تعتبر حقن " الفيلر " (Filler) واحدة من سُبل التجميل الشائعة عالميًا، التي تُحسن من مظهر البشرة والجلد، وخاصة في منطقة الوجه إذ تُساعد على التخلص من التجاعيد والحفاظ على نضارته، كما وتمنح المرأة او الرجل مظهر أكثر شبابي، وهي عبارة عن مادة هُلامية يتم حقنها تحت الجلد الذي يعيد ملء الفراغ أو نفخ منطقة معينة في الوجه لوقت مؤقت أو دائم، عن " الفيلر " أو " الحشوة "، وما هي المواد المستخدمة، ومتى يتم استخدامها، وما هي فوائد هذه الحقن وما هي أضرارها، ومتى يسمح استخدامها ومتى لا يسمح، التقينا مع د. شيرين حامد -عزام في عيادتها " ايستيمد " في كفر كنا، وهي طبيبة مختصة في أمراض والجراحة التجميلية للعيون.
حقنة التي تمنح الوجه مظهر شبابي ونضر...
في بداية لقائنا مع الطبيبة شيرين قالت: " تعتبر حقن " الفيلر " اليوم من أهم علاجات التجميلية، التي يتم استخدامها في البلاد والعالم، وتتكون حقن " الفيلر " من مواد عدة، تشبه مادة " الجل "، التي تأتي بشكل حقن، ومن شركات عدة. والهدف من هذه الحقن، القيام بتعبئة الفراغ في الوجه، يمكن تشبيه ذلك بالبالون ".
وتابعت د. شيرين: " بإمكاننا وضع " الفيلر "، منها:
* منطقة الجبين.
* تدلي الحاجب.
* الجفون السفلى.
* مسار سيل الدموع.
* الخدود.
* الحنك.
* الدقن.
* الأنف.
* الشفاه.
وهذا يعني أنه بإمكاننا وضعها بأغلب المناطق في الوجه، والهدف منها تعبئة الفراغ الموجود في الوجه، بالإضافة الى أن الحقنة تمنح الوجه مظهرًا أكثر شبابيًا، أكثر نضارة، لامعًا أكثر، وأقل تجاعيد ".
فيلر دائم، وفيلر مؤقت، أيهم أفضل؟
وعن أنواع الحقن، قالت د. شيرين: " هناك نوعان من " الفيلر " حقن دائمة، وهي مادة " السيلكون "، أو مصنوعة من مادة " الأكليرك " عادة، بينما حقن " الفيلر " المؤقتة يوجد منها عدة أنواع، المادة الأكثر شائعة، هي مادة " حمض الهيلوروني "، لكن أيضًا ممكن الحقن أيضًا من الدهن الموجود في جسم المرأة أو الشاب، بالإضافة إلى مواد مبنية على جزيئات الكالسيوم أي ما يسمى (هيدوركسيلابتيت الكالسيوم) ".
وتابعت د. شيرين: " في حال كان الاختيار بين " الفيلر " الدائم أو المؤقت، النصيحة هي اختيار الحقن المؤقتة، لأن الحقن الدائمة في حال لا سمح الله حدث أي ضرر بسبب هذه الحقنة، الحل الوحيد الذي سيكون لمعالجته وازالته لمساعدة المريض او المتعالج هو العملية الجراحية، التي من خلالها سوف يتم استخراج المادة، بينما الحقن المؤقتة مثل اسمها، تزول بعد فترة زمنية تصل بين 10- 15 شهر، والتي تذوب من تلقاء نفسها، واليوم تتواجد مادة التي من خلالها يمكن إزالة حقن " الفيلر " المنتجة من مادة " الحمض الهيلروني "، في حال لم تعجب النتيجة المريض أو المتعالج، بالإمكان ازالتها من خلال هذه المادة التي تعمل على اذابتها خلال ثوان".
أكثر الأماكن شيوعًا وعليها طلب الحقن بمادة " الفيلر "...
وفي هذا الجانب قالت د. شيرين:" أكثر الأماكن التي عليها طلب أو الأكثر شيوعًا، هي منطقة حول العينين، لكن يجب أن نفهم ليس كل ما يريده المريض هو ما يحدث في النهاية، لأنه في البداية يجب القيام بجلسة استشارية قبل الحقن، ونلائم رغبة المتعالج أو المتعالجة بالشكل المناسب والمكان المناسب ".
وتابعت د. شيرين: " بالنسبة للأماكن الأكثر شيوعًا هي منطقة حول العين، ومنطقة الحاجب التي على أساسها يتم رفع الحاجب الذي يبدأ بالترهل مع الجيل، أما المنطقة الثانية الأكثر شيوعًا، هي منطقة أسفل الجفن السفلي، وذلك نتيجة للترهلات التي تظهر مع التقدم بالجيل، وظهور أكياس دهنية في الوجه وهنا يكون الحل الجذري لهذه الحالة هو اجراء عملية، لكن عندما يكون المتعالج أو المتعالجة في جيل صغير ونحن نتحدث عن أكياس دهنية التي في بدايته، بإمكاننا معالجة ذلك بوساطة حقن " الفيلر "، وبذلك نقوم بتأجيل العملية لمزيد من الوقت، ولكن بالطبع العملية هي الحل.
