الكاتب والاديب الدكتور محمد زيناتي
بعدك قاعد.. يلا قوم تنسير
لوين سألت؟
جاي سيدنا الوالي والوزير والسيد السفير
والدعوة عامه للأهالي
سهر وسمر وأحلى الليالي ...
بلاش قلت لهم ...
أصروا ...
فقلت أعذر من أنذر
وذهبت..
وبدأ القاء الكلمات بالأمه
وصفيق الثعالب لا يعلوا عليه صوت
ووجوه النذالة الباسمة تملأ المكان
وفّسادين البلاط يملؤون المكان
لينقلّون اخبار الاخوان
حتى تفّرك لهم الاذان
بعد انتهاء المهرجان
ويسألوا خاطرهم
وبعد سرد انجازاتهم وسهرهم الليالي من اجل الرعية
سمحوا ان كان لأحدهم سؤال او انتقاد
فكلهم صمتوا وعينهم على الطناجر
وهنا
ارتعب أصدقائي عندما رفعت يدي
وكيف لا
وهم يعرفوني
فصاح الوزير طبعا ومن يكون غيرك
وامتعض السفير والجمع النفير
وأحرج الوالي وقال تكلم بما عندك
قبل ان ابدأ يا سيدي
اعلم أني لا اهابك ولا اهاب أحد
ومهما حكمتم علّي لن يعّنيني
لكنها فرصتي لإسماع صوتي
هيكلتكم يا ساده بخاخه سموم
وأعتدتم اننا فئران خلقنا لإطعامكم
خسأتم ...
سأقف على الهاون ولن أكبر لكم
حتى لو مزقتموني أشلاء
ونترتم رمادي ببحر الفرات
سأبقى نبراسا لجيل قادم
هدأ من روعك قال الوزير صاحب التوب الأزرق
فصرخت به انت أصمت
هل اذكرك بالمكتوب المبعوث اليك
مررت بأزقه تحكمونها أيها الحنش بأنواعه
فسمعت الكثير من عواء كلابكم
وكيس العظم بيدي ملأن...
وبدأت الحرب بيني وبينكم ايتها الافاعي
لاستدراج الكلاب وتوليفها علهم يتحررون
اسألهم قال السفير...
أسألهم؟ !!
انت على حق
كتيرون هم الكلاب المرتاحون عند حجوركم
يكفيني ان أنقّذ جروا واحدا
وهل كل الازقه متشابهة سأل المستشار!!!
فضحكت
أي فرق بين افعى الأجراس
وأفعى فلسطين، وافعى الجولان، وتلك التي برأسين
والكوبرا، والافعى الصفراء، والأفعى السوداء
كلهم افاعي سيدي المستشار.
فصاح قائد الجند التزم حدودك
واطلب السماح قبل ان اخرجك من هنا
فكان جوابي
انت أيها الافعى المختبئة تحت الماء
الرمح بيد الرّماح ارجوك انزل ميداني
فعم الضجيج وتدخل الوالي
وقال أكمل
سأكمل يا سيدي تكرّم
فانا لا اشتري من من يبيع العسل المسموم
انا طبيب للداء ولا اتصنع الرياء
وبحكمه وعلّم عندي دواء
أكمل أكمل قال الوالي
بالله عليك
أخرج يا سيدي وتائق الأرشيف
وابحت بالدعاوي المرفوعة اليك
وحاسب من ضلل قرار سيادتك
هل هو يدك اليمين
ام المرتشي من المنتفعين في بلاطك
حتى أرسلوا الي أناس لأتنازل عما كتبت
لم أكن غبيا
ولكن ذكائي أنبني عندما عرفت الحقائق
أي حقائق صاحوا...
تسألون عن الحقائق!!!
ان لم يكن عندك علم يا سيدي الوالي
أصبح اتباعك يسنون لهم دساتير
ولم يعد الاستيبان منهجهم
والأمر والنهي أصبح طوعا لقراراتهم
وسيسوا ما لا يستحق التسيّس
ومن سيقف بوجه الامراء السخفاء
ظنوا ...
حتى اتيت انا
وهنا
انتفض احد الوجهاء ممتعضا
يا مبدعا معتديا على الاولياء
وانا
رمقته بنظره استهزاء
اتعلم حقيقة الاستيبان؟!!
اياك ان تقرب من فكري وكياني صرخت
فأنا الأكثر فيكم قرأت وتعمقت
وللمحاججه أتى الوقت
فرفع يده الوالي وقال
هل هنا من يواجه
وعمّ الصمت
أكمل أكمل قال
انتبه يا سيدي الوالي
هؤلاء عينهم على الكرسي من بعدك
وكل منهم عنده جماعه تحلف باسمه
فعليك ان تعالج الشلل الذي أصاب الرعية
واما سيبقون على حياكة المؤامرات الليلة الخفية
اياك يا سيدي الوالي
ارضاع هؤلاء محبه
حررنا منهم
وخذ بزمام الأمور
حتى يبقى لبلاطكم هيبه
ومرجعيه للمظلوم
ولا تجعلهم الحاكم والجلاد
تحت شعارك أفسدوا البلاد
حتى يأتي يوم وتلام بشرور أعمالهم
فالتاريخ يحاسب السيد وينسى الجنود
فابتسم الوالي وقال
من انت
انا
انا الذي سأدوس الاشواك بقدمي
وامحى حوافرهم عن رمال الشواطي
لتزهر الوردة الحمراء عند شاطئ
الأنبياء
وبالنهاية يا سيدي
الافعى التي تفشل في التخلي عن جلدها القديم ستموت
وكذلك العقول التي تمنّع من تغير آرائها
فهي لن تكون عقولا بعد الان
قال نيتشه
[email protected]
أضف تعليق