يصادف يوم الخميس المقبل، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء.

وتواجه النساء في المجتمع العربيّ في اسرائيل، تحديات جمة منها انعدام فرص العمل وعدم تكافؤ الفرص بينهن وبين الذكور وايضا العنف الاسري.

الكاتب انطوان شلحت قال لبكرا: اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء مناسبة مهمة جدا لإعادة تسليط الضوء على كل موضوع قمع النساء ومصادرة حقوقهن، وكذلك تسليطه على العنف عموما.

وباعتقادي أن الموضوع أوسع وأشمل بكثير من موضوع العنف ضد النساء، ويحيل إلى تعامل المجتمعات البشرية عموما مع النساء ومع قيمة المساواة. وأظن أن المحك الرئيسي لدرس مبلغ تطبيق مبدأ المساواة في أي مجتمع من المجتمعات هو كيفية التعامل مع النساء.

وبالنسبة إلى مجتمعنا الفلسطيني في الداخل فإن هذا اليوم يشكل فرصة لطرح قضية المرأة ومسألة المساواة عموما وشحذ المزيد من الهمم للانتصار لهذه القضية التي يتوقف على مواجهتها وانتهاج الحلول العادلة حيالها تقدّم مجتمعنا عموما وانخراطه في ركب التطوّر والحداثة.

استوصوا بالنساء خيرًا

وبدوره، قال المدير الاستراتيجي لمركز المجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لبكرا:لو عملنا حسب ثقافتنا الحقيقية فلن نكون بحاجة ليوم عالمي لمكافحة العنف ضد النساء، بل علينا فقط العمل حسب هدي الرسول الذي قال في حديثه: "استوصوا بالنساء خيرا". وهذ الحديث يلزم الرجال بأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير ، وهذا هو الواجب على الجميع.

وتابع: ولكن، وبسبب انحراف مجتمعنا عن قيمه، لا بد من احترام مثل هذه الايام للتذكير باهمية الموضوع، ومنع استمرار ظواهر التنكيل بالنساء، وخاصة في المجتمعات العربية، ومجتمعنا المحلي في الداخل.

وأضاف: المرأة تستحق مكانتها المتساوية مثل الرجل، وقد اثبتت نساؤنا اهليتهن في المواقع القيادية في المراكز الاكاديمية، ومؤخراً تحقيق انجازات رائعة في سوق الاعمال. وتثبت المرأة محلياً ودولياً قدرتها على القيادة السياسية والاجتماعية.

واختتم حديثه: وليبدأ كل رجل بزوجته، وابنته، وامه واخته. وهكذا نخلق ثقافة احترام وتقدير المرأة.

مبنى العلاقات بين الرجال والنساء

وقال المحامي رضا جابر لبكرا:العنف ضد النساء متجذر في المجتمعات اي انها ظاهرة عامة لا تتعلق بثقافة او دين او عرق. ولذلك التعامل معها على مستوى مجتمعنا يجب ان يأخذ هذا البعد بالحسبان ايضا وليس حصرها فقط داخل حدود المجتمع وظروفه. هذا التعامل الجدلي مع الظاهرة على بعديها الداخلي والعام يفتح آفاق جديدة لبرامج وطرق تعامل جديدة. لا يمكن تحديد عامل واحد يفسر العنف ضد النساء ولكنه مزيج من شخصية المعتدي والظروف التي تمكنه من التعنيف وأيضا، وهذا اساسي بنظري، مبنى علاقات القوة بين الرجل والمرأة. بقيت هذه العلاقة، وان تقدمت المرأة في استقلالها الاقتصادي والتعليمي، تتسم بنظرة الرجل بانه يمتلك المرأة وتقدمها فسر بأنه مس بهذا الامر ولذلك رد الفعل العنيف أحياناً. لذلك نقطة الارتكاز هي تغيير جوهري في نظرة الرجل وأيضا المرأة للعلاقة بينهما. وهذه عملية تربوية على مستوى الفرد والمجتمع خطينا فيها خطوات ولكن نحتاج الى برامج اكثر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]