تحتفل محافظة بنى سويف، على مدار 15 يومًا، بعيد «صعود العذراء»، أحد الطقوس المهمة التي لها مكانتها في دير العذراء مريم، في بياض العرب بمركز بنى سويف، وهو إحدى المناسبات التي يتشارك فيها الأقباط والمسلمون، فمنذ بدء صيام العذراء 7 أغسطس، وعلى مدار أسبوعين، لا تنقطع الاحتفالات داخل الدير حتى ختام فترة الصيام.
ويترأس الأنبا غبريال، أسقف بنى سويف، قداسًا يوميًّا بثيابه البيضاء، وسط فرحة شعب إيبارشية بنى سويف، بعد انتهاء أعمال تطوير مبانى دير العذراء مريم. وتتواجد الأجهزة الأمنية على مدار 15 يومًا لتأمين الاحتفالات اليومية.
وبدأ دير السيدة العذراء في استقبال الزوار، ويستقبل على مدار 15 يومًا نحو نصف مليون زائر من جميع أنحاء مصر، وتحضر إليه أعداد كبيرة من عدة دول، كما تشهد الاحتفالات مشاركة مئات الآلاف من المواطنين من مختلف محافظات مصر وخارجها.
ويُعَد صوم السيدة العذراء من الأصوام التي يحرص الأقباط الأرثوذكس على تأديتها تقديرًا لمكانة السيدة العذراء مريم بالكنيسة القبطية.
وقال «غبريال»: «تم تطوير دير العذراء مريم واتخاذ إجراءات إضافية لضمان سلامة المترددين على الدير ونجاح تنظيم الموسم وسيولة الحركة داخل وخارج الدير تماشيًا مع الوضع الأمنى، حيث تم منع دخول السيارات إلى الدير باستثناء الحاصلة على تصريح، كما تم إلغاء تواجد الباعة وأصحاب الملاهى خارج الدير والتنسيق مع الجهات الأمنية».
وأضاف «غبريال» أن بناء دير السيدة العذراء يرجع إلى القرن الخامس عشر، ويقع في المنطقة التي عثرت فيها ابنة فرعون على الطفل موسى، وأن دير السيدة العذراء له بركة وتأثير روحى على زائريه مستمد من مرور العائلة المقدسة في الدير في طريق رحلتها إلى جنوب مصر.
وعُرف الدير منذ القرن الثامن عشر بأنه مركز لتجمع الأفراد والعائلات المسيحية من بنى سويف والمحافظات المجاورة لقضاء أسبوعى صوم العذراء.
وكشف الدكتور محمد غنيم، محافظ بنى سويف، عن إعداد المحافظة مشروعًا سياحيًّا على كورنيش النيل لربط رحلة العائلة المقدسة التي طافت ربوع مصر، وكان من المنطقى والبديهى أن تمر عبر بنى سويف، مع تحديد مجموعة من النقاط التي تمر من خلالها؛ على سبيل المثال، دير الميمون ودير العذراء مريم، وما يستجد من مواقع أخرى، إلى جانب إدراج طريق درب الرهبنة الذي نشأ في بنى سويف، والخاص بركب العائلة المقدسة. ويبدأ من دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، ويمر بدير العذراء مريم، ثم دير الجميزة في الميمون شرق النيل، لينتهى بديرى الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر.
وأكد المحافظ أن بنى سويف تُعد المحافظة الوحيدة التي تجمع بين رحلة العائلة المقدسة ومسار الأنبا أنطونيوس، الذي أنشأ الرهبنة في الديانة المسيحية، مشيرًا إلى أن المحافظة تهدف إلى إنشاء مراسٍ نيلية ومنتجعات فندقية تطل على النيل، وإنشاء طريق الكورنيش الشرقى لمسافة 6 كم بمستوى سياحى يخدم الجوانب السياحية والإقامة في المحافظة.
