جروح الروح

الكاتب والاديب الدكتور محمد زيناتي

جروح روحي لن يشفيها الزمان
جروح روحي غشاء البكارة
والصراع بين الروح والجسد

جروح الروح مزقتني أشلاء
وذرفت دموعي
على العكّر بأرض الصفاء
والخبت بأرض الوفاء
والقلوب السوداء تقود النقاء
واهل الخبت أصبحوا رمز الودعاء
وخلت دواويننا من الشرفاء
وسيطر على الطيبة الكبرياء
وعلى الحق الرياء
وأصبحنا كلنا باشتياق
لزمان نساه الزمان

تركتني الاقدار بربعنا الخالي
فهبت الرياح ترقص من كل حدب وصوب
ولم تعلم
ان لا القيد يؤلمني
ولا السجن يحوني
ولا النار تكوي عزيمتي
وبدأت أبحت عن دربي
وسط المتاهة
وبوصله ايماني تقودني للخلاص
والكثيرون يسخرون من جروحي
فلم أعرهم اهتماما احفاد القرود.

وما هّنت وما استسلمت
وما انكسرت
وكأني امتثل للفرق
بين ام مصعب وام عمار
إذا كان بدر الماضي اتى بالفرحة
فبدر اليوم ات بالبشرى
فكر الجروح صمت لا يأوله جهول
وفلسفه الجروح نشيد لا يرتل
فهناك
لنا مقام ومقال
احتاروا بفك الغازه المدعين علما
دعوني اتلوا عليكم البعض من اناشيدي
حتى يصلكم صوت نهيدّي
من خرير النبعة المحاطة بالأشواك
أخبروني
ما ضركم إذا انفجرت ينابيع الشوق
ما ضركم إذا رفرف الطائر الكاسر
فوق اغصان شجره النار
هل الانسان ماهية تابته يا صاحب القلب الأسود
من سبق من
وجوده ام ماهيته
وما رأيك بكونه
طاره مقبل وطاره مدبر
حتى استقرت ماهيته
لعّلمكم
هناك فضاء شاسع ما بين حقيقة وخيال
لكن
جرحي تّقيم اخر
خلق اخر
والكنز الأكثر قيمه
وليست جروحي الا مقبره لدروب العدّمية
جروح أبو المنصور الحلاج
يستشفها شاربي الفرات
وتحيا مع الباحتين
عن حقيقة اسراره
وجروح جبران
أخبرنا عنها المصطفى
بكتاب النبي
وجروح نتشه
جعلت من مطرقته رمزا
وجروح ابن تيميه
صّرخت حكم
وما بالكم بجروح فاطمة
عند حرمانها من الميراث
وجروح الخنساء على صقر
أيها السادة
تيقنوا
مع كل اه بداية جديده
مع كل اه صراع بقاء
مع كل اه تلد الأمهات قائد
مع كل اه نبحت عن ملجأ الأمان
بربكم
الا يكفينا اهات ونحن نتلذذ بها
الا يكفينا اهات تمزق نسيجنا
الا يكفينا اهات قد يصلكم المها
أكتفي هنا وأقول
تستطيعون لجم جروحي
واغشى ما اخشاه
إذا أصبحت هذه الجروح وباء
فعليكم وعلينا وعلى الدنيا السلام

اناشدكم
أعطوا الأطباء مصل العلاج
حتى يعالجون المصابين
ولا تعطوهم الإبرة وتخبؤون الخيط
.....
وطلاب العلم
لا تغدوهم من أفكاركم أفكار
وتخبؤون عنهم الكتب
فالأفكار وحدها لا تكفيهم
......
وانتبهوا
إذا وضع المهندسون خرائط البناء
وحرّفتم بها
فالمسؤولية عليكم
متى
وقع البناء على الباني
وعندها
لن يكون عندنا امل بالنجاة

اخوكم الدكتور محمد زيناتي