هو القدر كالسهام، إذا انطلقت لا تصد، وعندما تقرع أجراس الرحيل محال ان ترد وتذوب الوجوه الخلوقة في تراب هذه الدنيا الفانية، وتبقى الاعمال والسّيرة الحسنة ووجه ربك ذو الجلال والإكرام.
بقلوب تذخر ايمانًا وتسليمًا لإرادة الباري عز وجل، يعتصرها لوعة الفقدان تلقّت الاسرة الشفا عمرية نبأ تلبية المرحوم "الشيخ أبو سامي جبر رعد" تلبية نداء ربه.
ان ما دفعني لكتابة هذه السطور، حكم علاقتي الشخصية التي ربطتني بالراحل الشيخ أبا سامي جبر رعد منذ ما يقارب أربعة عقود. كانت مبنية على الاحترام المتبادل واستنادًا على هذه العلاقة ومن خلال الحديث والنقاش الذي كان يدور بينا على الكثير من المواضيع والمستجدات أقول؛ وبكل ثقة ومصداقية وليست مجاملة ولا اعتقد ان هناك من يخالفني الرأي، انّ الراحل عنا الباقي بيننا قد تحلّى بمزايا وصفات إنسانية لكل ما لهذه الكلمة من معنى، فكان انسانًا خلوقًا، مسالمًا، متزنًا، متواضعا عصاميا ذو رؤية حضارية وثقافية. يقول كلمة الحق في كل موقف مهما كانت النتيجة ويُعتبر من رجالات المجتمع الذين تركوا بصمات واضحة ملموسة واكيدة في بناء جسور الالفة والتقارب بين جميع افراد المجتمع الواحد، شاركهم مناسباتهم وكان حضوره مميزا صاحب الرأي السديد والبيت المفتوح والعامر.
بطاعة الله وما يرضيه، سكن في مقتبل عمره في حي القلعة التاريخية الباسطة ظلالها على الحي ببيوته وازقته القديمة التي أحبها وقدّر أهلها.
كلنا ايمان وثقة، ان خلفه الصالح الذي ترعرع على تربية صالحة، سيحرص على مواصلة نهجه الأخلاقي.
بحضور جمع غفير من مختلف الطوائف، الكرمل وسائر القرى الدرزيّة، تقدمهم الرئيس الروحي للطائفة المعروفية الشيخ موفق طريف، إمام الطائفة الشيخ يوسف ابوعبيد ورجال دين وشخصيات اعتبارية.
تم تشييع جثمانه الى مثواه الاخير يوم الاثنين، والقيت عدة كلمات اثنوا من خلالها على مناقب ومواقف الفقيد، نسأله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته.
[email protected]
أضف تعليق