سافرت مطوّلا إلى محطات الضياع
حتى صارت القطارات تسافر داخل دمي
وصفيرها المزعج يهدر في شراييني المجروحة
الغربة عندي أن أفتش في كل مكان
عن روحك داخل جسدك
أن أسمع تموجات أعماقك
ونبضات قلبك الموجوع
أن أرحل في أجسادك عاصمة بعد عاصمة
وأطلب إقامة دائمة
أن أكشف قوانين جاذبيتك المغناطيسية
أن أكتب على إيقاع نبضك الثّائر
وأطالع كتاب جسدك المُبهم
أن أتأمل عينيك كي أغمس فيهما أبجديتي
وحين أكتب عنك
يصير الفضاء لحظة تنهد
وحين نحب يصبح القلب دافئًا
مأهولا بالأشباح المتراقصة
وأكتشف قارّة وجنتيك
عجبًا كل شيء من حولي
يحاول سجني
حتى السطور على أوراقي المبعثرة
ليتني اخترت جسد الأمواج
التي تهرول بكل حرية على رمال الشاطئ المهجور
لم يعد ثمّة وطن يستطيع تعليقي على حبال الذل
وقص أجنحتي وهي تعانق الريح والأمواج العاتية
كتلك المراكب الذاهلة في عواصف الزمن الغدار
والحزن يقطف مواسم غربتي عامًا بعد عام
أوصيك بعد رحيلي الوشيك
لا تقرئي الكلمات بل ظلالها على الورقة
عندها تكتشفين أني أودعت لك خيطا من قصائدي.
نشرت في مجلة شذى الكرمل
[email protected]
أضف تعليق