امس السبت، سجل مجتمعنا العربيّ الرقم 88 لجرائم القتل هذا العام، حيث وقعت جريمة قتل في الجواريش في الرملة وراح ضحيتها اسماعيل الشمالي، البالغ من العمر 47 عامًا، كما اصيب شاب آخر كان برفقته.
تأتي هذه الجريمة في الوقت الذي سيلتقي فيه غدًا النواب العرب برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للوقوف على موضوع الجريمة في المجتمع العربيّ، وكيفية التعامل مع هذا الملف الذي بات يقلق كل بيت، آخر هذه البيوت- شاب من عبلين خرج لشراء الخبز الساخن لأولاده ولا زال يرقد في المستشفى بحالة صعبة اثر تعرضه لإطلاق نار عن طريق الخطأ بعد أنّ وصل إلى منطقة تم فيها اطلاق نار على مجموعة من الشباب.
ويُطرح السؤال، ما مصدر كل هذا العنف، وهل منظمات الجريمة وحدها المسؤولة عن هذا الوضع؟! ولعل ما حدث في الطيرة مؤخرًا قد يُلقي بظلاله على سبب أضافيّ عدا منظمات الجريمة، التي لا نخلي مسؤوليتها، وهو الضغط النفسي الذي يعيشه هذا المجتمع.
طعن جاره وهو ابن عمه بسبب كلب!
فاليوم، قدمت شرطة الشارون لائحة اتهام ضد شاب طيراوي، يبلغ من العمر 28 عامًا، بتهمة محاولته طعن جاره- وعلى سبيل الصدفة هذا الجار ابن عمه وكما يقول مثلنا العربي "اللزم"، فما الذي دفع ابن العم محاولة قتل ابن عمه؟!
في البحث عن الأسباب علم موقع "بكرا" أنّ السبب كان "كلب"، وهذا صحيح، "الكلب الذي قصم ظهر البعير"، فأولاد العم لطالما كانا على خلاف، لكن هذا الكلب نبح في يوم الطعن أكثر من اللازم، وعلى أحدهم أن يدفع الثمن، ليتجدد الخلاف بين اولاد العمومة ويتطوّر إلى طعنٍ صعب.
هذه الحالة تؤكد أنّ مجتمعنا بات في وضع لا يطيق فيه حتى الجدال، ويحاول أنّ يحسم أي جدل بطرق عنيفة، وحول الموضوع تحدثنا إلى المُعالجة النفسية تحرير الشيخ خليل التي قالت: "هناك نسبة من المجتمع العربي التي بامكاننا ان نعتبرهم كأشخاص عنيفين، ولكن لا يجب ان نعمم الفكرة على كافة المجتمع".
الطفولة!
واكملت: "برأيي ان المسببات الرئيسية لظاهرة العنف عند بعض الشخصيات في المجتمع هي نقص معين واجهه في الطفولة وكذلك عدم تكافُؤ الفُرص بين هؤلاء الأشخاص وبين أبناء جيلهم".
واضافت: "مؤخرًا كان من الواضح ان السوق السوداء منتشرة بشكل واسع والحلول لمنع هذه الظاهرة وظواهر العنف والجريمة الأخرى التي يشهدها المُجتمع تكمن في أولًا البدء بمبادرات ومساعدات مالية التي قد تمنع الأفراد من التوجه الى السوق السوداء، ثانيًا توعية الأهالي لكيفية التعامل مع ابنهم المراهق واعطائه القيّم والمبادىء الصحيحة، من المفهوم انه ليس باستطاعتنا ايجاد حل آني وسريع، الّا اننا يجب علينا كمجتمع ان ننظر الى "جذر الشجرة" وان نفهم الجيل الصغير، دون الحكم عليه".
وأضافت: "من الحلول المقترحة ايضًا ان نحرص على ان يكوّن ابناؤنا صداقات مع الأشخاص الجيدين، وبالنهاية تدخل الدولة، أي ان على الدولة بناء مشاريع ومبادرات مع مختصين من اجل منع انتشار ظاهرة العنف اكثر، صحيح ان هنالك مبادرات موجودة، الّا انه على الدولة تكثيف النشاط حتى يكون الأمر كافي".
[email protected]
أضف تعليق