ممّا لا خلاف فيه أنّ المرأة غير ملزمة شرعًا بتجهيز البيت وإنّما هذا من واجب الزوج. وإذا شاءت المرأة من تلقاء نفسها أن تعين الزوج على جهاز البيت فهذا أمر حسن وتثاب على ذلك.

ولكن من الظلم للنفس أن تكلّف الفتاة نفسها وأهلها فوق الطاقة والقدرة كي لا تظهر في المجتمع أنّها أقل من غيرها ... هذا وإن كنت أتفهم هذا الشعور ولكن بالوقت نفسه لا أؤيده !!

ذلك لأنّه من الخطأ أن تُتخذ القرارات وتُبنى المواقف بحسب وجهات نظر الآخرين.

ولعلّ الأشدّ ظلمًا في الأمر أن تُطلَق الفتاة بعد أشهر من الزواج وهي ما زالت تدفع أقساط ثمن الجهاز ومع ذلك لا يوافق الرجل أن يأخذ الجهاز مقابل عوض مالي لكونه واثق كلّ الثقة بأنّه سيتزوج من فتاة أخرى وهي تحضر عفشًا ( جهازًا ) جديدًا للبيت .

والله إنّه ليس من المروءة أن يقول الرجل لطليقته التي أحسنت إليه واستدانت لشراء جهاز البيت الذي كلفها أموالا طائلة خذي جهازك لا أريده وهو يعلم أنها ستضعه في المخازن حتى يهترئ أو تأكله الفئران !!

ما الذي يضيرك أيها الرّجل لو أخذت الجهاز ودفعت ثمنه لطليقتك التي أحسنت إليك ؟!! وفوق ذلك كلّه يتهرب الزوج من دفع المهر وفي حال حكمت المحكمة لا يدفعه إليها إلا فتاتًا!!

حقًا إنّنا نعيش في زمن قد ماتت فيه المروءة ...

أ . د . مشهور فوّاز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني 48

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]