الكاتب والاديب محمد زيناتي
كم تشبهين الكلمة ايتها الأرض
كم تشبهين الصدّق ايتها الأرض
كم تشبهين الوّفاء ايتها الأرض
كم تشبهين العّطاء ايتها الأرض
كم تشبهين الالتزّام ايتها الأرض
كم تشبهين الكرّم ايتها الأرض
كم تشبهين الشجاعة ايتها الأرض
وكم تشبهين الأم الحنون ايتها الأرض
التي تعطي اكتر مما تأخذ
وتتمتع بالخصال الحميدة
مررت بك ايتها الأرض بعد فراق
فوجدتك حزينة شمطاء
وكل الأراضي يسكنها جفاف السكوت
وتحن للقوت وكأنها تموت
وجيراني بالأرض
على خط الطول والعرض
أعلنوا النعو واتوا بالتابوت
أما انا
بعجله من امري
ذهبت الى مخبأي وأتيت بالسكة
وبدأت بهمه سواعدي
النكاش الأول
فأتاني المستهزئون
أتفلح بأرض بور
فسّكت
كيف ستسقيها وجفت منابعها
سألوا
وكيف ستزرعها واحتكروا حبات الزرع
وكيف سترعاها وعليها امر حّجر
فهززت رأسي وضحكت بسري
وقلت لذاتي سأهزمكم
واستمروا بالحديث
حتى اجبروني على شتّمهم
المشكلة ليست بالأرض
المشكلة أنتم يا تاركي العرض
وتدعون انكم أصحاب فرّض
ولا أجد منكم مثابرا ولو فرّد
يكسر الاحتكار ويدخل الأرض
التي هي لكم بالأساس...
أي بشر أنتم وأي ناس!
اليوم ارضكم وغدا بيتكم.
ومع أول قلبه للسكة
بدأت اسمع عويل الأرض وألمها
فسألتها
لماذا تبكين
وبدأت الكلام
بساحه الوغى تركوني مكتوفة الأيدي
وأردوا ان أكون ذليله
مستسلمة للأشواك
وجردوني من حلّتي الزهرية
وجعلوا ترابي الخصيب
تراب مذمة وفتور
حتى رفضني الميت
لأكون جامعه قبور
وسمعّتهم
لا ندفن موتانا بأرض بور.
وهنا انهمرت عن جبيني
قطرات ممتلئة بحب الأرض
ولاطفت ترابها
حتى انتشت وغطّت الشقوق
وقالت
اقلب التراب الفطير
ودّع السكة تسير
واقتلع كل حجر عّسير
فمن نخوتك دبت الحياة
وسأعطيك الخير الوفير
وبدأ يتوافد على المكان
أناس بمئة لسان
سيغضب منك فلان وفلان
ومن انت يا صاحب الفدّان
لتتجرأ وتطلق العنان
هل انت مدعوم من أهل الديوان!!
فصرخت ....
ارضي ارض عنفوان
ارض الزيتون والسنديان
ملّك من رب العالمين
لم احصل عليها بالهوان
ولم استولي على سهولها دون كوشان
فغضبوا وقالوا ما على الرسول الا البلاغ
وما ان رحل
حتى اتاني من أغضبني
روحاني واي روحاني
وببدأ كلامه هجاني
من انت لتكون الباني
وتقيم الجدار وتعلّن العمار
وتكّسر القرار
فأجبت عفوا ... قرار
أي قرار
فبعنجهية أجاب
قرار الكبار أهل الدّبار
وسألته باستنفار
من قرر لهم القرار
يا حمار؟
اهل السياسة ام المختار!!!
ام عبأ جيوبهم الدولار..
ارحل
ارحل من هنا
من داري
فالقرار قراري
والبذار بذاري
وإذا تمكنتم من جاري
فانا المريد الذي لا يجاري
وخاطبتهم
فسادّكم بإرادتكم
واستقامتي بإرادتي
عندي الاختيار
وأنتم لا تملكون
لأنكم جبناء متأصلون
خراف تربّى للعيد
وللذبح تساقون.
اسمعوا يا اهل النفاق
الان سأعلمكم حقيقتكم
وأفندكم يا اشواك زمانكم
ويا مسخره عصركم
زرعوا لنأكل
وقلعتم كي لا نأكل
هجّرتم أشجار البابور
ولم تتركوا مأوى للطيور
ووضعتم على البوابات سلاسل الحديد
وحلقتم شعر شمشوم
وظننتم لن يعود
لكنه عاد
وأرتكى على اعمدتكم
وصرخ فيكم
اتيت لأكسر قيود من قيدّوكم
وأكسر السياط التي بها جلّدوكم ...
أغبياء
بلقمه العيش اهانوكم
ولأعمال السخرية اقتادوكم
ولن يأتي يوم ليفتقدوكم
لكنه ات اليوم الذي به يسلمونكم
وكل الذنب يحملونكم
يا أصحاب الشواغر المتباهين
بتنك الماء المحمل عليكم
وكأن الأرض
سمعت الحوار الجاري
وعاد عنفوانها
بالبذار بذاري.
ودبت فيها روح الاخضرار
مع طله شمس النهار
ورفعت علمها بالون الأخضر
وأحمرت فرحا اكواز السماق
ورقصت قطوف العنب الأصفر
تحت السقف الأزرق
وغيم ابيض
يبتسم بزخات الخير
يمر ويسقي
وأقفلت الباب امام المستكشفين
وتركتهم للماء ناظرين
وأبقتهم عطاش
وطردت من محيطها
البوم والخفاش
وحاكت للعقاب عشا"
فهو حاميها
من حراميها
وبجناحه يغطيها.
الدكتور محمد زيناتي
[email protected]
أضف تعليق