صادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءة التمهيدية، الأربعاء، على مشروعي قانون يهدفان إلى زيادة الرقابة الأمنية على المدارس والمعلمين في المجتمع العربي، من خلال تعميق ضلوع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في التدقيق في نشاط معلمين عرب، وتسهيل فصل معلمين بادعاء تماثلهم مع أنشطة تعتبر "إرهابية" وفق التصنيف الإسرائيلي.
وقدم أحد مشروعي القانون عضو الكنيست عَميت هليفي، من حزب الليكود. وطالب أعضاء كنيست آخرون من الليكود باشتراط منح ترخيص عمل لمدارس بأن تكون "متلائمة مع المنهاج الدراسي الإسرائيلي"، ما يدل على أن المدارس المستهدفة هي مدارس في القدس. وأيد مشروع القانون 45 عضو كنيست وعارضه 25 عضوا.
وعبرت جمعية حقوق المواطن عن تخوفها من أن مشروع القانون هذا يهدف إلى شرعنة إعادة منصب مندوب للشاباك في جهاز التعليم العربي، الذي كان شاغلا منذ العام 1948 وألغي في العام 2005.
عودة إلى تدخلات الشاباك
وفي هذا الشأن تحدث رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، د. شرف حسان، عن الابعاد السلبية على جهاز التربية والتعليم في حال تمت المصادقة على قانون رقابة المدارس وحظر توظيف "مؤيدي الارهاب" بحسب وصفهم، حيث عبر عن رفض المتابعة لهذه القوانين وضرورة مناهضتها بشتى الوسائل المتاحة لما تحمله من اثار سلبية على مجريات التعليم بشكل عام وعلى التعليم العربي بشكل خاص.
وقال حسان: "هذه الظاهرة كانت متواجدة في مجتمعنا منذ زمن حيث سبق تواجدها ايام الحكم العسكري، وأيضا تدخل اجهزة المخابرات في السابق للتعينات بشكل مباشر، الأمر الذي حاولت لجنة المتابعة محاربته بشكل رسمي قبل حوالي 20 عامًا،ولكن الان ظهرت محاولات جديدة".
واضاف حسان: "اقتراح القانون يشمل كل المعلمين، وليس فقط العرب، وهذه كانت الذريعة لتمريره لكن من الواضح أن الهدف هو المس بالمعلمين العرب وتخويفهم، تعريف "الارهاب" هو تعريف فضفاض جدًا ومن الممكن أن يصل إلى المس بحرية التعبير عن الرأي".
"23 عضو كنيست عارضوا القانونين، وما زال الحديث عن قراءتين تمهيديتين، والحديث يدور عن اقتراحين تقدم بهما عضوا كنيست من الليكود ومن حزب بن غفير".
تدخلات غير مهنية
وتابع: نحن تعتقد ان التدخلات غير المهنية من قبل الاجهزة الامنية وغيرها في المسارات التعليمية والتعيينات، تعتبرًا أمرًا هدامًا وتمس بالمساحة الضيعة أصلًا للتعبير عن الرأس، يريدون أن يجعلوا المعلم مجرد أداة تلقين تمرر المواد للطلاب دون أي دور تروي وثقافي، وهذا يتناقض مع مهنة المعلم، فالمعلم هو المربي من الدرجة الاولى ومن المفترض ان يتفاعل مع المجتمع الذي يعيش به، كنقل رسالة التاريخ والهوية والانتماء وما يحدث من اخبار الساعة".
وأنهى حديثه: من الجدير ذكره انه قسم من المعلمين تعرضوا للملاحقة في السنوات الأخيرة، وبعضهم معلمين يهود، ويجب على المعلمين عدم الانجرار خلف هذه المحاولات لتخويفهم، وعليهم أن يدركوا أن هنالك حرية تعبير على المعلم أن يفهمها أنها من حقوقه وأن يمررها لطلابه".
[email protected]
أضف تعليق