إن حقيقة تطرقي بانتظام للزيارة التقليدية لمقام نبينا، شعيب، عليه السّلام، وعلى مدى أكثر من عقدين، تزيدني كل سنة في هذه المناسبة عزمًا، إيمانًا وإصرارًا للتطرق وبشوق لهذه المناسبة الغالية على قلوبنا، والمحفورة في القلب والذاكرة، إذ تأخذني بعيدًا عن هذا العالم، فتتسارع كلماتي ويفيض قلمي، فأدخل في أسرار وكنوز التقوى والإيمان ومكنونات المعتقدات ومعالم التوحيد الخارقة والخالدة.
أعترف، رغم قدرتي على التعبير، أنّ كلماتي تبقى هزيلة كسنبلة القمح المثقلة بوصف ثقتنا وإيماننا والأجواء الرائعة والشعور بالتعالي والاعتزاز، ابتداء من الوصول إلى مشارف المقام الشريف، حيث التلال والجبال المحيطة المكسوة بمزيج الألوان الخلابة، ولا أبالغ إن قلت بالكاد تستطيع التقاط أنفاسك وتبعث الراحة والطمأنينة في النفوس وأنت في رحاب المقام؛ لما حظي النبي شعيب، عليه السلام، من تقدير ومنزلة رفيعة، فهو خطيب الأنبياء لحسن مراجعة قومه، وبراعته في إقامة الحجة عليهم ودحض حججهم، ولفصاحته وحكمته وعلو منزلته وبلاغته في دعوة قومه إلى الإيمان برسالته.
كما في كل عام، نتطرق لزيارة المقام ونسطر تقارير تقليدية تعيد نفسها عن الزيارة، أهدافها وصف الأجواء والحشد الكبير والمميز من الضيوف من كافة انتماءات وطبقات المجتمع وممثلين عن المؤسسات والدوائر الحكومية، نستمع إلى الخطابات والشعارات الرنانة وعن ما يسمى بحلف الدم من طرف واحد. نعايد بعضنا ونتكلم فقط عن واجباتنا، نتصافح نتعانق ونقبل الأيادي، وتبقى الوعود والعهود حبرًا على ورق، تنتظر وتنتظر !
نتناول أعذب المرطبات والحلويات، ننسى بل ونتناسى همومنا، سلب حقوقنا العادلة والمشروعة ومشاكلنا وتردي أوضاعنا التي لا تحصى ولا تعد في معظم مرافق ومجالات وميادين الحياة على اختلافها.
كجزء لا يتجزأ من هذه الطائفة العريقة التي أعتز وأفتخر بانتمائي لها، أقول بهذه المناسبة لأبناء عشيرتي المعروفية: لقد دق ناقوس الخطر ونحن نلعب في الوقت بدل الضائع، أوضاعنا مأساوية، تجاوزت كل الخطوط والحدود، نتجاهل ونصمت صمت أهل الكهف، لا نحرك ساكنا لنرضي أسيادنا.
وعليه أدعو إلى وحدة الصف والعمل معا كل من موقعه، أفرادًا، قيادة دينية سياسية تربوية ثقافية بكل الوسائل المتاحة لوقفة احتجاج واسعة ومطالبة الحكومة ومؤسساتها الاستجابة لمطالبنا وحقوقنا وعدم الاكتفاء بتوجيه النداء ومتابعة النضال الجماعي حتى خروج الدخان الأبيض.
هذا الشهر شهر الأعياد لمختلف الطوائف؛ الفصح لدى اليهود، الفصح لدى الطائفة المسيحية، ورمضان وعيد الفطر لدى الطائفة الإسلامية، والنبي شعيب لأبناء الطائفة المعروفية. نسأله تعالى أن ينعم على جميع العباد بغد جديد يحدوه الأمل والآمال وأن نغلق دوامة مشاهد ومظاهر العنف والتعصب.
وكل عام ومحاربو الظلم ومحبو الحرية والعدالة والإنسانية بكل أمان واستقرار.
لا بد لنا أن نذكر ونتذكر، أن هناك من يقف وراء هذه المناظر الخلابة واللمسات الساحرة التي تنبض بالحياة والتجدد.
ألف ألف همسة شكر وعرفان لشركة المقاولات إخوان أبو عبيد م . ض، بإدارة فؤاد أبو عبيد الذي يعمل بكل تفانٍ وإخلاص وعلى مدار الساعة لخدمة الطائفة..
[email protected]
أضف تعليق