يحتار المراقب للأحداث والمحدث بالأفضل من أين يدخل إلى موضوع الساعة في الحركة الوطنية الفلسطينية أولا ومن ثم في السجال الفكري حول المشاركة السياسية، انتبهت أننا في تعداد أيام ثورية منذ 30 يونيو إلى 23 يوليو تيقنت من خلال تجريد الماضي، بأننا الجيل الرابع بعد النكبة، ومدوني الشبكات الاجتماعية، اشتركنا بشكل فاعل وقيادي في ثورات الياسمين 2011 من خلال تنظيم الألوف أمام السفارة المصرية وفي مدينة اللد ضد الهدم للبيوت العربية، أنني إذ اخرج من تلك الفترة وبعد تحديات كثيرة بزملاء وأجيال تدافع عن الأخلاق والعدالة الاجتماعية والحرية مقبلين سويا بعد النضوج الثوري من مقارعة الثورة المضادة، نهيب كلا في موقعه آلى جميع الرفاق والزملاء والإخوة خوض غمار المعركة الانتخابية المقبلة في البلديات والمجالس، بالمشاركة الفاعلة دفاعا من الردة السلفية ومن الثورة المضادة، علينا جميعا تقلد هيئات التأثير والعمل الاجتماعي المثابر على الأرض ضمن واقع المجتمع نحو أوسع مشاركة فاعلة قيادية للانتخابات البلدية.
خلال الانتخابات، يطفو على السطح مقابل رخيص للإمالة عن البوصلة الوطنية برعاية الانتهازية والقبلية والعائلية والمحسوبية والمركزية والسلطوية والبطريركية والفوقية والإكبار والمغالاة والطائفية والرجعية، كلها مال تطوي النخب الفاسدة عليها الموالاة الاجتماعية بعد قبض الثمن الانتخابي من خلال رعاية هذه الأمراض الاجتماعية التي تتوافق مع أهداف محو وتغييب عرب الداخل إلا أننا مع فساد المثقفين الحزبيين أولا من ثم خيبة أرباب القرارات لا نرى معارضة داخلية في تغيير هذه السياسات.
الجبهة في إم / الفحم رغم البعد أو الاختلاف الاجتماعي، جوهر العمل البلدي، عن الحركة الإسلامية إلا أنها تحالفت دورة انتخابية كاملة مع الحركة الإسلامية ، ساومت الجبهة، على أم الفحم بشكل انتهازي حتى تقلب موازين التأثير الحزبي من خلال تجنيد التيار المركزي بام الفحم بشكل انتهازي في انتخابات الكنيست خلال اتفاق تبادلي بالتحالف البلدي أمام الدعم الكنيستي.
سنوات طوال خانت الجبهة أخلاق الجماعة والوحدة، فضلت مصلحة الحزب على المصلحة العامة، غدرت بالتجمع في ليلة تقديم القوائم الأخيرة طمعا بالاستيلاء على جمهور التجمع لأجل الجبهة، بما معناه استعدت الجبهة أن تقضي على حزب كامل لأجل مصلحتها القبلية، دون أي خجل.
للأسف ارتكزت رسائل الجبهة السياسية بأنهم المعتدلون بين العرب وجسر السلام للإسرائيليين خلال التلون في الخطاب بين العبري والعربي، ساهمت الجبهة بشكل سلطوي على المجتمع، الإنماء الإسرائيلي، من خلال الدعوة المثابرة للاندماج التام بالاحتجاجات مع إعلام إسرائيل للا خجل وأجندة إصلاح إسرائيلي، بشكل سلطوي تفرض الجبهة رؤياها علينا بان الفلسطينيون في الداخل جزء من الكينونة الإسرائيلية وقد تحالفت مع السلطة آخر دورتين في بلديات تل- أبيب وحيفا
النظام الأبوي الذي تعززه الجبهة من خلال تقديس القيادات والتنظيم، تجدونهم يرددون دون أي معقولية حجج الحزب والقيادة بشكل أعمى وراء الكبار، كما أن استمرار العمل في مؤتمرات الحزب بشكل ميكانيكي تحت توصيات قوائم التنظيم وحرق المنافسين، كلها تدل على نظام أبوي خشبي لا يقبل التغيير.
صوتي لابن بلدي، كان بين شعارات الجبهة، سنين طوال، بشكل استعلائي يستغل الحزب الغريزة الإنسانية ويسوق للقبلية، ويوظف غريزة التضامن الفلسطيني بشكل سافل وقبلي بخدمة الحزب. كما أن المكابرة بالأخطاء مثل إقصاء التجمع، أمر عادي، والتساوي السلطوي أمر عادي، والتلون بخطابين في بين العرب واليهود، أمر عادي، كلها مساوئ تكابر الجبهة بأنها خطوات صحيحة. كما أن الدفاع المستميت والمغالاة بقدرات السلطة الفلسطينية له أهداف مبطنة مثل التمويل والبوابة الدبلوماسية، علينا الدفاع والنقد وليس المغالاة تحت وطأة تقزم السلطة أمام مشروع التحرير. التحالف مع الطائفية منهج معروف، فقد دأبت القائمة الانتخابية في الكنيست وفي لجنة الطلاب العرب وفي الناصرة على محاصصة طائفية بغيضة تقوم الجبهة بالتساوق معها لأسباب انتفاعية رخيصة.
الإخوة والرفاق، في انتخابات البلديات، أما جبهة ب من الثورة المضادة للحرية وإما أن نكون من مشروع التجمع، خلال التحرر الديمقراطي الأخلاقي.
