اليوم، يُطلب من جميع مواطني الدولة التوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت. لكن في حين أنه من المتوقع أن يتدفق الجمهور اليهودي إلى صناديق الاقتراع، فإن الجمهور العربي لا يزال مترددًا. انا أيضًا كنت مترددة لكنني قررت.
سأصوت!
أتفهم أولئك الذين لم يقرروا بعد. لدي أصدقاء مترددون، أفراد عائلتي والجيران. لانهم لا يشعرون أن تصويتهم له تأثير.
يائسون من القيادة، محبطون من الانقسامات ومن الإدارة السيئة.
الفجوة بين الحلم بقيادة عربية موحدة في قائمه واحده كبيره تؤمن بقيم المساواة وتناضل من أجلنا، وبين الواقع حيث قيادتنا مخيبة للآمال، منقسمة وتعمل بشكل غير منظم – الفجوة هي كبيرة جدًا بالنسبة لمن يتردد بالتصويت.
في الواقع هي أيضًا كبيرة جدًا بالنسبة لي.
فلماذا إذا سأصوت اليوم؟
لأنه لا يمكن ان تتشكل قيادة موحدة إذا لم نتوحد نحن من الداخل؟
اعتدنا على التعامل معنا ككتله واحدة. كما لو أننا لا نتألف مما يقارب المليونين نسمه، رجال، نساء واطفال. وكأننا لا نملك مليوني حلم ومليوني أمل.
لا يمكن ان نقبل هذا التوجه المبني على رؤية العنصرية.
لكن اليوم؟
اليوم نحن مجتمع واحد يحمل الم ونضال مشترك.
اليوم علينا ان نخرج ونقولها بصوت واضح دون تردد – نعم! نحن نشكل اثنا مليون مواطن ومواطنه، نحن عشرون بالمئة من الدولة! سنطالب بان يكون لنا دور وصوت في السياسة الإسرائيلية وفي القرارات التي تؤثر على المجتمع باسره، فنحن جزء من هذا المجتمع ولا يمكن اخراجنا من المعادلة السياسية.
مشوار الالف ميل يبدأ بخطوه واحده.
اليوم نحن على اعتاب مرحله هامه علينا إعطاء قيادتنا درسا في قوه الوحدة والعمل المشترك.
في ظل غياب قياده موحده، علينا اظهار مسؤوليه مجتمعيه أكبر. لنعطهم درسا ولنكن قدوة، رغم كل الخلافات والخيبات سننجح في الاتحاد من اجل رسالة أسمى، رساله مشتركه لنا جميعا.
اتفهم الرغبة بمقاطعه اللعبة الديمقراطية المليئة بالعيوب والنواقص. هذا رد فعل مفهوم. كرده فعل شخص يشتم من قام باجتيازه بطريقه غير قانونيه بالسيارة. لكن عندما يكون معك أطفال بالسيارة، ينظرون اليك وينتظرون رده فعلك، ماذا عليك ان تفعل؟ انت تعلم ان هذا التصرف لن يساعد وانه غير ملائم.
الاحتجاج والمقاطعة لن يكون لهم تأثير. هذا موقف سيؤدي إلى تعميق وانغراس اليأس في نفوس المقاطعين.
لذا لنصوت! ليس لأننا خائفون، بل لأننا نامل بمستقبل افضل. مستقبل فيه يعيش ابناءنا وبناتنا بواقع مختلف عن ذلك الذي نعيشه.
لنصوت، لان هذا بيتنا، وهذا وطننا ومستقبلنا.
في النهايه، استذكر قصه جدتي سميه، رحمها الله، التي قصت علي قصه حفرت في ذاكرتي، قالت لي: "عندما طردونا من بيوتنا في عام ١٩٨٤ نجحنا بالفرار بعيدا حتى الحدود اللبنانية، وعندما اخبرونا ان باستطاعتنا العودة، كان حذائي المفتوح قد تمزق ومشيت بحذاء في رجل واحده."
وماذا فعلت؟ سالت جدتي بعيون مليئة بالفضول.
اجابت: "أي سؤال هذا؟ جمعت كل قوتي وعدت بأكبر سرعه ممكنه بحذاء واحد"
حتى كطفله كانت تعرف جدتي اهميه بقائنا في بيوتنا وارضنا واهميه تمسكنا بكل شجره زيتون.
جدتي عادت بحذاء واحد، لنا والحمدالله يوجد حذائين، هي كانت مجبره على الجري، نحن نستطيع مواصلة الطريق براحه أكبر، كان عليها ان تعرض حياتها للخطر اما نحن، فكل ما علينا ان نفعله هو التوجه لصندوق الاقتراع وإدخال الظرف الى الصندوق.
ألن نفعل ذلك من أجلها؟
[email protected]
أضف تعليق