الكاتب والاديب الدكتور محمد زيناتي

جدار روحي متين حصين
أمام الأمواج ابدا لا يلين
وكيف يلين..
ودعائمه كلمات رب العالمين
وركائزه خمس حدود صامدين
والروح بين حلوله ليست بطّين
وبناه بنائيون روحانيين
وبالصدق مكتملين
وعن الغش مترفعين
وعلى الزهد متربعين
وكلما مرت السنين
ازداد شوقي والحنين
لأبقى على اسواره الجندي الأمين

وكيف لا
وانا
سأقتلع جذور الكلمة
أضعها على صدّر صفحات الورق الأبيض
سأعانقها أولا
واستسمحها
وأجمع حروفها المشتتة منذ زمان
بأيادي لا تملك القلب وتفتقر للوجدان
فجعّلتها تشيخ قبل اوانها
وحل بها نفور وجلست على حياد..
واليوم سنعيد لك التاج.
فبك ابتدأ كل شيء
وليس هناك غيرك شيء
وانت الوحيدة ايتها الكلمة
التي أفتديها بكل شيء
ولن تقوى بوابات الجحيم
على أبواب جداري الروحي.


من اين لي وكيف لي
أن امخر بذاك المحيط
محيط الليس
او بدواماتي ان أسبر
أعماق الأيس
عبتيه.. سرادقات.. ومتاهات ألم
تم تناغم
ما بين الشيء والا شيء
عله ومعلول
حرارة.. حركه ومحرك
معدن نبات واستقصات
أما هناك !
وجدت كل شيء الا الكلمة


بربكم أخبروني
كيف لها ان تنطق
وكيف له ان يتحرر!!
العجّز سجن والحيرة قفل

وهذا
جدار روحي البادئ بالنطق
انين الروح ورّهفها
وسوء المقام مع فجورها
وعذاب حل بها وانكارها
يا جاهل؟!
أمعتوه انت!!
همتك باللعب واللهو
ودس الاخشاب بالنار الملتهبة
والرقص والسخرية
ولم تبصر بعد، رغّوت دموع عيوني
وصوتي الممتلئ بصرخات لتصحى
حين تمزقت اوتاره ونطق
عذاب الروح ات
وشمس البرية حاضر
وبمدينه الانوار القدسية
والشموع الغير مطفيه...

أجهد روحك بلذة العبادة
وان لم تفعل عبتا تستغيث
ويحل عليكم عذاب يوم محيط

نفاذ الفكر في الكلمة
بنصوص امتلكناها
وتفجير منابعها
ولم نعد نحياها
وتّلين حجارتها بولادة ارتأيناها
وأخرى من الحداثة أصبحنا نحياها
اما حان للجدران ان تهدم مبانيها!!؟
وهذا المعتق بزجاجات النفاق الكافوري
ان يلقى به ليّسحق تحت الجدار
ويتبخر حيت تنتظره النيران الحقيقية
ولا مكان له حيت الضمير الحي
ويهزم غراب شهوه الملك فيه

أياكم أياكم
الاتكال على جداري
فهو أضعف من الطوفان
ولن يصمد باهتزازات الأرض تحت اعمدته
لكن ...مهما أصابه من ضرر
لن تقوي على ابتلاع احجاره
فشرانيفها تشق جرف التراب الدافن لها
لتحفز البناؤون على جمعها
وبربكم..
ما قيمه القنطرة لولا حجر الزاوية
واحجار كتيره بجداري
زوزنيه والسماق غطاءها بظله
والأسير علمها الصمود
والعنكبوت أحاط لها حائط
ودحرجتها انوار ساطعه عن باب القبر

أتساءل
أي قيمه لجدار الروح
ان لم تشبه احجاره حجر الرحى
حامل الاسرار ومشكّاه الانوار
وخلاصه سر الاسرار
اسألوا روزبه.

شجره دار الكرامة
تمّرها متستر بأكمامها
لحفوه بأوراق الخريف
ونفضت ذاتها بذاتها
بنور ساطع، وليله قدر، وفجر جديد
والغيب الأكبر
جلته غيوم ليست بسوداء ولا رماديه
والحمار الاشهب معرقب شاهد
اتار طعّن بثياب ودماء وجبه مزرّره
بغير جثة ولا للقبر مكان

سألوني وسخرت من سؤالهم
من اين تملك حصانتك الروحية
فحزنت، ولكني أجبت
أيها المدعون تقافه الدين
هل قرأتم الرسائل
ام زينتم بها رفوف مكتبكم ان وجدت
هل عايشتم مسيره فاطمة وتعاليمها
هل للأمام على عندكم مكانه
هل تعاليم المسيح مخطوطه بفكركم
وآيات كريمة على نبينا سيد المّرسلين
هل لها
بمساحه فكركم مساحة
أم تدعون.
حصانتي لم تعد هشة من روح كسّرت الزنازين
وعشره أعوام مضاف اليها ثلاث
علموني الثبات
والحراب المسننة المغروزة بالتنين العنيد
صرّخت على مسامعي مما تخاف
لست ضعيفا
إذا عيروك فاستشهد بستّنا شهوانة
وإذا أرادوا بك السوء لا تنسى ايمان رفقه
وإذا دفعوا لاغتيالك واغتيال فكرك
فاستذكر الصوت الصارخ بالبريه
وإذا باعوك، ورموا بك للبئر فاستذكر يوسف
فأمام رمحي لن ينفعهم السكين
يتظاهرون انهم مساكين
واولياء صالحين
يدّعون
ولكن عند بوابات جبرائيل
سيبحتون عن المفتاح ولن يجدوه
ويصرخون
ولن يسمع صراخهم
وكيف توقعوا الرجاء !!
وبسبع مراحل تفشى عندهم الوباء
وظنوا انهم لله حلفاء
وعلّموا بنفاقهم الالف والباء
وتعاملوا مع الناس انهم أغبياء
عذرا بسطاء، عفوا اتباع مجرورين

فصرخت انا
كيف أحصل على المفتاح
وبصوت يشفي العليل ويطهر النفوس
اتاني الجواب
أعمل بعكسهم وانت من جنود الميمنة
وحارب بجدارك الخلد والفئران الحافر تحته
ولا تستكين
ولا تعطي مكانه لفكر نشتاكن
الذين سيـأتون بلباس ملائكة زائفين
وهم بالواقع شياطين
فركعت وصليت ان يمدّني رب العالمين بالقوة
لأحمي جداري الروحي 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]