أجريت هذا الأسبوع في المركز الطبي تسافون "بوريا" عملية نادرة لم تجر حتى الآن سوى لمرات قليلة في البلاد. ويدور الحديث عن عملية لاستئصال ما يسمى (الديسك) او الانزلاق الغضروفي عن طريق بيت الصدر (من الامام وليس من الخلف) من خلال طريقة جراحة سطحية وغير عميقة. هذه العملية لم تُجر في البلاد سوى مرة واحدة او مرتين في السنة بسبب ظاهرة مرضية تحدث عند اقل من 1% من مجمل حالات المصابين بالانزلاق الغضروفي (الديسك).
وكانت السيدة اولغا مايزل وهي في سنوات الخمسين من عمرها وام لولدين وجدة لحفيد، كانت تتمتع بنشاط رياضي حتى قبل عام واحد تقريبا. حيث مارست رياضة الركض، السباحة والتنزه واليوجا. قبل نحو عام واحد تقريبا بدأت تفقد الشعور بإحدى قدميها فيما شعرت في القدم الثانية بوخزات. لكنها لم تول الامر أهمية واستمرت في التصرف كالمعتاد حتى بدأت المشكلة تتأزم، حيث بدأت تسقط ارضا ولم تقدر على المشي بحريّة.
بعد فترة وجيزة من حدوث هذه المشكلة وصلت مايزل الى د. نتاليا تشيسنك وهي طبيبة أعصاب في المركز الطبي تسافون "بوريا". حيث وجهتها الطبيبة للخضوع الى فحص MRI لمنطقة مركز الظهر. وقالت المريضة انه في اليوم التالي اتصلت بها د. نتاليا واخبرتها ان وضعها الصحي يستوجب عملية عاجلة من قبل طبيب اخصائي العمود الفقري الا وهو د. ليؤور ماروم من المركز الطبي تسافون "بوريا"
وقال د. ماروم عن حالة مايزل:" شخصّنا من خلال فحص الـ MRI وجود (ديسك) انزلاق غضروفي ضخم ومتكلس يضغط على العمود الفقري، هذه الظاهرة التي تُدعى خلل في العمود الفقري يؤدي الى ضرر في الاعصاب وتسبب بأوجاع وفقدان الشعور بالقدمين، واضطرابات حركية أخرى".
بدورها عبرت مايزل عن تخوفها لكنها ايقنت انه لا مفر من اجراء العملية وقالت:" اريد ان اعود الى السير، هذا جزء من حياتي. سنة كاملة بحثت عن المساعدة. عندما علمت ان هناك عملية من شانها ان تساعدني، اردت اجرائها بسرعة قدر الإمكان".
يذكر ان طبيبان اخصائيان من المركز الطبي تعاونا معا من أجل اجراء هذه العملية المعقدة وهما د. ليؤور ماروم مدير خدمات عمليات العمود الفقري ود. أوري فيزل مدير وحدة جراحة الصدر.
هذا وقد استغرقت العملية الجراحية ما يقارب 4 ساعات ونصف، وطوال العملية تمت مراقبة الفيزيولوجيا الكهربائية للتأكد من عدم حدوث تدهور أو تلف في الأعصاب. ومن أجل تحديد المكان الدقيق، تم استخدام طريقة فريدة لتعداد الأضلاع وتمييزها من خلال منظار تنظير الصدر بعد التقليص من حجم إحدى الرئتين.
وتحدث د. ماروم عن هذه العملية النادرة وقال:"اخترنا الطريقة الموصى بها في المرجعيات الطبية في مثل هذه الحالة من الانزلاق الغضروفي المتكلس، للدخول من خلال الصدر. كشفنا العمود الفقري، وأزلنا الانزلاق الغضروفي (الديسك)، وقمنا بتثبيت المنطقة ووضعنا إطار معدني في منطقة الانزلاق الغضروفي الذي تمت إزالته. أنا سعيد بالتعاون بين الوحدات المختلفة في المركز الطبي في هذه العملية المعقدة، ان أداء هذه الجراحة المعقدة أكبر دليل على القدرة العالية للمركز الطبي تسافون "بوريا" في مختلف الأقسام ".
بدوره قال د. أوري فيزل مدير قسم جراحة الصدر في المركز الطبي: "تستخدم هذه الجراحة أسلوبًا طفيف التوغل. إن الدخول من الصدر من خلال شق صغير وبدون استئصال أحد الأضلاع يقلل من الألم أثناء التعافي والعوارض المصاحبة لذلك".
اما المتعالجة المتعافية أولغا مايزل فقالت إنها تشعر بتحسن كل يوم، فهي جالسة بالفعل ويمكنها السير بمساعدة وهي تتطلع إلى الخضوع للعلاج الطبيعي الذي سيسمح لها بالعودة إلى نشاطها البدني المعتاد: "التنزه والسفر للخارج وممارسة الركض في الصباح والسباحة وممارسة اليوغا. وشكرت الأطباء الذين اكتشفوا المشكلة وعالجوها، وأعادوها للوقوف على قدميها مرة اخرى ".
[email protected]
أضف تعليق