بقلم غادة عايش خضر
الانتظار وما اقساها من كلمة ، مبعثرة حروفها من جمر لملمته الأيام ، بين طياتها يُولد عذاب والف عذاب مع كل ليلة وضحاها ، الإنتظار أن تنتظر حدث معين يُغَيُر مجرى حياتك للأبد ، تحتار بين أطرافها السيرة والمسيرة ، ، تنتظر عام عامان ثلاثة ، عقدٌ عقدين ثلاثة ، تشعر وكأنك سُلِبت ارادتك ووعيُكَ و مشاعرك وزمنك ، غير قادر على التغيير أو التعبير عما يجول بداخلك ،و لا تملك الا شيئاً واحداً الا وهو الإنتظار يرافقه جسم صاااامت وعيون حالمة ......
ففي فلسطين المحتلة يواجه الشعب الفلسطيني الأعزل اكبر ظلم وجرم تاريخي وجغرافي وديني عبر التاريخ ، أبنائها إما شهداء و إما جرحى أو معتقلون داخل زنازين الإحتلال الصهيوني ، تُصدر محاكم الاحتلال بحقهم أحكام جائرة فمنهم من يقضى سنوات واخر يقضى عقود ، وهم كثر ، ومن بينهم الأسير المحرركريم يونس عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ، والذى اعتقل منذ عام ١٩٨٣م ، وخرج امس بعد قضاء نحو أربعون عاماً في الأسر ، عام تلو الأخر متنقلاً بين سجون و معتقلات الفاشية الاسرائيلية .
كلمات قليلة ذات معانى جليلة عبر من خلالها الأسير المحرر كريم يونس عن مدى سعادته عن امنياته وأخرى عن توصياته منادياً بالوحدة الفلسطينية والتى مازلنا نطالب بها منذ زمن !!!!!!
كريم يونس يُقَدِر ويُدرك معنى وأهمية الوحدة ، فهى من أولى الكلمات التى صرح بها فور خروجه من الأسر فقد صرح بأن الوحدة هى( العمود الفقري للانتصار ) هذه الجملة المختصرة هى الدرس الاول للقيادة الفلسطينية الحالية في الضفة وغزة وخارج الأرض المحتلة من المعلم والخبير الاستيراتيجي والوطنى والمناضل والأسير المحرركريم يونس ، فهل تصغى أذان أصحاب المناصب الرفيعة للدرس الأول من عملاق الصبر وجبل الصمود والتحدى كريم يونس !!!!!!!
لم تكن عارة هي قرية ومسقط رأس كريم ، وهو عاش وعاصر الاف الأسرى الفلسطينيون من كافة بقاع الأرض المحتلة ، كريم يونس قضى اعوام معهم أكثر من سنوات الحرية بين اهله ، وبالتالى أصبح كريم ابن غزة ونابلس والقدس وحيفا ويافا ، كريم ابن الارض المحتلة من رفح حتى راس الناقورة ، وكل حفنة تراب من فلسطين ترحب بك يا سيد كريم ،ودمت ذخراً فخراً لهذا الوطن . ......
ومن غزة لك منا كل التحايا وأعطرها ، مع اطيب الأُمنيات وأصدقها ، بالعيش بين أبناء شعبك وفي أرضك ووطنك ....
كريم يونس وهبه الله الصبر والحرية ، ووهبنا هو الأمل ... .....
[email protected]
أضف تعليق