تعيين إيتمار بن غفير، الذي أدين في الانخراط في منظمة إرهابية، وزيراً للأمن القومي لدولة إسرائيل، وإعطاءه صلاحيات أكبر من صلاحيات القائد العام للشرطة, وتعيين بتسلئيل سموتريتش, المشتبه بتخطيط عملية تخريبية جماعية، كوزير في وزارة الدفاع ومسؤول عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية؛ تعيين ياريف ليفين وزيراً للعدل، الذي يسعى لتحويل إسرائيل إلى بولندا؛ وتعيين شلومو قرعي وزيراً للاتصالات, الذي يسعى إلى إلغاء هيئة البث العامّ - كل شخص من المذكورين اعلاه بالتحديد، وجميعهم معًا خاصةً، سيحوّل دولة إسرائيل إلى دولة أقرب إلى روسيا وبعيدة جدًا عن الدول الديمقراطية الغربية.
سوف تتزايد المظاهرات التي قد بدأت, أسبوعًا بعد أسبوع، وفي نفس الوقت سيبدأ يهود العالم يدركون أن النضال من أجل إسرائيل هو أيضًا نضالهم من أجل الدولة اليهودية الديمقراطية، والتي تتحوّل أمام أعينهم إلى دولة ثيوقراطية ومُظلمة وعنصرية..
حكومة مظلمة وعنصرية تضمّ وزراء يريدون فصل النساء اليهوديات من النساء العربيات في المستشفيات، وأعضاء كِنِيسِت يريدون فرض عقوبة الإعدام على الإرهابيين الفلسطينيين، وفي المقابل، فرض أحكام بالسجن على جرائم مماثلة يرتكبونها إرهابيون يهود، وزير يبجّل القاتل الجماعي طول حياته البالغة، والقائمة طويلة وصادمة.
لن يتمكّن يهود العالم من محاربة معاداة السامية وجرائم الكراهية ضد اليهود طالما يكون الوزراء الرئيسيون في الحكومة الإسرائيلية هم أنفسهم إرهابيين و/أو مدافعين قانونيين وعامّين عن الإرهابيين اليهود..
لن يستطيع يهود العالم أن يبقوا مكتوفي الأيدي عندما يُداس النظام القانوني لدولة إسرائيل، الذي تشيد به جميع الجهات، من قبل المجرمين الذين يسعون إلى تصفية الحسابات مع الأنظمة القانونية والقضائية لدولة إسرائيل.
كما ستنضمّ إلى الاحتجاج دول العالم التي تتعاطف مع إسرائيل باعتبارها يهودية وديمقراطية. عندما يقف المزيد من قضاة المحكمة العليا السابقين ويصرخون باللغتين العبرية والإنجليزية وينشرون مقالات في الصحافة الدولية حول تحوُّل إسرائيل إلى دولة على غرار بولندا والمجر, حِينَئِذٍ سيتمّ استدعاء سفراء إسرائيل لتقديم التفسيرات.
لن يكون من السهل على دول العالم الغربي أن توافق على أن إسرائيل الديمقراطية ستُصبح حليفة لدول تحكم بأنظمة غير ديمقراطية. سوف يفكّر الأشخاص من قطاع التقنية العالية والصناعة والمستثمرون بعناية إذا إسرائيل حقيقةً، وهي غير ديمقراطية ولديها نظام قانوني ضعيف, تشكّل المكان المناسب لاستثمار طاقاتهم وأفكارهم وأموالهم.
ستؤدّي سياسة بن غفير وسموتريتش العنصرية والمسيحية (الايديولوجية الدينية التي تقودهم إلى تعجيل ظهور المسيح اليهودي في آخر الزمان)، التي تهدف فعليًا إلى ضمّ منطقة ج وطرد الفلسطينيين، إلى انتفاضة وربّما حتى الى قطع العلاقات الجيّدة بين إسرائيل والأردن ومصر والإمارات.
إنّ اتفاقيات السلام المهمة التي وقّعها مناحيم بيغن، إتسحاق رابين وبنيامين نتنياهو, سوف تنهار. زيارات بن غبير الاستفزازية للحرم القدسي الشريف، التي تتعارض مع أحكام الحاخامية الكبرى في إسرائيل (الربانوت) التي تحرّم زيارة الحرم شرعيًا، ستؤدي إلى صراع مع 1.6 مليار مسلم، من المفترض أن تكون من بينهم أيضًا دولًا صغيرة و"غير مهمة" مثل إندونيسيا.
في واقع عام 2023، لا يوجد شيء مثل "شعب يسكن بمفرده ولا يهتمّ بالأمميين" (آية توراتة عن بني إسرائيل).
إنّ من سمح للوزراء العنصريين والمتطرفين والكارهين المهووسين للقضاء والإذاعة العامة بقيادة دولة إسرائيل في شتاء عام 2023، يتحمّل المسؤولية الكاملة عن الثمن الباهظ الذي ستدفعه دولة إسرائيل وسيدفعونه جميع سكان المنطقة بين الأردن والبحر في المستقبل. وأتمنى أن أخطئ في تقييمي للحالة المستقبلية.
لذلك فإننا نناشد من هنا كل من يعتبر دولة إسرائيل عزيزة عليه ويؤمن بوثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل: لم يفت الأوان بعد لوقف جنون العنصريين المسيحيين، مؤلفي "تورات هاميليخ" (توراة الملك) "باروخ هاغيفير" (مبارك الرجل - عنوان الكتاب ينتسب إلى الإرهابي اليهودي باروخ غولشتين), منظمات لهافا (منظمة شعارها منع الاختلاط بين اليهود والعرب في إسرائيل) ولا فاميليا وإلى آخره.
إنّ دولة إسرائيل هي معجزة حقيقية أُسّست بالدم والعرق والدموع, فلا تتركوا الهيكل الثالث يخرب.
الدكتور غادي غفارياهو هو رئيس منظمة تاغ مئير التي تكافح جرائم الكراهية
ד"ר גדי גבריהו הוא יו"ר ארגון "תג מאיר", הנאבק בפשעי שנאה.
المترجم: نتان ئيل خوري המתרגם: נתנאל חורי
[email protected]
أضف تعليق