كثيراً ما نرى اشخاص حولنا وعلى أيديهم او ارجلهم قشوراً فضية اللون بأشكل مختلفة ونسأل عن السبب. الجواب يكون انها مرض الصدفية! وقد تسبب الاحراج للشخص المصاب بها كونها تثير نوعا الاشمئزاز بسبب مظهرها الخارجي او بسبب الاعتقاد انها ممكن أن تكون معدية، وقد تسبب حرجا أكبر لدى النساء والاطفال وخاصة في سن المراهقة. كما ويرافق هذا المرض الشائع الكثير من تجاهل المصاب لحالته الصحية لأنه مرض مزمن يتطلب المواظبة على العلاج لوقت طويل. حول هذا الموضوع وعن طرق العلاج القائمة والحديثة تحدثنا مع د. ناجي بطحيش مدير وحده العلاج الضوئي والامراض الجلدية في مستشفى زيف في صفد.

بداية ما هي الصدفية ومدى انتشاها في المجتمع ككل؟

مرض الصدفية او ما يعرف بالإنجليزية Psoriasis مرض جلدي مزمن، غير معدي يصيب الجنسين بنسب متساوية تقريباً، ويؤثر على الدورة الحياتية لخلايا الجلد ويضاعف من سرعة نموها، مما يؤدي إلى تراكم الخلايا لتشكل طبقه من القشور فضيه اللون ولامعة شبيهة بصدف البحر، او لويحات حمراء اللون تصاحبها عادة حكة. نسبه شيوع الصدفية في العالم حوالي 2-3 % وفي البلاد حوالي 3 %.

تظهر الصدفية عادة على المفاصل، مثل المرفقين والركبتين, وفروة الرأس، ومن الممكن أن تظهر أيضاً في أي منطقة من الجسم، بما في ذلك: اليدين، القدمين، الرقبة، الوجه، والمنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية وقد تصيب بعض أنواع الصدفية الأظافر والمفاصل.

التشخيص والعلاج المبكر للصدفية الجلدية يساهم في نجاعة العلاج ويعزز الثقة بالنفس لدى الشخص المصاب وخاصة عند الأطفال ويساهم في المحافظة على المفاصل من الاعتلال حال اصابتها. لذلك يجب مراجعة الطبيب فور ملاحظة ظهور أعراض الصدفية.

ما هي أسباب ظهور الصدفية؟

ليس واضحًا بالضبط ما هو سبب اضطراب نشاط الخلايا اللمفاوية التائيّة عند مرضى الصدفية، فيما يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية تلعب دورًا في ذلك أيضا بنوع من خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا اللمفاوية التائيّة. في الوضع الطبيعي العادي تنتقل هذه الخلايا في جميع أنحاء الجسم للعثور على المواد الغريبة، مثل: البكتيريا، والفيروسات، لكن عند مرضى الصدفية تقوم هذه الخلايا اللمفاوية بمهاجمة خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ.

الخلايا اللمفاوية التائيّة، الفعّالة أكثر من اللزوم، تثير ردود فعل مختلفة لجهاز المناعة، مثل: توسيع الأوعية الدموية في طبقات الجلد، وزيادة كميات من خلايا دم أخرى يمكنها اختراق البشرة وافراز إشارات التهابية كيميائية (سيتوكينات). نتيجة لهذه التغيرات ينتج الجسم المزيد من خلايا الجلد السليمة والمزيد من الخلايا اللمفاوية التائيّة وغيرها من خلايا الدم البيضاء، ونتيجة لذلك تصل خلايا جلدية جديدة إلى الطبقة الخارجية من الجلد بسرعة كبيرة جدًا في غضون أيام قليلة بدلًا من أسابيع كما هو في الحالة الطبيعية. خلايا الجلد الميتة وخلايا الدم البيضاء لا تستطيع التساقط بسرعة، ولذلك تتراكم في شكل طبقات قشريّة سميكة على سطح الجلد.

ما هي أعراض الصدفية وعوامل الخطورة؟

عادة تكون الاعرض عل شكل احمرار وجفاف البشرة، طبقة سميكة من الجلد مغطاه بطبقة قشرية فضيه اللون تصاحبها حكة في المناطق المصابة وأحيانا اوجاع، وقد تظهر أعراض أخرى تختلف بحسب نوع الصدفية.

يمكن للصدفية أن تصيب جميع الأشخاص، وهناك عوامل يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بها مثل: العامل الوراثي، حيث تزيد احتمالية الإصابة إذا كان أحد الوالدين مصابًا بها، وتزداد أكثر إذا كان كلا الوالدين مصابًا. العوامل التي قد تؤثر على ظهور وحدة المرض أيضا هي العوامل النفسية التي تؤثر على جهاز المناعة، السمنة حيث تظهر الصدفية غالبًا في ثنيات الجسم، التدخين، استخدام بعض الأدوية، الإفراط في شُرب الكحول، التغير في احوال الطقس، خاصةً الأجواء الباردة والجافة، اصابة الجلد مثل الخدش أو الاحتكاك أو لسعة حشرة، أو حروق الشمس الشديدة وغير ذلك من إصابات الجلد.

ما هي أنواع الصدفية ?