وقال: «بدأ توافد محبى السيدة العذراء من مختلف مدن وقرى محافظة بنى سويف ومن المحافظات المجاورة من الأقباط والمسلمين، تزامنًا مع بدء صوم السيدة العذراء، ويستمر حتى يوم 22 أغسطس الجارى لنَيْل البركة والاستماع بالجو الرائع في الدير؛ خاصة مع عمليات التطوير التي طالت عددًا من مبانى وكافتيريات الدير الذي يقع مباشرة على نهر النيل، ويحرص زوار الدير على المشاركة في الطقوس الدينية من قداسات ونهضات وعشيات وترانيم يقدمها الدير لزواره على مدار اليوم».
وأشار المحافظ إلى أهمية دمج منتجات سياحية داعمة لمسار العائلة المقدسة في إطار قيام هيئة التنمية بإعداد مخطط استثمارى للطرح على القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى، مضيفًا أن هذا المخطط الاستثمارى الذي تعده الدولة لتشجيع التنمية في المحافظات على الخريطة المصرية، وفى إطار تنمية مشروع مسار العائلة المقدسة كان يجب دمجه مع منتجات سياحية حتى ينضج وتكون له استقلاليته سياحيًّا، لذا تمت دراسة دمج نقاط المسار مع السياحة النيلية.
وأضاف أنه يتم بحث تحويل محافظة بنى سويف إلى نقطة محورية على خط النيل لأن ما يميزها أنها نقطة الربط ما بين نقاط مسار العائلة المقدسة الموجودة بالقاهرة (عند كنيسة العذراء في المعادى) ونقاط المسار نفسه الموجودة في المنيا (أولها جبل الطير)، لذلك قامت وزارة السياحة بزيارة محافظة بنى سويف لتقييم الواقع، ودراسة إمكانية ضم بنى سويف إلى السياحة النيلية ودمجها وسط مسار العائلة المقدسة كمنتج سياحى جاذب.
وأكد أن المحافظة بها مناطق متميزة تصلح للسياحة الداخلية، وبها أراضٍ شاسعة صالحة للاستثمار لجميع المنتجات السياحية، حيث إن الطرق المؤدية إليها- سواء طريق أسيوط الغربى أو طريق شرق الجيش أو الطريق الشرقى الرئيسى المؤدى إلى الكريمات- سهلة، وحالتها جيدة، وهى تبعد ساعة ونصف الساعة عن القاهرة، غير أنها مُطِلّة على النيل، ويمكن الوصول إليها بالبواخر النيلية.
وقال القمص اسطفانوس سليمان، مسؤول بدير العذراء مريم: «يوجد العديد من الشباب والفتيات المتطوعين، الذين يقدمون الأكلات الصيامية للزوار بأسعار مخفضة، وتشاهد متطوعين أطباء ومهندسين يقدمون الأطعمة بأنفسهم، ويصنعونها للزوار بأيديهم طلبًا لشفاعة السيدة العذراء لأنها حنونة على البشرية».
وتابع: «يقف الشباب ضمن فريق كشافة الدير مصطفين على الجانبين لتنظيم الزائرين ومنع التزاحم على أيقونات السيدة العذراء أثناء المرور وبعد انتهاء الأنبا غبريال، أسقف بنى سويف، رئيس دير السيدة العذراء، يقف في شرفة الدير مع القساوسة والآباء الكهنة في استقبال المهنئين بعيد العذراء مريم وسط صفين من الشمامسة من الشيوخ والشباب والأطفال، حاملين رايات وصورًا للسيدة العذراء، وتستمر مسيرة أيقونات السيدة العذراء، ويجوب بها الشمامسة ساحة الدير وينزلون بها إلى ساحة كنيسة الكاتدرائية، وسط زغاريد السيدات التي تعلو مبانى الدير، واللاتى يصطففن في الطرقات مصطحبات أبناءهن للتبارك بأيقونات السيدة العذراء، ويلقين الحلوى على الشمامسة أثناء سيرهم بأيقونات السيدة العذراء».
[email protected]
أضف تعليق