أثار الصحافي اليميني أرنون سيغال، موجة صاخبة من النقاش في المجتمع الإسرائيلي، إثر الكشف عن أنه تبرع بكلية أنقذت حياة ثلاثة مرضى، لكنه اشترط أن يتم زرعها في أجساد يهودية فقط، دون أي علاقة لهويتهم الجنسية أو السياسية.
فمن جهة، تمت الإشادة بتبرعه الإنساني، ومن جهة أخرى هاجمه كثيرون لأن الشرط الذي وضعه عنصري وغير إنساني. ومن جهة ثانية طرح السؤال حول موقف وزارة الصحة الإسرائيلية وإدارة المستشفى ونقابة الأطباء، وكيف يمكن أن توافق على خطوة عنصرية كهذه تتناقض مع رسالة الطب والقسم الذي يقطعه أي طبيب بأن يقدم الخدمات الطبية لأي إنسان، ومن دون تمييز في الدين أو العرق أو الهوية.
واليوم، أجرى سيغال مقابلة اضافية على موقع "واينت"، قام من خلال بتفسير موقفه مؤكدًا على عنصرية أكثر، حيث قال للموقع: "تمامًا كما لا يتوقع منك أحد أن تتبرع بالمال لمنظمة لا تعرفها- بل أكثر من ذلك عندما يتعلق الأمر بعضو من جسدك. فقراء مدينتك، هم الأولى."
وأضاف: "هذا هو شعبي، وهذا مجتمعي، علينا النظر إلى جمالية الموضوع عوضًا عن تأجيج الكراهية".
وبحسب سيغال: "من وجهة نظري، كان من المناسب إبراز حقيقة أنني وافقت على التبرع بكليتي لشخص لا أعرفه، دون أي شرط إلى المعسكر السياسي أو الثقافي الذي ينتمي إليه. لا أنوي تربية الآخرين ولا تعليمهم. إذا احتاج أحد أفراد أسرتك إلى التبرع بالكلى، لا سمح الله، فلن يتوقع منك أحد أن تتبرع بالكلية لشخص آخر. لذلك أقوم بتوسيع دوائر الأسرة قليل. شعبي هو المجتمع الذي أتعرف عليه، والذي أشعر بالالتزام تجاهه".
وأوضح: "أعتقد أنه بعد المرور بما مررت به، لست مضطرًا إلى مواجهة الأسئلة التي تختبر نقاء نواياي. أهمية الفعل هو وجوده الفعلي. علاوة على ذلك - إنه التفاهة التي لا مكان لها هنا. الجميع يجب أن يسألوا أنفسهم لمن هم على استعداد للتبرع بكلية ".
من هو سيغال
وسيغال، البالغ من العمر 43 عاماً وأب لثمانية أطفال من القدس، هو يميني وناشط في حركة «جبل الهيكل»، التي تسعى لتهويد القدس ولبناء الهيكل اليهودي في الأقصى، مكان مسجد عمر (قبة الصخرة). وقد ترشح للكنيست في عام 2022 على قائمة تحالف «الصهيونية الدينية»، بزعامة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لكنه كان في المرتبة الـ20 ولم يدخل البرلمان.
وسيغال مستوطن في الضفة الغربية، ويتحدر من عائلة يمينية متطرفة، والده حجاي سيغال، محرر صحيفة «مكور ريشون»، أدين بالتسبب في أذى جسدي وعضوية في منظمة إرهابية بسبب أنشطته في «الحركة السرية اليهودية» في عام 1980. وشقيقه عميت سيغال هو صحافي يميني معروف في أخبار القناة 12. ونُقل عن سيغال قوله إنه يقبل ذهاب كليته إلى يهودي يساري أو فرد من مجتمع الميم. ولكن بشرط أنه يهودي.
وأدت تعليقاته الصحافية إلى إصدار لجنة الأخلاقيات في نقابة الأطباء الإسرائيلية بياناً مفاده أن جميع عمليات زرع الأعضاء في إسرائيل تتم بشكل عادل ومن دون تمييز.
[email protected]
أضف تعليق