لخّص الشيخ كامل ريان القيادي في الحركة الاسلامية الجنوبية وفي مركز أمان ومحمد دراوشة الناشط ورئيس المركز العربي اليهودي في جفعات حبيبة، العام الحالي بأنه العام الأكثر دمويًا على الاطلاق على صعيد المجتمع العربي في اسرائيل.
وتمنى دراوشة وريان بأن يكون العام المقبل، يحمل في طياته الخير والسلام للمجتمع العربي خاصة والعالم عامة.
وقال الشيخ كامل ريان لبكرا:لا شك اننا جميعا كمجتمع عربي مررنا بعام صعب رغم بعض النجاحات التي اكتنفته هنا وهناك، خصوصا ان الجريمة ما زالت مستفحلة في مجتمعنا والتي ينعكس عنها امور خطيرة جدا اقتصاديا واخلاقيا وتربويا واجتماعيا.
وتابع: نحن نودع عاما مليئ بالمناكفات والمنافسات الامر الذي زاد مجتمعنا تفككا وشرذمة مع كل اسف وألم. وعليه اتمنى لمجتمعنا خاصة والبشرية عامة ان نستقبل عاما جددا مليئ بالتفاؤل والامل وان تكون بوصلته هي اعادة غرس قيم المحبة والوئام والسلام بين جميع مركبات مجتمعنا وان نتخلص من أفة العنف والجريمة التي استحوذت على مفاصل هامه من جسد المجتمع وان نحسن جميعا تقبل بعضنا البعض بالرغم الخلافات والاختلافات الموجودة بيننا لاننا في النهايه ملزمون جميعا بعلاج امراض المجتمع بأيدينا ولا نعتمد على حلول مستورده تزيد من تفاقم الازمات في المجتمع.
واختتم حديثه: نعم هنالك تحديات كثيره امام مجتمعنا العربي واولها في نظري غياب العمل الوحدوي فيه وتسير سفينتنا نحو شاطئ النجاة ناهيك عن الحكومة الجديدة القادمة والتي تحمل اجندات عنصرية وفاشية خطيرة جدا تستوجب منا جميعا التصدي لها ولاجنداتها العنصرية بكل عزم وحزم وعمل وحدوي وذلك من خلال التفكير بكل جدية باعادة تنظيم مجتمعنا من جديد بحيث نعيد اليه هيبته وحضوره وتأثيره في الحيز العام محليا وقطريا وعالميا.
وبدوره، قال المحلل السياسي محمد دراوشة لبكرا: السنة المنتهية شهدت تغييرات سياسية سيئة جدا في اسرائيل التي تقف امام ولادة "دولة يهودا". هذا الدولة التي ادعت انا قادرة على خلق التوازن بين القيمة الديمقراطية من جهة ودولة القومية اليهودية من جهة ثانية تخسر المعركة بشكل فاضح.
وتابع: الظلامية الدينية، والعنصرية الفوقية الصهيونية تتغلب على الحالة المدنية للدولة، لتبدأ باستنساخ "دولة يهودا" التي تواجدت لبضع سنوات في عصر الاسكندر الاكبر قبل اكثر من 2300 سنه.
وأضاف: هذه الدولة سترى بأي مواطن غير يهودي بمنظار الچير، او الچوي؛ أي الغريب. وهذا الغريب لا يستحق مكانة سياسية متساوية، بل تتحمل يهودية الدولة وجوده "كمقيم مؤقت" ما دام يخدمهم ويحترم الفوقية اليهودية ويتقبلها، ولا يشارك في القرارات، ويشكرهم لحصوله على الفتات الذي قد يتبقى بعد ان ينتهوا من توزيع مقدرات الدولة لأنفسهم.
وزاد: من هنا، نتوقع ان تبدأ حكومة "الصهيونية الدينية" المتبلورة فور ادائها قسم اليمين الدستوري، بتشريع قوانين تقود البلاد الى ذلك الاتجاه. ويكفيهم وجود غطاء "قانون القومية" الذي يتيح لهم التمييز الديني والقومي والعرقي، وكذلك سيتخذون قرار اضعاف المحكمة العليا والجهاز القضائي عامة، لكي تصبح هذه الاغلبية الطارئة في الكنيست قادرة على تمرير قوانين التهويد العنصري لما تبقى من صورة الديمقراطية الهَشَّة لاسرائيل.
وأوضح: هذه الحكومة قد تتفوَّق على الابارتايد وعلى النظام النازي الآري في بشاعتها ووقاحتها، واجرامها ضد المواطنين الفلسطينيين الذين سيصبحون مواطنين درجة ثانية ليس فقط فعلياً، انما ايضا دستورياً. وسيعمقون مفهوم الاحتلال ليقوموا بتجزئة الضفة الى مخيمات او ولايات منفصلة للفلسطينيين ومخيَّم كبير في غزَّة، تتكون من إمارات مستسلمة وخاضعة لحكمهم، وخادمة من اجل مصلحة الاستعلاء اليهودي، وليس لمصلحة الشعب الفلسطيني. وربما تطال يدها الى تجزئة دول عربية مجاورة لتكوِّن انظمتها ولايات مؤتمرةً بأمرها وفاعلة لمصلحة "دولة يهودا" التي ستحكم دولة اسرائيل.
ولكني ابقى متفائلاً بوعي شعبنا على مواجهة هذه التحديات الجمة والغير مسبوقة، وما زلت اومن بامكانية التحالف مع القوى اليهودية اليهودية، صاحبة المصالح المتشابهة في الكثير من الاوجه مع المجتمع العربي بالدفاع عن القيم الديمقراطية وضحد المتطرفين وافشال خططهم.
وأنهى حديثه: كلي امل ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية على الناس وان يتمكنوا من تخطي اضرار السنة الماضية التي آذن الكثيرين.
[email protected]
أضف تعليق