يعتبر شهر تشرين الثاني " نوفمبر " من كل عام، شهر التوعية لسرطان الرئة، الذي يعتبر أكثر أمراض السرطان انتشارًا في البلاد والعالم، والذي يسبب أيضًا نسبة وفيات مرتفعة مقارنة مع باقي أمراض السرطان، عن المرض، أسبابه وعلاجه وكيفية الوقاية منه، التقى موقع بُـكرا مع الطبيب المختص عبد اغبارية مدير وحدة الأورام السرطانية في مستشفى روتشيلد- حيفا.

نظرة عامة عن سرطان الرئة وآخر الاحصائيات الطبية بنسبة الإصابة في البلاد...

وفي لقائه مع موقع بُـكرا قال د. عبد اغبارية: " شهر تشرين الثاني هو شهر التوعية لمرض سرطان الرئة، كنت أتمنى لو كانت كل أشهر السنة للتوعية بسرطان الرئة، وفي هذا الشهر نركز على هذا الموضوع لأهمية المرض ".

وتابع: "سرطان الرئة للأسف الشديد هو أكثر أمراض السرطان انتشارًا في البلاد وخاصة في المجتمع العربي، وتحديدًا السبب المؤدي الى سرطان الرئة وهو التدخين المنتشر لدينا في المجتمع العربي، وخاصة بالمقارنة مع المجتمع اليهودي ".

2700 حالة سرطان رئة جديدة سنويًا... والسبب المباشر هو التدخين!

ويشير د. اغبارية خلال لقائه، أن 85% من حالات سرطان الرئة هي نتيجة مباشرة بسبب التدخين، اغلبية المرض نفسه هي نتيجة التدخين، وأنه خلال السنة الماضية وصلت نسبة الإصابات الجديدة في سرطان الرئة نحو 2700، وهذا يدل على انتشار في البلاد عامة، بينما تصل نسبة الإصابة في المجتمع العربي الذي نسبته تقريبًا من سكان البلاد تصل الى 20%، نحو 600-700 حالة خلال العام الماضي، وهذه نسبة مرتفعة!

الدخان هو أحد المسببات، أو المسبب الرئيسي لمرض سرطان الرئة، ما هي المسببات الأخرى؟

د. اغبارية: " النسبة المتبقية 15%، هي أسباب ممكن ان تكون وراثية أو أسباب بيئية معينة، المتعلقة بالتلوث الهوائي الموجودين فيه اليوم، بعض الأعمال التي فيها يتعرض المصاب الى استنشاق مواد مسرطنة وممكن أشعة التي تسبب الإصابة ببعض أنواع السرطان.

رجل من اثنين يدخن في المجتمع العربي!

لكن أحب التنويه من هذه الفرصة للإشارة الى التدخين الذي يعتبر سبب رئيسي للإصابة بسرطان الرئة، العوامل الأخرى المسببة لها تأثير ولكنه أقل، يمكن من الصعب على الشخص أن يقوم بتغيير مهنته، لكن الامتناع عن التدخين بيده وامكانيته، لذلك مهم جدًا التوعية في هذا الشهر على أهمية الإقلاع عن التدخين وبما اننا نتحدث عن التدخين الرجال العرب هم مدخنون بنسبة عالية فوق ال 40% من الرجال العرب حسب الاحصائيات رجل من اثنين يدخنوا وهذه نسبة مقلقة جدًا ومخيفة.

الأرجيلة (النرجيلة) والسجائر الإلكترونية لا تقل خطورة عن السجائر...

وأكد د. اغبارية خلال لقائه معنا أن أضرار النرجيلة لا تقل خطورة عن تدخين السجائر العادية، بل هي مضرة أكثر وغير معروفة المادة التي تكون التبغ، ونفس الشيء فيما يتعلق بالسجائر الإلكترونية حيث يتعامل معها المدخنين على أساس أنها غير مضرة، حتى أشخاص غير المدخنين قاموا بتجريبها والتعود عليها، رغم انها تحتوي على مواد كيماوية التي ممكن أن تكون مسرطنة أكثر من السيجارة العادية، وتؤثر لاحقًا على المدى البعيد أن يتطور سرطان الرئة.

أعراض المرض...

