تعتبر مشاكل النوم لدى الأطفال أحد الأمور التي تشغل الأهل وخاصة الأطفال حديثي الولادة في أشهرهم الأولى، وتعد هذه الاضطرابات مشكلة شائعة يعاني منها الأطفال في مختلف أعمارهم وصولا الى جيل المراهقة.
النوم حاجة أساسية لكل انسان... ومسؤول عن هرمون تطور ونمو الطفل...
وفي هذا الشأن التقى موقع بُـكرا مع مدير مستشفى الناصرة- الإنجليزي بروفيسور فهد حكيم المتخصص في مجال طب النوم والأطفال ومجال علاج الرئتين، الذي أكد في بداية حديثه عن أهمية النوم الكبيرة بالإضافة الى كونه حاجة أساسية لكل انسان، مشيرًا ان هرمون التطور والنمو لدى الانسان يتم افرازه خلال النوم، والطفل الذي لا ينام بشكل كاف أو بشكل صحي، تكون لديه مشكلة في النوم.
مشيرًا بروفيسور حكيم: " ان الأطفال حديثي الولادة بحاجة ماسة الى النوم لساعات طويلة، حتى يكون لديه التطور والنمو كما يجب، بقدر ما ينام الطفل بشكل جيد ولساعات طويلة يكون لديه التطور والنمو بشكل أفضل ".
ما هي الساعات التي يحتاجها الطفل ليكون لديه نمو صحي وكامل؟
بروفيسور حكيم: " سؤال جدًا مهم، يجب علينا التذكر امرين، وهما ساعات النوم وجودة النوم، والأمران متعلقان ببعضهما البعض، وتختلف ساعات النوم التي يحتاجها الطفل حسب جيله، مفصلاً:
الطفل الرضيع من جيل 3-4 أشهر، يحتاج من 14- 17 ساعة نوم.
الطفل من جيل 4 أشهر- سنة، يحتاج من 12-15 ساعة نوم.
الطفل من جيل سنة- سنتين، يحتاج من 11-14 ساعة نوم.
الطفل من جيل 3-5 سنوات، يحتاج من 10-13 ساعة نوم.
الطفل من جيل 6-13 عامًا، يحتاج من 9-11 ساعة نوم، مشيرًا الى أن طلاب من صف سادس حتى سابع والمراهقين، يجب أن يناموا حتى 10 ساعات على الأقل في اليوم.
وتابع بروفيسور حكيم: " وهنا يجب على الأكل التأكد أن ابناءهم بالفعل ينامون الساعات التي يحتاجونها حسب أجيالهم وتذكر هذه المعلومات المتعلقة بالنوم والحفاظ على معدلات ساعات النوم، لأنه في حال لم يحصل الطفل على الساعات التي يحتاجها سوف ينهض متعبًا، وسيذهب الى المدرسة وهو متعب بالإضافة الى أن سيعاني مع الوقت من الحركة المفرطة او مشاكل التبول الليلي، كل هذه الأمور ببساطة هي مشاكل نوم.
أسباب اضطرابات النوم لدى الأطفال؟
وفيما يتعلق بأسباب اضطرابات النوم قال بروفيسور حكيم: "هناك أمور متعلقة بالطفل، وأمور متعلقة في المكان الذي يتواجد به أو تحيطه، وهناك جانب وراثي ايضًا.
الأمور المتعلقة بالطفل: أمور جسمانية، ممكن أن تكون مشكلة في مبنى الجسم، هناك أطفال يعانون من الشخير او التهاب في لوزتين الذي يمكن ان يؤثر على مشاكل النفس.
يمنع اطعام الأطفال اثناء نومهم!
وهنا أقدم نصيحة للأمهات والآباء فيما يتعلق بطريقة الأكل في الليل وخاصة الأطفال الرضع، من خلال اطعامهم بطريقة خاطئة، التي يتبعها معظم الأهل وخاصة الأمهات في إعطاء رضاعة " قنينة " الحليب للطفل وهو نائم ويمسكها بيده وهو نائم، أو تقوم الام بإرضاعه وهي مستلقية على جانبها بدلاً من حمله، وهذا ما يؤدي الى دخول قسم من الحليب او الطعام الى مجرى النفس لديه والذي يتراكم ويسبب له التهاب بالرئتين وبالأذنين مما يؤثر على نومه ويصبح الطفل عصبيًا ومتوترًا، ويصعب عليه النوم ووضعه في السرير من شدة البكاء والألم، وهذا أمر خطير، ومع ذلك حله بسيط وهو عدم تصرف الأهل بهذا الشكل!
ومن الأمور التي يمكن ان يعاني منها الطفل، وتؤثر على نومه، نقص بالحديد وبعض الفيتامينات التي تظهر عن فحص الطبيب ".
