يحتفي العالم اليوم في "اليوم العالمي للسلام" وهو من مبادرة هيئة الأمم المتحدة، وبدأت في العام 1981 حيث أرادت الهيئة تجربة يوم واحد على الأقل، به يتم وقت سفك الدماء في مناطق النزاعات بالعالم، وبهدف تشجيع مد يد السلام
بالنسبة للكثير منا، الذين يعيشون هنا في الأراضي المقدسة، فإن مبادرة "اليوم العالمي للسلام" توحي لمبادرة غير واقعية وربما مبادرة تسبب للغضب.
إن الحياة في ألأرض المقدسة فيها الكثير من العنف وسكب الدماء، وفي حين أن كل شعب مستمر في إتهام ألأخر باستمرار الصراع، نحن مستمرون في تقوقعنا في دوامة الكراهية والهدم والقتل.
جلسنا نكتب الأقوال التالية، وكأنها من أطراف مختلفة وبعيدة، من جهة امرأة مسلمة، فلسطينية واسرائيلية، من سكان مدينة عكا، ومن جهة أخرى، إمرأة يهودية اسرائيلية، من سكان بلدة "طيرات يهودا" هكذا على ألأقل يتقعون منا أن نكون منقسمات في ما بيننا.
لكن في الحقيقة فأننا نعمل معًا منذ عدة سنوات بمجال تعزيز السلام في أطر تشمل مجموعات قياديين وقياديات من الجمهور المتدين اليهودي والمسلم.
لأسفنا الشديد، فإن كلمة سلام - شالوم، ومنذ زمن طويل، لا تحكى على الملأ، بل تحولت لكلمة سلبية، تعبير عن السخرية، عن الانقطاع الذي يشبه كل من لا يعيش هنا في هذه البلاد التي تعيش العنف والإرهاب.
إن أسس السلام تبدأ من الأديان، والفكرة العلمانية للسلام على أنها وثيقة مكتوبة من شأنها ان تنهي فترة من العنف، لا تشمل أبدًا عمق فكرة السلام في الدين أليهودي او الدين الإسلامي. عمليًا في الديانتين، السلام هو تطلع من الأعالي، لذك فإن السلام يعتبر أحد اسماء الله الحسنى.
عند وقوفنا - امرأتين مع غطاء على الرأس، مقابل مجموعات مختلفة في المجتمع ألإسرائيلي - مجموعات يهودية ومسلمة - مدارس، طلاب جامعات او حتى الجمهور الواسع، فإننا نقوم بمشاركة رؤيتنا الدينية للسلام - رؤية تعبر عن القيم المركزية في الاديان، لكن للأسف فإن هذه القيم ليس هناك من يعبر عنها أبدًا.
نحن نشجع التعارف المتبادل، التعلم عن الدين وعن الشعب ألأخر، ونشجع المجموعات لتؤمن أن السلام سيأتي عندما نقرر أن نختاره، عندما نقوم بكل شيء ليكون السلام واقعنا الي سنفوز بالعيش به.
هذا العام، "اليوم العالمي للسلام" يأتي في أيام التوبة، وفكرة التوبة هو أمر اساسي ومركزي في الدين أليهودي وألدين ألإسلامي.
إن حساب النفس الشخصي لكل إنسان، في الدين اليهودي كما هو في الدين الإسلامي، على سبيل المثال فكرة اللباس ألأبيض عند أداء فريضة الحج في مكة ألمكرمة، ألذي يعبر عن رغبة في تنقية الجسد والروح من الخطايا.
إن العام الذي مضى، جلبت معها مزيدًا من العنف، الهدم والقتل، ويتوجب علينا جميعًا مراجعة أنفسنا، وفحص طريقنا، وسؤال ماذا قمنا بفعله لنعزز التعارف المتبادل، الثقة والتسامح. الكثير من الاستطلاعات تثبت ومنذ سنوات عديدة، بالرغم من كل موجات العنف والإرهاب، فأن الكثيرين في المجتمع اليهودي والعربي معنيون بالعيش بسلام مع بعضهما البعض.
لكن إلى جانب الطموح بالسلام، هناك الجراح النازفة نتيجة الصراع، والطريق الوحيد الذي به إيماننا بالسلام يتغلب على جراح الصراع، يكمن في سؤال حساب النفس الشخصي والجماعي.
علينا جميعًا أن ندرك ونفهم العلاقة الإيمانية والحسية التي تربط الشعبين اللذان يعيشان جنبًا إلى جنب في ألأرض المقدسة.
عند التغلب على حواجز الكراهية، الخوف، اليأس والغضب، وإدراك أن المستقبل الوحيد ألأمن للشعبين هو تحقيق السلام، عندها لن ندفع الثمن الباهظ لاستمرار الصراع. على ألأقل اليوم، في "اليوم العالمي للسلام" نصلي جميعًا لواقع به سلام، لعيش بتسامح وحوار، لإمكانية معرفة الاختلافات والعمل من اجل ما هو مشترك. "من يصنع السلام في العلى، يصنع السلام بيننا وعلى كل إسرائيل، قولوا أمين".
[email protected]
أضف تعليق