بقلم: الكاتب والاديب الدكتور محمد زيناتي

أرض الكمال
ما أبهى ارض الكمال
حدودها نجمه خماسية
وفصولها بين عاصفه ومزهره.
مزهره بالأيمان البسيط
وعاصفه بنوايا سوء
هدفها
الفراغ الروحي ...

فمن دخلها
مستوحيا برب الجمال
مستأنسا.
لا خسوف ولا كسوف لإيمانه
ومن دخلها
كأفعى على شجره المعرفة
سيزحف طوال الطريق
وتنصب له خيام بالصحاري لاصطياده
ويرمى به حيت لا سعادة ولا هوان.

يا صانعي الفراغ استمعوا
اسمعوا وعوا
كفى تعتيما على اهل البيت
كفى انتقاصا على اهل البيت
كفى تجهيلا لأهل البيت
قد تصحون يوما
وتجدون الفراغ يملأ البيت
ولن تجدوا أهل البيت

اسمعوا وعوا
لا تتركونا بالطرقات الوعرة
نسير على الاشواك
والأحذية مخبئها خزائنكم
لا تتركونا نحارب المغرز بالعين
وسيوفكم المسننة معلقه على الحائط
اسمعوا وعوا
هناك جنود لا يتنيها النزيف
ولا ترضى الركوع
وستستبسل لإيمانها بالمعركة
وما تنتهي المعارك
حتى تبدأ بالمعركة الحقيقية
كسر الاحتكار عندكم
وهدم الحّجر الممنوعة الا لدخول الاسياد
واذابه الاقفال
وسيأتي عازف البوق
وجند تابوت العهد
يبّشرون سور اريحا بالانهيار
وسيبصر المعّمون حقيه الا شيء
وكذبكم
ويصرخون من فراغكم
يا رب أنقذ التائهة وردهه اليك
ويمر النور على زنزانة الوفي
ويسمّعه الصراخ
وكيف لا يلبي الطلب
وهو الأمير الأقرب للمّلك

اسمعوا وعوا
بفراغ بئركم اوحيتم لآخوه يوسف
ولم يتحمله فراغكم
وصدى البئر صرخ
ولكن كيف للأصمين
ان يسمعوا عزف داوود
اوحيتم لابي لهب
وغادر ابن قريش بيته
وركعت سيوف الغدر
امام مغاره وخيط عنكبوت
وكانت العودة
تفجيرا لمحيط فراغكم
اوحيتم لهيرودس
وهل فلحتم بآباده الأطفال
وعاد الطفل وصلبوه
وهل فلحتم؟
وأوحيتم لهيروديا
بقطع رأس صارخ بالبريه
وهل احضاره على طبق فضه
اعطاكم السلطة
نعم يا صاني الفراغ
اعطاكم سلطه التوسل لأبن داوود
حين صرختم له ارحمنا
وجعل موطنكم الخنازير

وعدّتم من جديد
تلبسون توب البياض بقلب اسود
لا الومكم
بل لوّمي مصبوب
على
من اعطاكم مساحة التمرس
وجعلكم متمكنين
ودعاكم للصف الامامي
بالحفلات والمآتم
واعطاكم المنبر واي منبر
حتى تأوهت الصرخات الزائفات
وقيل فيكم أجمل المقامات
وكأنكم جدول نبع رقراق
تحمل ضفافه الورد المنحني
والبساتين من حوله
دائمة الخير والعطاء
ولا يعلمون
انكم مياه راكده
رفضها البعوض
وهربت منها الضفادع
ولا يعلمون
ان بساتينكم رحمها عاقر
وجبلكم ترتقيه الحوافر
وكل من دخل انفاقكم
الى جهنم مسافر
خسئتم
نعم خسئتم ان نسمح لكم
ستبقون تتخبطون امام الطائر الحارس
لأولئك المخدوعين
وسيرفرف بجناحيه كلما اقتربوا من النفق
وحتى لو ارسلتم
افعى بأربعه أرجل
لتقّيم على الطريق
فطائرنا من هزم التنين
ورياش جناحيه
خناجر مسننه ورماح
اسمحوا لي يا ساده يا كرام
ان اعطيكم درسا من دروس الحياة
إذا عصرتم الخل بكؤوس شاربيكم
قد يأتيكم الكاس لتشربوه
وإذا زرعتم الجهل بعقولهم
واغلقتم على المعرفة بخزائنكم
من سيدّاوي علتكم
وإذا نميتم فيهم النقص
فكيف ستحصلون على الكمال
وإذا بشعتّم بنيتهم
من اين يأتي الجمال
أكل هذا حتى لا يتجرؤون
ما اغباكم ...
لأن الجريء ات لا محاله
ولن يصمت
ولن تستطيعوا ان تحدّوه
لان جبروته اقوى من جبروتكم
ولا ان تعيّروه
لأنه يفوقكم علما
ولن تتحّدوه
لأنه يملك المعرفة
ولن تشتروه
لأن كرامته ليست للبيع
اسف
كلمه كرامه لا تعرفونها
ادرسوها
لأنها الفرق بينه وبينكم
وليس الفرق الوحيد
هناك اناس توحدّ
وهناك أناس لا توحدّ
هناك أناس لنفسها تمجد
واناس تعطي الملك لله
هناك من يترك النازف يموت
وهناك من يطعم الفقير قوت
هناك من يختلق الاقاويل والعويل
وهناك من يتحلى بأيمان الصبر الجميل
ومنكم من يعتمد الخلوس
ومنا من يناجي أصحاب النفوس
وهناك من التسلط بروحه مدسوس
وهناك من يعبأ القنديل
ليأتي العريس ويختار العروس
ويأخذها معه حيت دار الكمال
تليق بهم




الدكتور محمد زيناتي





 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]