تقوم المادة غير المخدرة CBD، الموجودة في الكتلة الحيوية للقنب، بقمع نوبات الصرع عن طريق منع عمل جزيء LPI المسؤول عن إطلاق إشارات مثيرة في النهايات العصبية.
فقد استوضح علماء الأحياء الجزيئية الأمريكيون والبريطانيون أن المادة غير المخدرة CBD، الموجودة في الكتلة الحيوية للقنب، تثبط نوبات الصرع عن طريق منع عمل جزيء LPI، المسؤول عن إطلاق إشارات مثيرة في النهايات العصبية. أعلنت ذلك الاثنين 13 فبراير الخدمة الصحفية لكلية الطب بجامعة نيويورك.
ونقلت الخدمة الصحفية عن ريتشارد كيان، الأستاذ بجامعة نيويورك قوله "إن نتائج تجاربنا عمّقت فهم علماء الفسيولوجيا العصبية لكيفية ظهور نوبات الصرع، وبالإضافة إلى ذلك، لم نتمكن من الكشف عن آلية تأثير CBD على المشابك العصبية، فحسب بل وفهمنا كيفية الحفاظ على التوازن بين سلاسل الخلايا المختلفة". وأضاف إن الإخلال بهذا التوازن لا يعتبر صفة مميزة للصرع، فحسب بل ولأمراض أخرى، بما في ذلك التوحد والفصام.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 50 مليون شخص على وجه الأرض يعانون من أشكال مختلفة من الصرع. وفي حوالي 70٪ من الحالات، يتمكن الأطباء من قمع المرض بالأدوية، ولكن في بعض الأحيان لا يمكن علاج الصرع، ما يجبرهم على اتخاذ تدابير أكثر صرامة، بما في ذلك زرع أقطاب كهربائية أو إتلاف الجزء من الدماغ حيث توجد بؤرة الصرع.
كان الأطباء يناقشون بنشاط في الأعوام الأخيرة الماضية إمكانية استخدام مستخلصات القنب لعلاج أشكال الصرع الحادة التي لا تتأثر بعمل الأدوية الموجودة. وأظهرت التجارب على الحيوانات والمتطوعين أن المادة غير المخدرة CBD، الموجودة في الكتلة الحيوية للقنب، قادرة على قمع نشاط الصرع، لكن آليات عملها لم تكن معروفة للعلماء حتى الآن.
وحصل البروفيسور تشيان وزملاؤه في البداية على مثل هذه المعلومات في إطار سلسلة من التجارب على الفئران والجرذان، والتي تسبب فيها العلماء بشكل مصطنع في نوبات صرع وحاولوا قمعها باستخدام مستخلص القنب. وخلال هذه التجارب، تتبع الباحثون التغيرات في عمل الخلايا العصبية في الحُصين، بصفته مركزا في الذاكرة دماغ الثدييات، يلعب دورا مهما في تطور النوبات.
واستوضح العلماء أن جزيئات CBD أثرت على نقاط الاشتباك العصبي، وهي النهايات العصبية لأنواع معيّنة من الخلايا العصبية، مما تسبب في إنتاج إشارات أقل إثارة بشكل ملحوظ. وأظهرت التجارب اللاحقة أن سبب ذلك يكمن في أن مستخلص القنب اتصل بجزيء LPI، والذي يُفترض أنه مسؤول عن إطلاق إشارات مثيرة داخل المشابك.
وتأكد الباحثون من صحة تلك الفرضية عن طريق إجراء سلسلة جديدة من التجارب التي قاموا فيها بحقن كميات كبيرة من جزيء LPI في المشابك وأوقفوا أيضا المستقبل العصبي GPR55، الذي يتعرف على هذا الجزيء. وأظهرت التجارب أن وجود فائض من جزيء LPI يعزّز إثارة النوبات، في حين أن إيقاف تشغيل مستقبلات GPR55 أو قمع جزيء LPI باستخدام مستخلص القنب يحمي دماغ القوارض من الصرع.
[email protected]
أضف تعليق