تسعى شركة إسرائيلية لإنتاج أجنة بشرية في المختبر، لاستخدامها في عمليات الزرع، بعد نجاحها مع أجنة الفئران، التي ظلت حية في "رحم ميكانيكي" لعدة أيام حتى طورت قلوبا نابضة وتدفقا للدم.
وتعمل شركة Renewal Bio، التي تتخذ من إسرائيل مقرا لها، على مهمة "جعل البشرية أصغر سنا وأكثر صحة" باستخدام تكنولوجيا الخلايا الجذعية التي يمكن استخدامها لعلاج العقم أو الاضطرابات الوراثية أو إطالة العمر بطرق أخرى.
وبعد تحقيق نجاح كبير في هذه التكنولوجيا مع أجنة الفئران، والتي نُشرت نتائجها في مجلة Cell، يريد عالم الأحياء في الخلايا الجذعية يعقوب حنا أن تقوم الشركة، التي شارك في تأسيسها، بتكرار هذه التقنية في البشر.
وفي المستقبل، سيمكن نقل الخلايا الجذعية الجنينية إلى كبار السن لتقوية جهاز المناعة لديهم أو استخدامها لتجديد خلايا المبيض، على الرغم من أن الشركة تقول إنها ما زالت في مرحلة مبكرة وتتعلم عن التطبيقات الممكنة للتكنولوجيا.
وقال حنا لـ MIT Technology Review: "إننا ننظر إلى الجنين على أنه أفضل طابعة بيولوجية ثلاثية الأبعاد. إنه أفضل كيان لصنع الأعضاء والأنسجة المناسبة".
ويواجه عمل Renewal Bio رفضا من عدد من العلماء بسبب الآثار الأخلاقية للتجارب، التي يدركها حنا نظرا لأن موقع الويب الخاص بشركته يحتوي على معظم المعلومات الأساسية.
ويقول نيكولاس ريفرون، عالم الخلايا الجذعية في معهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية في فيينا، لـ MIT Technology Review: "إنه ليس ضروريا على الإطلاق، فلماذا تفعل ذلك؟". ويرى أن على العلماء فقط إنشاء "الحد الأدنى من البنية الجنينية اللازمة" لإنتاج الخلايا ذات الأهمية
والعلماء قادرون بالفعل على زراعة أنسجة بسيطة معينة، مثل الغضاريف أو العظام، ولكن من الصعب جدا زراعة أنسجة معقدة.
وأفاد حنا أن "رؤية الشركة تركز على: هل يمكننا استخدام هذه الكيانات الجنينية المنظمة، التي لها أعضاء مبكرة، للحصول على خلايا يمكن استخدامها للزرع؟".
وكان حنا، قادرا على إنماء أجنة فئران متشابهة من الخلايا الجذعية في عمله. قائلا: "تبدو الأجنة رائعة للغاية. إنها حقا تشبه الأجنة الطبيعية".
ومع ذلك، فإن أقل من محاولة واحدة من كل 100 محاولة لتقليد جنين فأر كانت ناجحة، وفقا لمراجعة MIT Technology Review، وما تزال الأجنة التي تطورت لفترة أطول تعاني من تشوهات مختلفة، بما في ذلك مشاكل في القلب.
ويخطط العالم لاستخدام خلايا دمه أو جلده، إلى جانب خلايا بعض المتطوعين، كنقطة انطلاق لصنع أجنة بشرية اصطناعية. وعلى الرغم من الاعتبارات الأخلاقية حول خلق الحياة في أنبوب اختبار، إلا أنه لا يعتبرها قابلة للحياة.
وشرح: "إننا لا نحاول أن نصنع بشرا. هذا ليس هو ما نحاول القيام به".
ومن المهم ملاحظة أن الجنين الاصطناعي لا يمكنه البقاء على قيد الحياة خارج أوعية "الرحم الميكانيكي" للشركة. ونظرا لأنه لا يحتوي على مشيمة أو حبل سري متصل بالأم، فلن ينجو إذا تم زرعه في الرحم.
ويقول عمري أميرف دروري، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة: "القدرة على تكوين جنين اصطناعي من الخلايا، لا من البويضة ولا من حيوانات منوية ولا رحم، رائعة حقا. ونعتقد أنها يمكن أن تكون تقنية ضخمة وتحويلية يمكن تطبيقها على كل من الخصوبة وطول العمر".
[email protected]
أضف تعليق