يا أبناء مجتمعنا، أناشدكم وأستحلفكم بأعز ما عندكم وما تملكون، هيا بنا نسدل الستارة عن هذه المسرحية المقيتة والمقلقة التي تكرر مشاهدها، لتكون مجرد قصّة انتهت مدة صلاحيتها، لا قصة لا بداية ولا نهاية لها كقيثارة مصنوعة من الماس الخالص تجول بين أروقة، أحياء، أزقة، شوارع وبيوت محصنة ربها مبتور الأصابع وأهلها لا يسمعون ولا يبصرون.
لنقل لمجتمعات العالم بأسره: نحن شعب له تاريخه، حضارته، تراثه، تربيته وثقافته، ونخرج من هذه الدوامة، دوّامة القتل وسفك الدماء، لننام ليالي مقمرة نجومها ساطعة ننتظر بزوغ فجرٍ جديدٍ نعانق الحرية المفقودة ونطلق طيور التفاؤل، ونعمل بنوايا سليمة كي لا نكون كمن عاش شطر حياته الأول يحن إلى الشطر الثاني لوعة، فعاش لوعة على ضياع الأول.
وأنا أتساءل، هل يا مجتمعي فوق أمواج الحياة الصاخبة ستظل تبحث عن محطة وهمية لتتوقف فيها؟ وهل غاب عن بالك أن كل نصر ناتج عن عمل لا يرضي الله وعبيده ،هو هزيمة نكراء ولا يدوم، وهو أكبر وأخطر ألغام تحت أقدامنا ونحن ندفع نتائج انفجاره؟
في هذا المقام تحضرني كلمات أغنية أصالة بعنوان "إلى متى"، تقول:
"إلى متى يا جرح يا قلبي يتوجع – إلى متى والصبر ماله معك حد
إلى متى ما للخطا عذر مقنع – إلى متى هالأسئلة ما لها رد"
لا أخفي كم تحز في قلبي هذه الأوضاع، والتطرق إليها، وحبذا لو كان بمقدوري أن أكتب دون أن أدون كلماتي، لكن إيماني بكون الكتابة إبداعًا، تريح الضمير ودليل على أننا أحياء وقد تحرك المشاعر وتفجر الصمت ورغم حساسية المشهد وكما قال المثل العامي القديم:
"اضرب الطينة بالحيط إن ما لزقت تعلم "
وأنا على قناعة أنها ستلاقي آذانا صاغية
والله من وراء القصد
[email protected]
أضف تعليق