يصادف اليوم الخميس 30.3، الذكرى الـ47 ليوم الأرض، وتتزامن الذكرى، مع فترة تفوق فترة يوم الأرض سوءً على الشعب الفلسطيني، فمن الانقسام الفلسطيني المستمر، إلى تغوّل اليمين الاسرائيلي بقيادة نتنياهو وحكومته الفاشية الجديدة، وحتى انقسام في الداخل بين الاحزاب إلى الضعف والهوان العربي الذي يتزامن مع انقسام شديد مليئ بالكراهية والطائفية منذ ما يسمى الربيع العربي حتى اليوم .
وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية تمنع ادخال ذكرى يوم الارض في كتب التاريخ او المدنيات، كذلك ذكرى النكبة والعديد من الأحداث الهامة في تاريخ شعبنا، وذلك بهدف تغييب الوعي عن الجيل الجديد، ورغم محاولات لجنة متابعة التعليم، والاحزاب العربية والجمعيات وغيرها، لتمرير هذه المعلومات للأجيال الشابة، إلّا أن هنالك شريحة كبيرة، لا تعرف ما هو "يوم الأرض"، ولا مجزرة كفر قاسم، ولا حتى النكبة. ولهذا، نعتبر انه من واجبنا كوسيلة اعلام، أن نعمل على ايضال الحقيقة والقصة التاريخية لجميع فئات شعبنا والعالم، وبشكل خاص الأطفال والشباب.
فما هي قصة #يوم_الأرض ؟؟
يوم يخلد فيه الفلسطينيون ومعهم العالم -في 30 مارس/آذار من كل عام- ذكرى مصادرة السلطات الاسرائيلية الآلاف الدونمات في الجليل والمثلث والنقب، ما تسبب في اندلاع مظاهرات حاشدة، سقط فيها شهداء وجرحى.
تهويد الجليل
ترجع قصة يوم الأرض إلى عام 1976 عندما أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة نحو 21 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) لتنفيذ مشروع أطلقت عليه "تطوير الجليل" وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع أهل الداخل الفلسطيني للانتفاضة ضد المشروع.
مس القرار بشكل مباشر أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، أضيفت إلى أراض أخرى صودرت من قبل بغرض بناء مستوطنات جديدة.
وللرد على القرار تداعت لجنة الدفاع عن الأرض وعلى رأسها عدد من القياديين أبرزهم القائد توفيق زياد، بتاريخ 1 فبراير/شباط 1976 لعقد اجتماع عاجل في الناصرة، نتج عنه إعلان إضراب عام شامل في 30 مارس/آذار من السنة نفسها احتجاجا على ما جرى.
وبادرت قوات الاحتلال إلى الرد بدموية على الاحتجاجات وأطلقت النار بشكل عشوائي على محتجين فلسطينيين صبيحة يوم الإضراب، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء من الداخل الفلسطيني، وسقوط عشرات الجرحى.
شهداء يوم الأرض الأول الذين إرتقوا في الثلاثين من آذار عام 1976 على يد الجيش الإسرائيلي وهم:
الشهيد خير ياسين ( عرابة )
الشهيد محسن طه ( كفر كنا )
الشهيدة خديجة شواهنة ( سخنين )
الشهيد رجا ابو ريا ( سخنين )
الشهيد خضر خلايلة ( سخنين )
الشهيد رافت زهيري ( نور شمس )
وتؤكد مصادر فلسطينية أن الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948.
ومنذ ذلك اليوم (30 مارس/آذار 1976)، ما فتئ الفلسطينيون في الداخل والضفة وغزة والشتات، والعرب ومعهم المتعاطفون بالدول الأجنبية يحتفلون بذكرى يوم الأرض، لتجديد تشبثهم بأرضهم المحتلة، وبحق العودة.
إليكم قصيدة الشاعر توفيق زياد:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج , كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحرا
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار , كالخمير في العجين
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل
وبالدم الزكي لا نبخل .. لا نبخل .. لا نبخل
هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا أصول
أفضل أن يراجع المضطهد الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
لكل فعل رد فعل:- ... إقرأوا
ما جاء في الكتاب
برنامج احياء الذكرى، بيان المتابعة:
في اجتماع خاص، دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية المشاركة الواسعة في المسيرة المركزية في سخنين يوم الخميس الثلاثين من آذار، حيث تنطلق المسيرة الساعة الثالثة من شارع الشهداء لتجوب شوارع البلدة في سخنين وتصل للنصب التذكاري ليوم الارض الخالد وتنتهي بكلمات قصيرة حول المناسبة والاوضاع التي تمر بها جماهيرنا .
هذا وناشد الجميع ان تقوم مؤسساتنا وحركاتنا بنشاطات لتعزيز الذاكرة والرواية الجماعية ليوم الارض الذي استشهد فيه ستة شهداء واعتقل وجرح المئات، لنعيش بكرامة وعزة وطنية.
يشار إلى أنه وفي صبيحة يوم الارض الخالد ستقوم بلدية سخنين واللجنة الشعبية بالنشاطات التالية: الساعة التاسعة والنصف الانطلاق من بلدية سخنين لزيارة اهالي الشهداء ووضع اكاليل الزهور على اضرحة الشهداء.الساعة الحادية عشرة والربع استقبال الوفود من عرابة ودير حنا ومن قرانا ومدننا لوضع الاكاليل على النصب التذكاري ليوم الارض ومن ثم التوجه لعرابة لوضع الاكاليل على ضريح الشهيد خير ياسين.
دعوات للمشاركة الواسعة بفعاليات يوم الأرض في الضفة وغزة .. أيام غضب
وفي الضفة الغربية وغزة، دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية لتفعيل المشاركة الواسعة في فعاليات يوم الأرض، وخاصة في الأراضي المحاطة بالمستوطنات الاستعمارية والحواجز العسكرية، في إطار المقاومة الشعبية المستمرة في كل الأراضي الفلسطينية.
وأكدت في بيان لها عقب اجتماعها الأسبوعي، على اعتبار يومي الخميس والجمعة يومي غضب شعبي، تعبيرا عن رفض الاحتلال والمستوطنين والدفاع عن الأرض، وللمشاركة الواسعة فيهما.
وأوضحت أن مواصلة اسرائيل لتصعيد عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني لن تكسر إرادة الصمود والتمسك بالحقوق والثوابت، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
الإعتداء على الأقصى، جريمة
وشددت القوى على أن الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وعلى المصلين والمعتكفين والمرابطين فيه، من أجل إفساح المجال لدخول المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، يندرج في إطار الجرائم التي تستهدف الأماكن المقدسة، الاسلامية والمسيحية، وفي اطار محاولة جر المنطقة إلى حرب دينية وزعزعة الأوضاع فيها، مبينة أن الدفاع عن الأقصى واجب على الأمة كلها.
كما دعت القوى لتوسيع رقعة مقاطعة بضائع الاحتلال، خاصة في هذا الشهر المبارك، ورفض تسويقها في الأسواق الفلسطينية وفرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال على كل المستويات.
[email protected]
أضف تعليق