تهيئة أجواء النوم: اضطرابات النوم لدى الأطفال يمكن ان تكون في أجيال مختلفة:
* من جيل 3-4 سنوات، يعاني بعض الأطفال من الاحلام المزعجة التي تسبب له البكاء في الليل، وخاصة في فترة بزوغ الاسنان، التي تسبب للطفل البكاء خلال الليل.
* بعض الأطفال يمشون خلال النوم، يوجد في دماغ الانسان جهازين، جهاز النوم وجهاز الصحو، وفي هذه الحالة يعمل الجهازين في نفس اللحظة أي، ان الطفل يكون نائمًا ومستيقظًا في الوقت ذاته، وهذه حالات طبيعية للطفل وهذا ليس مرضًا، هذه حالات مؤقتة التي يتم معالجتها وهي خطرة وخاصة لدى الأطفال الذين يستيقظون ويمشون في الليل.
* اضطرابات النوم لدى جيل المراهقة، هي واحدة من المشاكل التي تنتج بسبب قلة ساعات النوم لدى المراهقين وساعات السهر الزائدة والسهر لوقت متأخر من الليل وواجب الاستيقاظ باكرًا للذهاب الى المدرسة، ما يسبب في النهاية الى اضطرابات في النوم لدى المراهقين.
وتابع بروفيسور حكيم: " وفيما يتعلق بالجو العام للنوم، يجب ان يكون بالفعل " جو نوم " مناسب للأطفال، وتهيئته بشكل تدريجي، وليس بشكل فوري وفجائي للطفل، إحدى المشاكل التي تواجه العائلات المتعلقة بأجواء النوم، هو الأجيال المتفاوتة بين الأولاد الذين ينامون في نفس الغرفة، فلكل جيل احتياجاته الخاصة واستخدامه الخاص للغرفة سواء في الدراسة او الجلوس امام الحاسوب، أو النوم ".
ملاحظات مهمة حول نوم الأطفال الرضع... لحمايتهم من الموت السريري لا سمح الله.
وخلال حديثنا مع بروفيسور فهد حكيم تطرق الى نقاط مهمة متعلقة بطريقة نوم الأطفال، لحمايتهم من خطر الموت السريري المفاجئ، على الأهل الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التالية:
* أهمية النوم التدريجي للطفل.
*اختيار الجيد لنوعية الفرشة للطفل وتكون مريحة.
*أهمية أن ينام الطفل على ظهره وليس على بطنه او جانبه.
* مصاصة الأطفال.
* ممنوع التدخين في غرفة الطفل أو داخل البيت لأنه يؤثر على الطفل.
* لا يجب على الطفل النوم بجانب الأهل، خشية من تقلبهم خلال النوم، ويمكن ان يؤدي الى خنق الطفل، يجب على الطفل ان ينام في سريره في غرفة الأهل حتى جيل 6 أشهر.
* يمنع وضع أغراض وتعليقها حول الطفل (تعليقها على السرير).
* ملاءمة درجة حرارة الغرفة لدرجة مناسبة للطفل.
* اختيار ملابس وعدد قطع مناسبة للطفل في الشتاء، المزيد من قطع الملابس تؤثر على الطفل وتزعجه.
* يجب فتح نوافذ الغرفة ليتجدد الهواء في الغرفة ويستنشق الطفل هواءً نقيًا.
نصيحة للأهل...
وفي نهاية لقائنا معه، توجه بروفيسور فهد حكيم بنصيحة للأهل، قائلاً: " النوم هو حالة مهمة جدًا لدى الأطفال والأولاد حتى جيل المراهقة، بالإضافة الى طريقة نوم الطفل ومعدل ساعات نوم الطفل قد تؤثر على سلوكه ووضعه الصحي، وعلى تطوره لسنين طويلة، مشاكل النوم تؤثر على تركيز طلاب المدارس، وتسبب لهم الاضطرابات التي تؤثر على تحصيلهم العلمي، وفي بعض الأحيان الى التبول الليلي. عدم الراحة في النوم، الضجيج في البيت او الصادر من المحيط القريب او في الحي يؤثر على نوم الطفل ".
وتابع بروفيسور فهد حكيم قائلاً: " يجب على الأهل تحديد ساعة نوم، وابعاد أولادهم عن الشاشات والتلفزيونات التي تؤثر عليهم، وممكن أن تؤدي الى اضطرابات في النوم، ومن المهم ألا يتناول الأطفال الطعام قبل النوم، أو تناول الطعام الزائد، الطعام المحلى المليء بالسكريات أو تناول المثلجات قبل النوم، لأنها تؤثر على نومه، والتي ستؤدي الى تحفيز الطفل على السهر، مفضل أيضًا قراءة قصة قبل النوم ".
[email protected]
أضف تعليق