تقسم الصدفية إلى 5 أنواع على حسب الأعراض المصاحبة لها:

الصدفية اللويحية: تعد الصدفية اللويحية (بالإنجليزية: Plaque Psoriasis) الأكثر شيوعاً، فهي تصيب 80% من مرضى الصدفية، ويظهر هذا النوع من الصدفية على شكل قشور فضية، تتركز غالباً على فروة الرأس، والركبتين، والمرفقين، وأسفل الظهر. وقد تسبب هذه القشور حكة تكون مؤلمة أحياناً.

الصدفية النقطية : الصدفية النقطية (بالإنجليزية: Guttate Psoriasis)، هي شكل من أشكال الصدفية في الجسم، تظهر على صورة بقع حمراء صغيرة أو وردية خاصة على جذع الجسم والأطراف. وغالباً ما تظهر الصدفية النقطية في مرحلة الطفولة أو الشباب، ومن الممكن أن تحدث نتيجة للإصابة بالتهابات بكتيرية مثل التهاب البلعوم . ويعد هذا النوع من الصدفية ثاني أكثر الأنواع شيوعاً بعد الصدفية اللويحية، فهو يصيب حوالي 10% من مرضى الصدفية.

الصدفية الأحمرية: تعد الصدفية الأحمرية (بالإنجليزية: Erythrodermic Psoriasis) أقل أنواع الصدفية في الجلد انتشاراً، وتظهر لدى 3% من مرضى الصدفية، وتكون على شكل طفح جلدي أحمر متقشر يغطي معظم أجزاء الجسم ويسبب حكة وألم شديدين. ومن أسباب تحفيز هذا النوع من الصدفية:حروق الشمس الشديدة، الالتهابات، تناول بعض الأدوية، وقف بعض الأنواع من أدوية الصدفية.

ويتطلب علاج الصدفية الأحمرية عادةً زيارة الطبيب على الفور، حيث أنه من الممكن أن يسبب هذا النوع من الصدفية خطراً على حياة المريض.

الصدفية المعكوسة او صدفيه الثنيات: تتمثل الصدفية المعكوسة (بالإنجليزية: Inverse Psoriasis) في ظهور بقع جلدية حمراء ناعمة وملتهبة تتركز في ثنايا الجلد، مثل الإبطين، وبين الأفخاذ، وتحت الثدي.

الصدفية البثرية: غالباً ما تصيب الصدفية البثرية (بالإنجليزية: Pustular Psoriasis) البالغين، وتظهر عادة على شكل بثور بيضاء غير معدية مليئة بالصديد، في مناطق صغيرة من الجسم مثل اليدين والقدمين، ولكن من الممكن أن تنتشر أحياناً لتظهر في أي مكان من الجسم.

وهنالك ايضًا:

صدفية الأظافر. قد تؤثر الصدفية على أظافر اليدين والقدمين، مما يؤدي ظهور حُفَرٍ صغيرة في الأظافر وتغير لونها ونموها بشكل غير طبيعي. وقد تصبح الأظافر المصابة بأعراض الصدفية رخوة ومنفصلة عن قاعدة الظفر (انفكاك الظفر). وقد تؤدي الحالات الشديدة إلى تفتت الظفر.

التهاب المفاصل الصدفي الذي يسبب الألم والتيبس والتورم في المفاصل وحولها ونسبه شيوعه بين 15-30%.

ما هي المضاعفات:

إذا كنت مصابًا بالصدفية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بحالات مَرَضية أخرى؛ منها: تغيرات مؤقتة في لون الجلد في المناطق التي تلتئم فيها اللويحات، أمراض العين، مثل التهاب الملتحمة والتهاب الجفن والتهاب العنبية، السُمنة، مرض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، المرض القلبي الوعائي، أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل مرض الأمعاء الالتهابي المسمى داء كرون والتهاب القولون التقرحي كذلك تأثيرات نفسيه مثل تراجع الثقة بالنفس والاكتئاب.

كيف يتم علاج الصدفية:

الصدفية مرض مركب وهناك العديد من الأنواع ويختلف علاجها من شخص وآخر. بشكل عام نصبو الى وقف العملية التي تؤدي إلى إنتاج فائض من خلايا الجلد وبالتالي تخفيف تكوّن الطبقات وإزالة القشرة وجعل الجلد ناعمًا. يمكن تقسيم أنواع علاج الصدفية إلى ثلاث مجموعات: علاج الصدفية الموضعي بالمراهم على اختلاف أنواعها، علاج الصدفية بالضوء ( فوتوترابيا): العلاج بواسطة التعرض التدريجي للضوء بشكل أساسي UVB واحيانا UVA داخل ماكنات خاصة داخل المستشفيات وحدات العلاج الضوء المستقلة. المعالجة الجهازية: بتناول الأدوية الفموية مثل الميتوتركسات او النيوتيجاسون. وأيضا العلاجات البيولوجية الحديثة التي تشكل بشرى للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كاف للعلاجات السابقة. كما وأن التعرض للشمس في منطقة البحر الميت والاغتسال بمياهه يساهم في العلاج. وأريد ان اشدد على أن الصدفية مرض غير معدي ومزمن ويتطلب تعاونا ما بين المريض والطبيب لضمان نتائج أفضل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]