أكد الناشط المختص بالشأن التركي عبد المعطي شمسي باشا في حديث خاص لموقع بكرا أن الإنتخابات الرئاسية و البرلمانية التي ستجري في تركيا في الرابع عشر من الشهر الجاري هامة جدا بل و ربما ليس من المبالغة أن نصفها بأهم انتخابات في تاريخ الجمهورية التركية لعدة أسباب.
لعل أبرزها وفق الناشط شمسي باشا "أن كلا من الطرفين يعتقد و يتصور أن تركيا اليوم تمر بمنعطف تاريخي و مرحلة مفصلية في غاية الأهمية والحساسية فنظام الحكم بقيادة حزب العدالة و التنمية يعتقد أنه يمضي بتركيا مسرعا لتكون قوة إقليمية بل عالمية في جميع المجالات الاقتصادية الصناعية ، السياسية الدبلوماسية، العسكرية وذلك ضمن رؤيته ( مئوية تركيا ) حيث أطلق على العام الحالي عام ( 2023 ) هذا الإسم."
واضاف "وعلى الجانب الآخر تنظر المعارضة التركية الى وضع تركيا الحالي بمنظور مغاير تماما حيث ترى أيضا أن تركيا اليوم تمر بمنعطف تاريخي و مرحلة حساسة أيضا و ترى أن مشاكل : الوضع الإقتصادي المتدهور و انخفاض سعر صرف العملة المحلية ( الليرة التركية ) و التضخم المتزايد، إضافة إلى ملف اللاجئين حيث يصف أغلب أحزاب المعارضة مشكلة اللاجئين بأنها مسألة ( بقاء ) و مسألة وجودية للأمة التركية ، وتجمع المعارضة أنه لا بد من الفوز بالانتخابات و تغيير الحزب الحاكم لانقاذ تركيا ."
واشار الى ان كلا الطرفين يؤكد أنه سيفوز بهذه الانتخابات من الجولة الأولى،ولكن بشكل عام هذا شيء طبيعي في كل بلدان العالم أن يتكلم الحزب الذي سيخوض غمار الانتخابات بلغة الواثق من نفسه لان كل كلمة و حركة من الاحزاب المتنافسة تنعكس بشكل كبير و بالاخص في حالة الانتخابات التركية المقبلة التي وصفناها بانها انتخابات في غاية الحساسية و الأهمية".
وتابع يقول "و لكن لو أردنا أن نرى مدى واقعية تلك التصريحات ، قبل حدوث الزلزال المدمر في 6 شباط كان الوضع محير جدا حقا و محاولة التنبؤ بما ستؤول اليه نتيجة الانتخابات شيء ليس بالسهل ابدا ، و لكن بعد زلزال 6 شباط استجدت العديد من الأمور التي ممكن أن تجعل الصورة أوضح و تساعدنا على تكوين رؤية أدق إلى حد ما .
و أبرز تلك المستجدات وفق الناشط شمسي باشا هي:
- استجابة الحكومة التركية لأزمة الزلزال المدمر في 6 شباط ، التي ينظر إليها العديد من المواطنين ( بالأخص سكان تلك المناطق ) أنها كانت استجابة ممتازة الى حد بعيد بالاخص لو قارنها باستجابة الحكومات المعارضة للازمات المشابهة عندما كانت تحكم قبل عهد العدالة و التنمية ، حيث قدمت حكومة العدالة و التنمية جميع أنواع الدعم العاجل و اللازم للمواطنين المتضررين من مال و طعام و مساكن مؤقتة ووعدت بتسليم بيوت جديدة بدل المهدمة خلال مدة عام واحد ، كل هذا جعل من المواطنين يشعرون أن هناك دولة قوية تقف خلفهم يمكنهم الاعتماد عليها .
- اختيار ائتلاف المعارضة السداسي ( الطاولة السداسية ) لكمال كلتشدار اوغلو مرشحا للرئاسة بعد جدل و خلاف بين أعضاء الطاولة ، حيث أن قسم كبير من الناخبين المؤيدين للمعارضة لا يحبون كمال كلتشدار اوغلو الذي سبق و خسر الانتخابات مرات عديدة و يعزمون على التصويت لحزبهم في الانتخابات البرلمانية و عدم التصويت لكمال كلتشدار اوغلو في الانتخابات الرئاسية .
- عدم انضمام رئيس حزب البلد المعارض محرم إنجي إلى ائتلاف المعارضة السداسي ، حيث أن المرشح محرم إنجي له شعبية جيدة جدا بين فئة الشباب و هذا سيساهم بتشتيت أصوات المعارضة .
- الإنجازات الكبيرة التي أعلن عنها حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيسه رجب طيب اردوغان في الفترة الاخيرة ، حيث يتم بشكل شبه يومي الإعلان عن افتتاح مشاريع بنى تحتية ( مشافي ، جسور ، قطارات .. الخ ) ، اضافة الى الصناعات الدفاعية و لعل من ابرز تلك الانجازات اعلان اردوغان أن الغاز الذي سبق و تم اكتشافه في البحر الاسود تم البدأ باستخراجه واعلن ان الغاز سيكون مجانا لمدة عام لجميع المنازل في تركيا ( سبق و أن شككت المعارضة في وجود الغاز الطبيعي في البحر الاسود ) .
- بناءا على المعطيات السابقة ، ازدادت شعبية العدالة والتنمية بشكل ملموس في الايام الاخيرة و ممكن أن نقول أن له حظوظ جيدة في انهاء الانتخابات لصالحه من الجولة الاولى .
س : بحسب استطلاع للراي اجرى حديثا فان 20 بالمئة فقط من شريحة الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و25 عاما سيصوتون للرئيس التركي وحزبه في الانتخابات المقبلة كيف سينعكس ذلك على حزب العدالة والتنمية؟
ج: مما لا شك فيه أن الشباب الذين سيصوتون لأول مرة في هذه الانتخابات سيلعبون دورا حاسما جدا في هذه الانتخابات التي تعد نسبة 1 % فيها بغاية الاهمية ، حيث أن عدد هؤلاء الشباب 5 ملايين شاب و هو رقم جدا هام في هذه الانتخابات الحساسة و التي يحتدم الصراع فيها بين الطرفين . ولكني أشكك بشكل كبير في أن نسبة 20 % فقط من الشباب من الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و 25 سيصوتون لأردوغان ، حيث أن الشباب بالاخص الذين هم اقرب لعمر ال 18 عاما يكون لعوائلهم و البيئة التي ينتمون لها أثر كبير في اتخاذ قرارهم ، لذلك أرى أن نسبة كبيرة من أصوات الشباب سوف تعكس أصوات البيئة التي يعيشون فيها .
س: المعارضة التركية تتخذ قراراً بالإجماع حول وضع مراقبين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا لعدم حصول تزوير في صناديق الاقتراع و بحسب المصادر سيصل عدد المراقبين الذين ستضعهم المعارضة على صناديق الاقتراع إلى 500 ألف مراقب؟
ج: بالطبع ، ليس فقط احزاب تحالف المعارضة التركية ، بل حتى الحزب الحاكم و المتحالفين معه سيقومون بنفس الشيء .
بالنسبة لخطوات المعارضة التركية في موضوع مراقبة الانتخابات ، صرحت المعارضة أنها ستقوم بتعيين ما لا يقل عن مراقبين اثنين في كل مركز انتخابي في عموم تركيا و البعثات التركية في الخارج ، سيكون عدد الصناديق الانتخابية داخل و خارج تركيا 195 الف و 705 صندوق .
[email protected]
أضف تعليق