د. اغبارية: " الأعراض مثلما قلت سابقًا، معظم الأشخاص المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين، والأعراض هي مشابهة لأمراض الرئات المزمنة، التي ممكن أن تكون عمليًا:

* سعال شديد.
* سعال مع بلغم وفي بعض الأحيان مع دم.
* ضيق في التنفس.
*التهابات في الرئة.
وتابع د. اغبارية: " صعب نعرف العوارض إذا كانت خاصة بمرض رئة مزمن أو سرطان، وبالطبع في حال كانت مرحلة المرض متقدمة وانتشر، يؤدي إلى ضعف في الجسم والهزل، وتعب، بالإضافة الى أوجاع في أماكن مختلفة في الجسم، مثل العظم أو البطن، التي يمكن أن تصل الى الكبد.
الأعراض تبدأ في الجهاز التنفسي، ولكن للأسف إذا انتشر تكون أوسع في باقي أعضاء الجسم ".

أنواع سرطان الرئة...

د. اغبارية: " 80% من أنواع مرض سرطان الرئة، نسميها " سرطان الرئة ذو الخلايا غير صغيرة non- small cell lung cancer “، ومن 15-20% نسميها سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، الذي هو أكثر فتكًا وعمليًا 100% مرتبط بالتدخين.
الخلايا الصغيرة 100% سببها التدخين، وهدا مرض جدًا صعب للأسف الشديد 25-30 سنة الأخيرة لا يوجد أي تقدم يذكر تقريبًا في مجال العلاج بهذا المرض، يمكن هناك علاجات التي تقوي جهاز المناعة، يمكن لها مكانة لكنها لم تظهر قفزة نوعية في تطور العلاج.
أما في القسم الثاني الأكثر انتشارًا الذي هو حوالي 80%، الخلايا غير الصغيرة أو non- small cell lung cancer، وهنا يمكن القول بثقة انه في العشر سنوات الأخيرة، عمليًا كان تحول كبير بكل طريقة العلاج المتعلقة بهذه الأورام وأيضًا من جانب الكشف المبكر ".

أهمية الاكتشاف المبكر للمرض...

د. اغبارية: " الاكتشاف المبكر للمرض هو احتمال أكبر للشفاء، يوجد فحص الميموغرافيا في سرطان الثدي، وقد اثبت نفسه، ويوجد فحص المنظار لفحص نسبة الدم في الخروج في سرطان الأمعاء الغليظة، الذي اثبت نفسه ايضًا.
وهنا يوجد فحص الذي هو فحص CT، في أشعة منخفضة التي هي عمليًا نحن نقوم باقتراحه، الذي دخل جديدًا للسلة الصحية، وتجري صناديق المرضى اتصالاً من المواطنين من فوق 55 عامًا ليأتوا لإجراء الفحص، الذين يدخنون خلال 15 سنة علبة دخان وحدة وما فوق على الأقل، وخلال ممكن نكتشف المرض بمراحل مبكرة وهكذا نقوم بتحسين مدى الحياة لهؤلاء المرضى الذين يمكن اكتشاف المرض لديهم في مراحل متقدمة، وهذه أهمية الاكتشاف المبكر ".

وتابع: " الأمر الثاني، في العلاجات البيولوجية، علاجات التي يتم فيها فحص الخلية السرطانية وبناء على الفحص، بإمكاننا أن نعطي علاج بيولوجي موجه ضد التغيير الجيني الي في الخلية السرطانية وهذه قفزة نوعية في العلاج ".

أما القفزة النوعية الثالثة في العلاج، أشار لها د. اغبارية: " كل العلاجات التي تقوي جهاز المناعة، عمليًا هذه العلاجات نحن نقدمها على أساس انها تساعد الجسم نفسه او خلايا جهاز المناعة تتعرف على الخلية السرطانية كخلية غريبة، ومن هنا عمليًا، يمكنها أن تهاجم الخلية السرطانية وتقضي عليها، ونحن نرى ان النتائج في الأبحاث والأدوية هذه موجودة اليوم في سلة الأدوية بخدمات صناديق المرضى في البلاد، الكثير من المرضى تتناول هذا العلاج، والذي يظهر نتائجًا التي هي جيدة جدًا، فهذا عمليًا تقدم الذي هو كثير مهم وكتير إيجابي ".

نصيحة...

د. اغبارية:" نصيحة اقولها على كل منبر، الإقلاع عن التدخين، ثم الإقلاع عن التدخين، ثم الإقلاع عن التدخين، بدوري كطبيب أود القول، انه لا يوجد مرض معروف ما هو سببه المباشر وبيد الانسان مثل مرض سرطان الرئة، 2700 حالة في السنة، 85% مرتبط في التدخين، فإذا تخيلنا لو قمنا بتنزيل نسبة التدخين ل 10% كم كنا سوف نختصر من هذه الارقام، التدخين هو آفة ووباء بالأخص موجودة في مجتمعنا للأسف الشديد ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]