-ماري لبس مديرة منتدى النساء في الاتحاد:"الاهتمام بالمساواة في الأجور وبتوفير حضانات الأطفال قرب المناطق الصناعية كفيل بتغيير الصورة وتقبل المجتمع للمرأة العاملة بهذا المجال"
- د. محمد زحالقة رئيس لجنة الصناعات العربية:"التصور التقليدي للعمل في الصناعة انه يتطلب الجهد الجسماني وظروف عمل قاسية غير واقعي وادعو النساء العربيات الانخراط بها لما يوفره من استقرار وظيفي وأجور ملاءمة وتأهيل سريع"
في بحث اجراه قسم الأبحاث الاقتصادية في اتحاد أرباب الصناعة صدر مؤخرا، اشارت معطياته ان هنالك فجوة كبيرة ما بين اعداد النساء اللواتي يلتحقن للعمل في الوظائف وأماكن العمل التابعة للقطاع الصناعي في البلاد وبين الرجال الذين يعملون في هذا القطاع. وبحسب البحث فيدور الحديث عن نسبة نساء عاملات في مجالات الصناعة المختلفة في البلاد وصلت الى 29% فقط مقابل 71% من الرجال في العام 2021، مع العلم ان اعداد النساء اللواتي يعملن في شتى المرافق الاقتصادية في البلاد وصلت الى 48% مقابل 52% من الرجال.
وأظهرت معطيات البحث ان حوالي 26% من النساء اللواتي عملن في مختلف الصناعات كانوا عاملات مهنيات، اللواتي يتمتعن بتأهيل مهني صناعي، (صاحبات صنعة) بما في ذلك مُشغلات منشئات صناعية وآليات وماكنات وسائقات، وغيرها. اما 25% من العاملات في القطاع الصناعي فكانوا من حملة الشهادات الأكاديمية، في حين ان 26% كانوا من الهندسيات، والتقنيات، 4% فقط من النساء العاملات في الصناعة كانوا مديرات، 11% موظفات وعاملات مكتب، 6% كانوا غير مهنيات، و2% منهن كانوا من العاملات في المبيعات والخدمات.
وأشار اتحاد ارباب الصناعة انه يعمل في القطاع الصناعي ما يقارب 4500 امرأة في مناصب إدارية، هذه النسبة التي تعادل 14% من مجمل المدراء العاملين في القطاع الصناعي عامة. وأشارت المعطيات أيضا ان 41% من هؤلاء المديرات يعملن كمديرات خطوط انتاج ومديرات في مجالات الخدمات المهنية، 47% مديرات اداريات ومديرات مبيعات وتسويق وتطوير، وحوالي 12% موظفات في مناصب رفيعة، ومديرات في مناصب مرموقة.
وأكد البحث المنبثق عن اتحاد ارباب الصناعة أيضا انه في العام 2021 وصلت نسبة النساء العربيات العاملات في القطاع الصناعي الى 13% فقط، مقابل 87% من المجتمع اليهودي. ووصلت نسبة النساء العاملات في الصناعة اللواتي انهين 13 سنة تعليم الى 62% مقابل 54% من الرجال.
ولخّص اتحاد ارباب الصناعة هذه المعطيات بالتشديد على انه ورغم الارتفاع الذي طرأ على عدد النساء اللواتي يعملن في القطاع الصناعي على مدار الأعوام، الا ان عددهم النسبي من مجمل الوظائف التي يشغلنها في هذا القطاع باتجاه تنازلي خاصة في الأعوام الأخيرة.
وعقبت رئيسة منتدى النساء في لواء الشمال في اتحاد ارباب الصناعة ماري لبّس:" نتحدث عن 13% عربيات – 87% يهوديات، هذه فجوة كبيرة مع العلم ان الحديث يدور في السنوات الأخيرة عن اتساع دائرة النساء العربيات المنخرطات اللواتي تغلبّن على المصاعب والمعيقات والتقييدات التي كانت تعاني منها في الماضي المرأة العربية. هناك العديد من العوامل التي ما زالت تعيق اخراط النساء عامة والعربيات بشكل خاص في هذا المجال اذ ان مجال الصناعة يتضمن عدة أنواع من الصناعات، وقسم من هذه الصناعات لا يتلاءم مع معظم النساء وبالتالي يفضلن الالتحاق بمجالات عمل أخرى في المجتمع. مع هذا يوجد اليوم نساء وشابات يجدن أنفسهن في أماكن العمل في الصناعة".
وأشارت لبّس في حديثها الا ان الفروقات بين أجور النساء والرجال تعتبر عاملا أساسيا في عدم اجتذاب القطاع الصناعي للنساء، اذ ان الشابة تشعر عادة انه يتوجب عليها ان تثبت نفسها بشكل يومي على انها تستحق الراتب، وهذا يصعّب عليها أن تبقى من فئة الشابات اللواتي يردن الاستمرار في التحدي كل الوقت. من ناحية أخرى ينقصنا تفهم وقبول أصحاب المصانع واداراتها أن الامرأة قادرة على انجاز ما ينجزه زميلها وإعطاؤها حقها.
واختتمت لبّس حديثها عن الخطوات والتغييرات التي يجب الشروع بها لتغيير هذا الواقع وقالت "انه يتوجب العمل على تغيير المجتمع وتقبله للمرأة كعاملة بهذا المجال. ولا يقل أهمية عن ذلك الاهتمام بالمساواة في الأجور، وأيضا الاهتمام بتوفير حضانات للأطفال قرب المناطق الصناعية، نحن في منتدى النساء في لواء الشمال نعمل من خلال عدة اطر على تشجيع النساء للوصول الى ما تحب، كما ان نعمل على كشف النساء على نجاحات غيرهن وبالتالي كشف اصحاب العمل على قصص نجاح النساء في القطاع الصناعي".
وتحدث رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد ارباب الصناعة د. محمد زحالقة على هذا الموضوع مشيرا الى ان التصور التقليدي للعمل في الصناعة على انه مجال يتطلب الجهد الجسماني ويتميز بظروف عمل قاسية هو تصور غير واقعي، خاصة في السنوات الأخيرة مع تطور مجالات صناعية حديثة ومتطورة. وأشار في هذا السياق:" القطاع الصناعي يزدهر ويتطور ويتضمن مجالات عمل عديدة ومختلفة ليست بالضرورة اعمال تتطلب القدرات الجسمانية او ساعات العمل الشاقة والطويلة. ما زلنا نعاني في القطاع الصناعي من نقص حاد في الايدي العاملة بما يعادل 130 ألف وظيفة، من هنا أرى أهمية تشجيع النساء على اشغال هذه الوظائف سواء كن اكاديميات، او مهنيات او حتى يتطلبن التأهيل للانخراط في المجالات الصناعية. بالماضي ليس البعيد ناشدنا المجتمع العربي كافة للتقدم الى هذه الوظائف وهذه المناشدة موجه أيضا لجمهور النساء العربيات كي يجدن أنفسهن في هذا المجال الذي يتضمن أماكن عمل تضمن التحقيق الذاتي، الاستقرار الوظيفي والأجور الملاءمة خاصة ان عمليات التأهيل تعتبر سريعة.
[email protected]
أضف تعليق