة بين المجتمعين العربي واليهودي، نرى انه في السنوات الأخيرة في المجتمع اليهودي كانت هناك نسب اقل للإصابة بسرطان الثدي، أمّا في المجتمع العربي كان هناك ارتفاع ضئيل والان النسبة أصبحت ثابتة وفقا لمعطيات وزارة الصحة".
عدة أنواع لسرطان الثدي
وأكمل د. بلان حديثه قائلًا: "عندما نتحدث عن سرطان الثدي، كل سنة نفهم ان سرطان الثدي يحتوي على عدة أنواع من السرطان، وكل نوع له علاج وله تصرف مختلف، وبسبب الفهم الكبير لأنواع السرطان، أصبحت شركات الأدوية تطور الأبحاث وتتبع عدة علاجات وهذه العلاجات هي السبب في نسب الشفاء المرتفعة، ومن الجدير بالذكر اننا وبسبب الأبحاث المختلفة بدأنا نرى أن نسب العلاجات الكيمياوية بدأت تقل، ونسب العلاجات البيولوجية آخذة في الازدياد".
العلاج البيولوجي
وحول أنواع العلاجات قال: " أكثر نوع شائع لسرطان الثدي هو سرطان القنوات الغازية، وهو يشكل 65% من الحالات، سابقًا كان يتم علاجه بالهرمونات والتجاوب كان لفترة قصيرة، وبالتالي تم اكتشاف علاج بيولوجي للمرض، مما جعل اعراضه الجانبية أقل، وأصبح يعتبر كمرض مزمن، أي انه في حالة الأشخاص الذين انتشر وتقدم المرض بأجسادهم، أصبح بإمكانهم التعايش مع المرض عن طريق العلاجات البيولوجية".
وأكمل قائلًا: "الأبحاث حاولت علاج التشخيصات المبكرة أيضًا عن طريق العلاجات البيولوجية، وتبين انه في حالة الاكتشاف المبكر جدًا فانه غالبً لا حاجة للجوء للعلاجات الكيميائية او للعلاجات الجراحية، بل وأن العلاج البيولوجي قد يتسبب بعدم عودة المرض مجددًا".
طرق التشخيص
وحول طرق التشخيص لاكتشاف المرض المبكر قال د.بلان: "الماموجرام هو الفحص الأساسي بعد جيل الخمسين لاكتشاف المرض، وثبت ان الاكتشاف المبكر من خلال فحوصات المسح (screening) يحد من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي ويغير سير المرض، وفي السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة النساء العربيات اللاتي يلجئن الى فحص الماموجرام حيث بلغت النسبة 80%".
وأكمل قائلًا: "عامل الوراثة هو أحد العوامل الأساسية الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، ففي حال وجود تاريخ لمرض سرطان الثدي في العائلة، فعلى النساء ان يتوجهن للفحص للتشخيص المبكر".
وأضاف: "بخصوص الفحص اليدوي البيتي فانه لم يثبت نجاعته، لذلك من المفضل استشارة جراح بشكل دائم".
[email protected]
أضف تعليق