تتجه انظار العالم عامة والعربي خاصة، الى مباراة المنتخب المغربي ضد الفرنسي التي ستجرى يوم الاربعاء المقبل ضمن مرحلة النصف النهائي من بطولة كأس العالم في قطر.
وعانت المغرب سابقًا من الاحتلال والانتداب الفرنسي مع العلم ان عدد من لاعبي المنتخب الفرنسي هم من اصول مغاربية.
ابعاد اجتماعية وسياسية
وقال المحلل السياسي محمد دراوشة لبكرا:تأهل فريق المغرب للنصف نهائي هو حدث كروي ورياضي واجتماعي على مستوى العالم العربي. مونديال قطر نجح بتحديث الالتفاف العربي حول الهوية العربية الجامعة، من حيث الفخر بالقدرات التنظيمية والضيافة الرائعه التي تقدمها قطر من جهة ومن حيث أداء منتخبات عربية في المباريات.
وتابع: ويأتي انجاز المغرب تتويجاً للشعور بالفخر والاعتزاز لدى المغاربة والعالم العربي، حيث دخل الفريق المحارب قلوب وبيوت جميع العرب، الدين يشعرون انه يمثلهم في هذه البطولة الكبيرة.
وأوضح:المباراة القادمة مع فرنسا تحتوي على ابعاد اجتماعية وسياسية ابعد بكثير من كونها محض حدث رياضي فقط. فهي بمثابة دربي فرنسي-عربي، حيث نستذكر من خلاله ان فرنسا استعمرت دول شمال افريقيا على مدار سنوات طويلة، ويُذكر لها سوء التعامل مع العرب، والبطش فيهم في الكثير من هذه السنوات التي قمعت شعوب شمال افريقيا العرب ومن ضمنهم المغاربة. لذلك سيكون لهذه المباراة نوع من التحدي التاريخي، وربما رغبة من المغاربة للانتقام كروياً على من تسبب لهم بالكثير من المعاناة على مدار سنوات في القرن الأخير.
إضافةً لذلك، تعُج فرنسا بمئات آلاف، وربما ملايين المغاربة الذين هاجروا اليها في الخمسة عقودٍ الاخيرة، ويشكلون أقلية بارزه في الحيز العام، وذات حضور قوي جداً ومشهود في شوارع العديد من مدن فرنسا. غالبيتهم، كمهاجرين من الجيل الأول يقبعون تحت خط الفقر ويعانون من التهميش المجتمعي والسياسي، والاقتصادي، ويحاربون للحصول على لقمة العيش. وينظر اليهم اليمين الفرنسي بنظرات ازدراء لهويتهم، وللونهم القمحي، ولثقافتهم العربية والامازيغية. والتمييز ضدهم باين للعيان، حيث لا تستثمر الدولة جهداً حقيقياً في دمجهم، بل ما زالت تعتبر الكثير منهم كمهاجرين غير شرعيين، رغم مرور عشرات السنوات على معيشتهم في الدولة.
توترات سياسية
ولذلك سيقوم هؤلاء أولا بالتعبير عن فخرهم ببلادهم الأصلية، المغرب، الأمر الذي سيرفع من شأنهم، ولكن سيضعهم خارج التيار المركزي الذي سيشجع فرنسا في هذه المباراة. هذا الوضع قد يخلق توترات سياسية، وربما مواجهات في بعض احياء فرنسا بين المغاربة واليمين المتطرف.
واختتم حديثه: ولكن يبقى انجاز المغرب رافعة من شأن هذا البلد الطيب وشأن شعبهم اينما حلّوا، ومن شأن العرب في كل بقاع الأرض، مما فيه من التأكيد على القدرات الرياضية والثقافية الكامنة والملازمة لهذا الانجاز، ومما فيه من ابراز لاسم دولة عربية بضوء ايجابي ومثير للاعجاب والتقدير.
ابعاد خاصة
ومن جانبه، قال د. ثابت ابو راس لبكرا:نشوة وفرحة عارمة في الوطن العربي. لا يمكن ان نقف على الحياد عند فرحة الشعوب العربية لا يمكن الا ان نفرح لكل اناصار عربي وما اقل تلك اللحظات. المنتخب المغربي وقبله التونسي ينتصرا على اعتى المستعمرين ولا يمكن القفز عن هذا الشعور.
وتابع: لابد ان تكون هناك ابعادا سياسة وعامة لمبارات المغرب مع فرنسا.. مع ان غالبية لاعبي المغرب يلعبون في فرنسا ودول اوروبية اخرى الى ان النظرة الاستعلائية لهذه البلاد اتجاه الشعوب العربية والاسلامية ما زالت قائمة رغم نهاية الاستعمار.
وأنهى حديثه: فرنسا والعالم يرى ان للرياضة وكرة القدم ابعاد خاصة لما لها من تاييد جماهيري. فمجرد المواجهة على ارض الملعب تضع الدولتين المتنافستين على قدم وساق.
[email protected]
أضف تعليق