أما المنطقة الثالثة التي عليها طلب، هي منطقة " مسار سيل الدموع "، مع التقدم بالجيل يذوب كيس الدهن الموجود في تلك المنطقة، ويصبح فجوة في الوجه، والتي يتم تعبئتها من أجل منح الوجه شكلاً أجمل وشبابي أكثر ".
أشخاص غير مسموح لهم استخدام " الفيلر "...
وفي هذا السياق قالت د. شيرين: " الأشخاص الذين من غير المناسب لهم استخدام حقن " الفيلر "، لذلك من المهم جدًا التوجه الى استشارة طبية قبل جلسة العلاج، عادة نساء حوامل او النساء المرضعات، ليس من المفترض أن يقمن بهذا النوع من العلاجات، ليس لأنه ممكن أن يعمل مشاكل، انما لأنه لم يتم اجراء أبحاث على نساء حوامل أو مرضعات، حتى نعرف مدى تأثير المادة على الجنين أو المواليد الجدد، بالإضافة إلى الأشخاص الذين لديهم مشاكل وأمراض جلدية التي فيها التهابات فعالة، يمنع عليهم اجراء هذا النوع من الحقن ".
فوائد واضرار حقن " الفيلر "...
وعن فوائد حقن " الفيلر "، قالت د. شيرين: " الفوائد بالأساس من الناحية التجميلية، التي تمنح الوجه مظهر شبابي وأكثر نضارة، وهذا ما يعكس على النفسية، بالإضافة إلى الأسباب الطبية التي تصحح خلل في الوجه أو تعبئة أماكن التي خفت فيها سطح الجلد أو تغير مظهره لسبب ما ".
وتابعت د. شيرين: " يعتبر العلاج بحقن " الفيلر " علاجًا آمنًا، الذي يمكن أن يقوم به الشخص ويتمم يومه بشكل اعتيادي، لا يوجد أي حاجة للاستشفاء في البيت، لكن هناك أضرار التي من الممكن ان تحدث خلال العلاج، مثل أي شيء في الطب، أحد الاضرار التي من الممكن أن تحدث هي ان تدخل مادة " الفيلر " الى داخل الأوعية الدموية الذي من الممكن أن يؤدي الأمر الى حدوث جلطة.
بينما الضرر الثاني الذي من الممكن أن يحدث هو أن " الفيلر " الذي تم وضعه ممكن أن يحدث ضغط على الأوعية الليمفاوية، وبالتالي يصبح عند الانسان انتفاخات لسوائل مثل أكياس البالون التي تظهر في المنطقة التي تم وضع " الفيلر " فيها.
أما الضرر الثالث الذي من الممكن ان يحدث، اسمه "filler migration " ما يسمى بالعربي انتقال " الفيلر " من مكانه، وهنا يمكنني القول انني قمت بنشر بحثين حول هذا الضرر الذي يلقي الضوء على أشخاص اجروا حقن " فيلر " في منطقة الحنك أو في منطقة الخد، أو في رأس الخد، ودخلت المادة الى قلب العين، " الفيلر " انتقل من مكان بعيد الى داخل العين، هذا ضرر الذي ظهر في السنوات الأخيرة، فقمت بكتابة بحث ونشرته في مجلات عالمية، والأمر أدى الى أن قسم من هؤلاء المرضى للدخول الى غرفة العمليات والاضطرار لإزالة مادة " الفيلر " من داخل الحجرة العينية.
نصيحة للأشخاص الذين لديهم رغبة في استخدام الفيلر ولديهم تخوفات...
د. شيرين: " بإمكاني القول ان حقن " الفيلر " هي من أجمل العلاجات التي يتم اجراؤها في المجال التجميلي ومن أنجح العلاجات غير الجراحية، من فوائدها انها تمنح الشخص مظهر شبابي ونضر أكثر، وبشرة أكثر لامعة وأقل تجاعيد، والفائدة الرئيسية هي بالإمكان اجراء العلاج، سواء ان كان رجل او امرأة، ويكمل يومه بشكل اعتيادي، لأنه في العادة لا يوجد عوارض، بالإمكان ان نكمل حياتنا الطبيعية في هذا اليوم.
ولكن نصيحتي هي متعلقة بأمرين أساسيين:
أولاً يجب معرفة ما هي مادة " الفيلر " التي يتم حقن وجههم بها، لأنه للأسف أقدم علاج لأشخاص تضرروا بسبب حقن " فيلر " ويكون اول سؤال اطرحه عليهم " ما هي المادة التي تم حقنكم بها؟" ولا يكون لديهم معرفة عن هذه المادة.
اما النصيحة الثانية فهي: السوق واسع جدًا في هذا المجال، علينا معرفة من هو الشخص الذي نتوجه اليه للعلاج، يجب الذهاب الى شخص مهني، ونصيحتي أن يكون جراح تجميل، وليس فقط يعرف كيف يضع العلاج، انما لا سمح الله إذا حدث ضرر يعرف كيفية معالجته، الأمر ليس فقط كيف نعمل العلاج انما إذا حدثت مشكلة خلال الحقن او بعده، يعرف هذا الطبيب ما هي المشكلة وكيفية معالجتها ".
[email protected]
أضف تعليق