ما من أحد إلا ولديه مجموعة من العادات يكررها تلقائيا، ودون محاولة لتغييرها غالبا؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بالعثور على شريك يُقاسمنا الحياة، فقد يُصبح لزاما علينا أن نتوقف عن التشبث ببعض عاداتنا الشخصية، ونُعيد النظر في بعضها، لنقوم بإجراء بعض التعديلات التي تساعدنا على النجاح.

تقول المستشارة المهنية المعتمدة تريشا وولف لموقع "باستل" (Bustle)، "غالبا ما نُكرر ما هو مألوف لنا، دون أن نُدرك أن تغيير الأشياء -حتى ولو قليلا- قد يؤدي إلى فوائد عظيمة، وإلى علاقة أكثر صحة"، وهو ما يجعلنا نتناول أهم العادات التي تحتاج إلى التوقف عنها في أسرع وقت، وفقا للخبراء.

1- وضع معايير عالية
تنصح وولف، بالتوقف عن الانتظار حتى يصبح كل شيء على ما يرام، (كتجهيز المسكن، أو الانتهاء من المأموريات والسفريات)، على سبيل المثال. فلست في حاجة لإثبات أنك مُكتَفٍ ذاتيا بالكامل، كما أن "وضع معايير عالية لنفسك، قد يفوّت فرص حصولك على أشخاص رائعين"؛ مما يجعل من الأفضل أن تبدأ في خوض التجربة.

2- التركيز على الصور والاهتمامات
توصي خبيرة العلاقات العامة إيريكا كابلان عبر موقع "باستل" (Bustle)، بالتوقف عن تكوين انطباعات مُتسرعة، بناء على صور الطرف الآخر وهواياته واهتماماته؛ والتركيز بدلا من ذلك على قيمه وأفكاره.

وتقول كابلان إن "التمهل وإلقاء نظرة فاحصة وطرح الأسئلة، قد يمنح المزيد من التعارف؛ في الوقت الذي لن يوفر التسرع سوى القليل من المعلومات الأساسية لضمان صحة الاختيار".

من جانبها، توضح أخصائية العلاج النفسي كيلي نيوبيرت، أن "هناك فرقا بين الاهتمامات والقيم؛ فقد تكون سعيدا مع شخص يشاركك نفس القيم، على الرغم من عدم اهتمامكما بنفس الهوايات".

3- إشراك الآخرين في كل خطوة
ففي حين أنه "من المفيد الحصول على رأي ثان، والاستماع إلى الأشخاص المهتمين بحياتك العاطفية"، كما تقول ستيفاني سافران لموقع "إنسايدر" (Insider). لكن يجب في الوقت نفسه، "أن تتبع حدسك، وما تريده أنت قبل كل شيء"؛ كما تقول كابلان، ففي النهاية أنت من سيقضي معظم الوقت مع الطرف الآخر، "فإذا كنت سعيدا، فسوف يكون الجميع سعداء".

4- عدم قبول غير المألوف
تقول خبيرة العلاقات بالمملكة المتحدة جيسيكا ألدرسون، إن "محاولة العثور على شخص من نوعيتك، أو مشابه لك؛ تُعد أحد أسباب عدم نجاح العلاقات"، والأفضل هو السماح لنفسك بالانفتاح على أشخاص جدد وتجارب جديدة، لتزيد من فرصتك للفوز بمن هو أفضل بالنسبة لك.

ولأن "الطبيعة البشرية تميل إلى الانجذاب لما هو مألوف، حتى لو لم يكن الأفضل"، تشجع كابلان على "إجراء بعض التعديلات على النمط المألوف". أما إذا كان لديك نمط معين تتمسك به في بحثك عن شريك الحياة؛ فلتتأكد من واقعيته، "كي لا تعود إلى المربع الأول في كل مرة".

5- توقع الانجذاب الفوري
ولأننا أيضا "مُغرمون بالإرضاء الفوري"، كما تقول كابلان، نجد أن "الناس يقفزون من السفينة مبكرا جدا، لأنهم لم يشعروا بالجاذبية الفورية".