كنت في التاسعة عشرة، عند الاشتراك في أول تحقيق أمني في الشاباك، مخابرات إسرائيل، وقتها كنت خارجا من تنظيم عشرات النشاطات في ذكرى الانتفاضة الثانية مباشرة بعد ال 2000 انتفاضة القدس والأقصى، ضاقت ذرعا بنا المخابرات مع رفاقي في التجمع، بعد تنظيم أمسية تكريم للشهداء في إم الفحم، قاموا باستدعائي على أول تحقيق في الشاباك. خلال التعليم الجامعي تم استدعائي مرتين للشاباك ومرة على الموساد بتهم مختلفة ضد أمن الدولة انتهت على فأشوش، بعد التعليم الجامعي وبعد أن اشتركنا بشكل فاعل في ثورة ال 2011 العربية من خلال تنظيم مظاهرات الألوف في اللد وتل أبيب، ضد الهدم والأنظمة الدكتاتورية، مع رفاقي في التجمع، قامت المخابرات بتسميمي من خلال "حبة تريب" أدت بي إلى مرض أذهاني عالجته بالمثابرة والتصميم، إلى هنا باختصار شديد مواجهتي الشخصية مع الأمن الإسرائيلي أضف للمناورات المستمرة أمام الأمن، خلال تنظيم عشرات المظاهرات، للأسرى والصمود، في الداخل حتى أن ذهبت للعمل في أي مؤسسة إسرائيلية بضمنها كل المؤسسات يتم رفضي بحجة عدم اجتياز الفحوص الأمنية للمخابرات مما دفعني للعمل منذ 19 عاما فقط في المجتمع العربي. من هنا مع العلم أن هنالك العشرات من الأسرى والموقوفين والملاحقين في قضايا تهدد هيمنة الدولة وتبدد وهمها الديمقراطي، في حزبي التجمع الوطني الديمقراطي: ارتأيت أن أقص لماذا تلاحق إسرائيل أعضاء التجمع منذ يوم التأسيس الأول حتى كتابة هذه السطور.
التجمع حزب قومي، يرى بنفسه جزء من الحركة القومية العربية، ويرى بالأوطان العربية عمق استراتيجي للعروبة ولا يرى بالعرب أعداء مثلما يرى الشاباك الإسرائيلي، لذا ترى الشاباك يلاحق أبناء التجمع خلال ممارساتهم القومية وقد نذكر التضييقات على أصحاب القاعات لنفي النشاطات القومية مع الملاحقة لجميع أبناء الحركة الوطنية والتجمع بعد أي زيارة أو نشاط يقوم به أعضاء التجمع في أي بلد عربي، نحن لا نرى بعمقنا العروبي لائحة اتهام إلا أننا نفتخر بتاريخنا وعمقنا العربي.
التجمع من جهة ثانية حزب ديمقراطي فيه متسع لكل الاختلافات مما يؤرق المشروع الصهيوني بأن أحدا عداه مثل التجمع يملك خطاب ديمقراطي حقيقي فيه مكنونات احترام القانون والأقليات أكثر من مشروع الدمقرطة الإسرائيلي، مما يزعج الشاباك بأن التجمع حزب ديمقراطي حقيقي يظهر بدائية إسرائيل.
يعزز التجمع من خلال الخطاب والممارسة، الهوية الفلسطينية الواحدة، التي من شأنها إحراج إسرائيل خلال تطبيق الهوية لحق تقرير المصير الموحد الذي لا يفصل بين مصير اهالي فلسطين بل ينظر التجمع إلى كل الفلسطينيين أينما حلوا، كتلة سياسية واحدة ذات مصير سياسي موحد لا تفرقهم الكردنة للقضية الفلسطينية من حركة صهيون التي ترى بالهوية الواحدة تغييبا للحضور الجيو- سياسي لإسرائيل حيث تطالب الهوية امتلاك الأرض والتاريخ والمستقبل من خلال قرار سياسي موحد يمثل الهوية الفلسطينية الواحدة.
يتمم التجمع من مهامه في الفلسطنة السياسية، يعزز الوعي والخيال الفلسطيني، لأجل جماعة متخيلة واحدة وأمة سياسية ووعي سياسي واحد، رأى الشاباك بالامتداد الفلسطيني للإمكانيات التجمعية من خلال فسلطنة الوعي بتعزيز الأدوات وفتح مجالات الانتماء، لطالما رأت السلطة بأن التجمع بخياراته الفلسطينية المنتصرة شكل وعي مضاد للاسرلة، التي جابهها التجمع بامتياز وتميز، امتياز في الأداء العصري والمتنور الذي أحرج دولة الجيش الإسرائيلية في ظل الامتياز المهني الذي بين تكتل إسرائيل العسكري الداخلي، حيث يعيب الشاباك على التجمع أيضا، علاقاته المؤثرة والمحورية التي تعزز جبهة الرفض العالمية للابرتهايد الإسرائيلي من خلال تقوية مثلا خطاب المقاطعة لإسرائيل، كما أن التجمع اختار منذ البداية خط الراية الأخلاقية إحراجا للإنسانية اليهودية فالتجمع ملتصق بممارسة سياسية أخلاقية في الأفكار الكبرى التي تحرج إسرائيل، حيث تحاول إخراجه من صوابه وعن خطه المؤثر، أخير يتمم التجمع مشروعه السياسي بالانفتاح على حل أخلاقي، دولة المواطنين، يحمي اليهود والعرب جميعا مما يحرج الصهيونية. للملاحقة في التجمع جوانب كثيرة أهمها أننا اتخذنا الوطن ديننا والشعب خلاصنا نؤكد رغم الملاحقات المستمرة روايتنا صح، عاشت الحركة الوطنية السيادية.
نحن أبناء المدّ الثوري مع 2011 نتصرف تجمع وليس جبهة ب
[email protected]
أضف تعليق