بقلم :غادة خضر
لا تخلو قناة فضائية عربية ودولية مرئية وغير مرئية من اجراء بث حى و مباشر لمتابعة أخبار المعارك والاشتباكات العنيفة الدائرة بين المقاومة الفلسطينية بكافة الوانها وأطيافها وقوات الإحتلال الغاشمة في مخيم جنين !!!! فيما سارع وتصارع الكتاب الإسرائيلين في وصف وتحليل ودعم وتأييد الحكومة الإسرائيلية للعملية العسكرية تارة وأخرين ساهمو فى نشر الأخبار والتحليلات السياسية والعسكرية والأمنية المتناقضة ،وفضح كل ما وجب فضحه ، لعله هو التخبط والإضطراب الذى حل على الإعلام العسكرى للعدو ، ولكن ماذا حدث فى جنين ؟؟ وهل بقى عش الدبابير على حاله فى عاصمة الإرهاب حسب تصريحات عُتاةُ الأمن الاسرائيلى ؟؟
قمة الإرتباك والتشتت التى عانى منها إعلام الكيان وقياداته السياسية والأمنية وغيرها أثناء العدوان البربرى والهمجي على مخيم جنين الأيام الماضية ومن مظاهر ذلك :-
١_عدم اختيار الوصف العسكرى المناسب لما حدث هل هو (عملية عسكرية محدودة ، غارة ، نشاط عسكرى ، اجتياح صهيونى ، دخول بري ، هجوم ، اقتحام، توغل ، حملة عسكرية ، عدوان ، حرب شوارع ) .
٢- دهشة الكُتاب الإسرائيلين المعارضين للملك بيبى (نتناياهو ) وحكومته اليمينية المتطرفة من عدد شهداء المقاومة الفلسطينية فى مخيم جنين بالنسبة للعدد المطلوب القضاء عليه ، وهو ما يقارب ٣٠٠ مقاوم في حين استشهد ٩ مقاتلين فقط ، علماً بأن اسرائيل تعرف الإنتماء التنظيمي لما يقارب ١٦٠ مُسلح منهم فقط ، بمعنى يعانى العدو من فشل استخباراتي برغم أنه يملك أقوى الخطط الإستيراتيجية والأسلحة والوسائل الحربية التكنولوجية الحديثة والمتطورة بكافة أنواعها .
٣-نجاح المقاتلين الفلسطينين في الفرار من المخيم الى مدينة جنين !!إذن من كان يقاوم العدو ؟؟ والإشتباكات العنيفة بين مَن ومَن كانت تدور ؟؟ أم ثلةٌ قليلة مؤمنة غلبت فئة كبيرة ضالة ، بناءاً على ما ورد فى الصحف الصهيونية و قد شاركت فى العملية ٦ وحدات ومنها ماجلان ودوفدفان ، لواء ناحل ، المظليين ، ياهلوم ، أغوز ،اضافة لمئات الأليات العسكرية والمدرعات ، ومشاركة ١٢٠٠ جندى صهيونى ، اضافة الى ذلك التنسيق المتواصل ما بين ذراع الجو والبر والاستخبارات العسكرية ، والتوصيف الأمثل لما حدث هو حرب شنيعة و همجية ضد ابرياء عُزل وأصحاب حق ، ويجوز لهم الدفاع عن انفسهم و عن أرضهم المحتلة .
٤- محاولة الكيان تغيير صورة الجيش الهوائي الذي لا يعمل الا من خلال سلاح الجو ، أما سلاح البر وقواته ربما انتهى عملياً في ظل استخدام الضربات الاستباقية الجوية ، وبالتالى حرص نتنياهو على تجديد الماضى القتالى للجيش ، بعد الفشل الذريع للقوات البرية في دخول غزة أو لبنان .
٥- تشكيك الصحافة العبرية فى مدى نجاح الحملة العسكرية على مخيم جنين وربط ذلك بالحملة العسكرية التالية هى من تحدد هل نجحت الحملة الاولى في تحقيق الأهداف المنشودة منها أم لا .
٦- إعادة اطلاق النار من قبل المقاومة الفلسطينية على القوات الإسرائيلية بعد الانتهاء من العملية العسكرية ، مما يدلل على الفشل الذريع لقوات العدو ، وأن مخيم جنين مخيم الثورة والثائرين، ذوى صبر وعزم لا يلين.
٧- فرار غالبية المقاتلين من المخيم نحو المدينة يعنى ان قلة قليلة وامكانيات وعتاد متواضع واجه أكبر ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط ، وأفشل مخططها بالوصول نحو عمق المخيم ، وبالتالى شكل ذلك وصمة عار للجيش الإسرائيلي فى عهد المتطرف نتنياهو وحكومته الفاشية ،والغاء كامل وتام لمقولة الجيش الذى لا يُقهر .
٨- الهدف من الحملة هو خدمة أهداف نتنياهو السياسية ومنها تسجيل انجاز اضافى فى سجله الإجرامي ، ومحاولة صرف أنظار المعارضة عن الانقلاب على القضاء ، ولكن كما يقال حلم ابليس في الجنة فقد خرجت جموع المتظاهرين الإسرائيلين فى الأرض المحتلة من كل حدب وصوب ضد بيبى وحكومته .
٩- اقتناع قوات الإحتياط بأن ما حصل فى جنين فقط لخدمة نتنياهو وأهدافه المشبوه.
١٠- تشكيك الصحفية الإسرائيلية المشهورة عميرة هاس في نجاح الجيش الاسرائيلي وعملياته داخل المخيم ، حيث صورت الأخيرة بأن الحملة العسكرية ما هى الا هجوم جيش على قبيلة !!!!!! وتتسأل عميرة هاس ، هل نجح الجيش المعتوه فى القضاء على أفراد القبيلة!!!!!
١١- ومن مظاهر الفشل الرئيسية والموثقة بالصوت والصورة ، هو القاء سيل من قنابل الغاز المسيل للدموع داخل مستشفى جنين بشكل جنوني لا يقبله عدو ولا صديق ....
١٢- محاولة ضرب النسيج الاجتماعى فى المخيم وتأليب السكان ضد المقاومة من خلال تدمير البنية التحتية فى المخيم وتخريب مئات البيوت السكنية فيه وقد تفاجأ العدو من مساندة أبناء المخيم للمقاومة المسلحة فيه ودعمها بالكامل للثوار ،وحاول استغلال ما سبق ذكره لتهدئة المستوطنين القاطنين فى الضفة الغربية ، وإسكات المعارضة الإسرائيلية وباءت خططه بالفشل الذريع وأُسقِط التكتيك الإسرئيلي في الهاوية .
وأخيراً مَن سيدفع ثمن تهور وتغول نتنياهو وحكومته التى تضم ارهابين قدماء ذوي تاريخ ارهابي وسجل مُخزِ أمثال بن غفير وسموتريتش الصهيوني .
والسؤال الذى يطرح نفسه هل نجحت العملية العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية في جنين ؟؟؟ وهل أفشلت المقاومة الفلسطينية الخطط الاستيراتيجية والحربية وفن التكتيك والخداع لدى العدو وطرحته جانباً ؟؟؟
وستبقى جنين شوكة في حلق المعتدين ،ومقاومتها الباسلة فى رعاية الله ونصره المبين....
[email protected]
أضف تعليق