بقلم : سري القدوة
جولة الرئيس محمود عباس إلى جنين والتي شملت مخيم جنين ومقبرة الشهداء في المخيم حملت رسالةَ مسؤولية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في ظل غطرسة سلطات الاحتلال المستمرة، وأيضاً رسالة للاحتلال بأن شعبنا لن يستسلم لإجراءاته وجرائمه وحملت رسالة سياسية للعالم بضرورة الكف عن ازدواجية المعايير والتوقف عن حالة النفاق ومتابعة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ومساءلتها .
الرئيس في جنين ومخيمها يؤكد رفض سياسة الأمر الواقع التي يحاول أن يفرضها الاحتلال في مخيم جنين لقتل الطموح الفلسطيني، مؤكدا أن القتل والدمار لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد وأن كل إجراءات الاحتلال التي يحاول أن يفرضها على أرض الواقع لتصفية القضية الفلسطينية لن تمر في ظل تجسيد حقيقي للوحدة الوطنية .
وتحمل جولة الرئيس دلالات سياسية واجتماعية واقتصادية لمحافظة جنين حيث تم الاعلان عن البدا الفوري في بناء ما دمره الاحتلال وما من شك بان الجولة لمخيم البطولة ولهذه القلعة التي هي قلعة الصمود والتحدي جاءت من خلال المتابعة المستمرة لما يجري في جنين ومخيمها وحملت أبعادا سياسية كبيرة ورسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا ومحاولته البائسة في إفشال مشروع الدولة الفلسطينية، لا يمكن أن تمر، وقد جاءت جولة الرئيس في إطار الأولوية التي يوليها الرئيس تاريخيا للمخيمات وآلام وهموم الشعب الفلسطيني، وحملت أهمية كبيرة في تعزيز صمود اللاجئين وتحمل روح المسؤولية بما يفرضه الواجب الوطني .
الجولة تؤكد للاحتلال والعالم أن القيادة الفلسطينية ملتحمة مع الشعب وهمومه في مواجهة الاحتلال وآلة الدمار، والقتل، وتؤكد أن القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد الذي يحقق طموح وإرادة الشعب الفلسطيني حيث ارسلت جنين رسالة واضحة للمجتمع الدولي وإسرائيل والولايات المتحدة أن الشعب الفلسطيني لن يرضى أن يملى عليه أي قرار لا يرضى عنه .
كانت جنين دائما في المقدمة وهي السهم الذي تصدى للعدوان والذي قدم الشهداء والجرحى منذ 20 عاما وأكثر وان جولة الرئيس تحمل مدلولات معنوية بعد العدوان الإسرائيلي على المدينة والمخيم، وتؤكد أن القيادة تحمل هموم شعبها وتعبر عن إسناد ودعم ومؤازرة ابناء شعبنا في جنين ومخيمها أمام العدوان الغاشم وأن المخيم يمثل وحدة الفصائل ووحدة الموقف الفلسطيني الجامع المجسد للوحدة الوطنية والذي يتطلب حمايتها من الكل الفلسطيني .
نضال شعب فلسطين سيثمر على قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقى بوصلة فلسطين تجاه الوطن مستمرة ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر ولن تسقط قلاع الثورة وستستمر المقاومة الشعبية حتى قيام الدولة الفلسطينية واحدة موحدة فوق التراب الفلسطيني .
ولا يمكن لهذا الاحتلال ان يستمر فحان الوقت للاعتزار للشعب الفلسطيني وتحمل الجميع مسؤولياته وخاصة من قبل الأطراف والدول التي ترعى وتدعم وتدافع وتحمي الاحتلال العنصري ويجب ان تتوقف هذه الدول عن ممارسة ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية عندما يتعلق الأمر بهذا الاحتلال الذي يواصل جرائمه في الاعتقال والقتل والاستيطان وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة ابسط حقوقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم في دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الأمم المتحدة .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
أضف تعليق