فمن الشائع الاعتقاد بأن اختياراتنا لن تنجح، إذا لم نجد انجذابا فوريا من الطرف الآخر؛ رغم ما يميز المراحل الأولى من إرهاق وتوتر، مما يتطلب إفساح الفرصة للتعارف وبناء الألفة، "فغالبا ما تتجمع شرارة الانجذاب مع الوقت".

6- التأثر بالتجارب السابقة
إذا كنت خارجا من تجربة سابقة، فكيلي نيوبيرت، تُذكّرك "بأن كل شخص لديه خبرات وعادات مختلفة، فلا تستبعد أحدهم من حساباتك لمجرد أنك تخشى تكرار تجارب سابقة، لأسباب قد لا تكون صحيحة". وليس معنى أن الطرف السابق كان غير ناضج عاطفيا، أو غير قادر على التعامل؛ أن كل شخص آخر سوف يعاني من نفس المشكلات.

وإن كان هذا لا يمنع أن تكون صريحا مع نفسك، بشأن السلوكيات التي أثرت عليك سلبا في الماضي، "وأن تضع حدودا لتعريف الطرف الآخر، بما هو جيد، وما هو غير مقبول". فكل علاقة تحتاج لرسم حدود معينة لا يتخطاها الطرف الآخر.

7- المبالغة في الاهتمام بالطرف الآخر
إذا كنت تبحث عمن يشاركك حياتك، "فقاوم الرغبة في وضع بيضك في سلة واحدة على الفور"، بحسب المستشارة المعتمدة في قضايا العلاقات جيريلين آدامز، فإنه "في كثير من الأحيان، عندما نلتقي بشخص نُعجب به، فإننا نركز عليه تماما، مما قد يجعله يتعالى". لكن التدرج في إغداق الاهتمام، "يزيل الضغط، ويوفر الثقة اللازمة للتخلي عن الشخص غير المناسب".

8- تجاهُل إشارات التحذير الحمراء

"عندما نحب شخصا ما، يكون من السهل تجاهل الإشارات الحمراء، رغم وجود شعور لا يمكن التخلص منه، بأن هناك شيئا غير مريح". هنا تنصح ميغان ستابس، قائلة "بغض النظر عن مدى الانجذاب في العلاقة الناشئة، انتبه إلى حدسك وثق به عندما يخبرك أن شيئا ما، ليس على ما يرام".

كما تشارك جيريلين آدامز، بالقول "إذا كنت تتجاهل علامات التحذير، فذكّر نفسك أن الاستمرار مع الشخص غير المناسب، لن يؤدي إلى علاقة ناجحة".

9- الاستمرار رغم عدم تحقيق تقدم
من المفيد منح الأشخاص فرصة، لمعرفة مدى التوافق معهم من عدمه؛ فإذا لم يحدث توافق بعد عدة محاولات، "فلا تتردد في صرف النظر عن التجربة، ومحاولة العثور على آفاق جديدة"؛ وفقا لنصيحة بيث ريبارسكي، أستاذة التواصل بين الأشخاص، في جامعة إلينوي.

وتوضح ريبارسكي أنه "كلما زاد الوقت الذي تقضيه مع شخص لم تنسجم معه أصلا، كان من الصعب إنهاء التجربة؛ لذا فإن 3 لقاءات، تكفي لمعرفة ما إذا كان الأمر يستحق المزيد من الاستكشاف".

10- عدم التقاط الأنفاس
فليس معنى أنك اتخذت قرارا بالارتباط، أن تسارع بوضع جدول زمني ضاغط لا يسمح بالتقاط الأنفاس؛ وكأنه "إذا لم يحدث ذلك الآن، فلن يحدث أبدًا"، كما تقول جودي إكلبيري، الأخصائية النفسية المعتمدة.

ولا بأس أن تتباطأ، وتنعم بفترات هدوء؛ "ففي حين أن ضغط الساعة البيولوجية قد يكون حقيقيا بالنسبة لمن يريدون إنجاب الأطفال، لكن الحب لا يحدث وفق جدول محدد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]