سواء كان المرء يقوم بتسيير أمور مشروعه الناشئ أو شركته الصغيرة من المنزل، أو هو يعمل عن بعد (من المنزل)، أو يحضر لمقر العمل في بعض أيام الأسبوع، ويقضي بعضها الآخر في العمل من المنزل، فإن حاجته إلى تصميم مكتب منزلي للتركيز وتحقيق الإنتاجية في العمل مطلوب. إذا قرر صاحب(ة) المنزل أن «يستقل» المكتب بمساحة خاصة به، فلا يدمج بغرفة الجلوس أو النوم، هناك أمور عدة من الواجب أخذها في الاعتبار، حتى يعكس المكان المذكور الراحة وشخصية شاغله، علماً أن اللون والإنارة والأثاث وطريقة توزيعه ومفهوم الديكور، هي بعض خصائص المكتب المنزلي الحديث.
المكتب المنزلي
في الاشتغال على تصميم المكتب المنزلي، لا مناص من أخذ شخصية الذي سيشغل المساحة المذكورة في الاعتبار، كما طبيعة مهنته؛ إذ ستختلف ديكورات المكتب المنزلي العائد إلى مخرج فني عن ذلك العائد إلى محام. في هذا الإطار، تتحدّث هبة بيطار، مهندسة التصميم الداخلي، الممتدة مشاريعها بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، لـ«سيدتي»، عن أمور عدة تضعها في اعتبارها عند الاشتغال على تصميم المكتب المنزلي، أبرزها تفضيلات صاحب(ة) المكتب ومهنته(ا)، مع التوجيه إلى اختيار الألوان الهادئة لتأثيرها النفسي الأكيد، والحرص على إعداد ديكور مريح وجذاب وعملي في آن واحد. تقول إن «غرفة المكتب المنزلي قد تتبع الديكور الداخلي العام، ليس لناحية الطراز فحسب، بل الألوان أيضاً، أو قد يشتغل في مساحة المكتب بحسب معايير خاصة بها حصراً، فالمكان معروف بأنه منعزل ومهدئ للتفكير والتركيز والإنتاجية».
عن الخامات الرائجة في تصميم المكاتب المنزلية الحديثة، وعمّ إذا كان الخشب لا يزال رائجاً، تقول إنه «لا غنى عن الخشب في الديكور، بصورة عامة، فالخامة تتجدد بصورة مستمرة. مثلاً: من قبل، كان خشب الجوز يوظف في مشاريع مماثلة، أما راهناً فإن الخشب المطلي رائج. لكن، قد يستبدل المهندس الرخام أو «الجبسون بورد» بالخشب، عند تكسية الجدران، ليقتصر حضور الخامة الدافئة الطبيعية على طاولة المكتب». وتضيف أن «الحديد يدخل بقوة مع الزجاج الفوميه».
لناحية الألوان، توجه المهندسة إلى عدم حلول أكثر من ثلاثة منها (النسبة الأكبر عائدة إلى اللون الهادئ والمريح، فيما يدع اللون الغامق للتفاصيل)، في المساحة الواحدة، مع إمكانية استخدام تدرجات عدة من اللون الواحد، كما تدعو إلى عدم المبالغة في توزيع مواد عدة في المساحات الداخلية. وترشد إلى أهمية استغلال نور الشمس إلى أقصى حد، مع الاستعانة بوحدات إضاءة داخلية مختلفة، كما تحرص على حسن انتقاء حجوم العناصر وكيفية توزيعها لتحقيق التوازن. كما أنها تشدد على حضور النباتات في المساحات المكتبية.
تلفت المهندسة إلى أنه مهما كان الذوق كلاسيكياً، فإن مهندس الديكور يشتغل بنفس حديث، مع الإشارة إلى التشطيبات والألوان والأثاث وفق الآتي:
الأسقف: أمست رائقة وليست متعددة الطبقات، سواء كان طراز المكتب كلاسيكياً أو «مودرن»، مع حلول إضاءة سقفية ناعمة وغير مباشرة. قد تحل «البروجكتورات» الموزعة على سكة، أو الثريا.
الأرضيات: تلبّس بقطع كبيرة من الرخام أو السيراميك، أو قد يصب الكونكريت Concrete Micro-topping.
المواد: النسيج المخمل الناعم أو الجلد مناسب لأثاث المكتب المنزلي، لكن على الرغم من سيادة الأشكال العضوية لقطع الأثاث أخيراً، فإن المصمم قد لا يلتزم بها عند تأثيث المكتب المنزلي.
المقاسات: يختلف مقاس كل مكتب عن غيره، ففي سجل أعمال المصممة مشاريع مكتبية داخل قصور بصورة تمتد مساحة العمل على 350 متراً مربعاً، وتتضمن غرفة للاجتماعات وصالوناً للانتظار، إضافة إلى مكاتب متوسطة وصغيرة. في العموم، يجب الأخذ في الاعتبار الآتي: عرض طاولة المكتب التي تمتد بين 150 و160 سنتيمتراً والعمق 60 سنتيمتراً على أقل تقدير، لكن قد يرتفع الرقم حتى 80 سنتيمتراً بحسب المساحة المتاحة، والارتفاع يتراوح بين 72 و75 سنتيمتراً، مع ضرورة إتاحة مساحة ليتحرك الجالس إلى المكتب.
الأثاث: يجب التفكير في طاولة المكتب والكرسي المرافق له، كما بالكراسي الأخرى أو الصوفا والطاولة الجانبية في المساحة، في حال ضمت الأخيرة مكاناً للجلوس، مع السير بهدي البساطة.
[email protected]
أضف تعليق